وتوجه رئيس الوزراء ووزير خارجية الاتحاد السوفيتي، فياتشيسلاف مولوتوف، في نوفمبر/تشرين الثاني 1940 إلى ألمانيا في زيارة رسمية.
السلوك غير الجائز
وكشف مسؤول مجلس الوزراء، ياكوف تشادايف، في مذكراته أن الوفد السوفيتي سافر إلى برلين ليعبر للزعيم الألماني هتلر عن استياء موسكو من سلوكه غير الجائز في رومانيا وبلغاريا وفنلندا.
وكان الاتحاد السوفيتي وألمانيا قد وقعا اتفاقية عدم الاعتداء. إلا أن الاتحاد السوفيتي لاحظ في عام 1940 نشاطات ألمانية مشبوهة قرب حدوده. وبات هذا السؤال يطرح نفسه: هل ستستمر ألمانيا في الالتزام باتفاقية عدم الاعتداء؟
وذهب مولوتوف لدى وصوله إلى برلين إلى لقاء هتلر برفقة وزير الخارجية الألماني ريبينتروب، ليطرح عليه جملة تساؤلات حسب توجيهات الزعيم السوفيتي ستالين، منها ما معنى "معاهدة الدول الثلاث" وهي اتفاقية تحديد مناطق خاضعة للنفوذ الألماني والإيطالي والياباني. وكان جواب هتلر أنه يريد أن يشارك الاتحاد السوفيتي في معاهدة الدول الثلاث. وقال مولوتوف إن الاتحاد السوفيتي لا يمكنه أن يشارك في أي معاهدة دولية إلا بصفته طرفا من أطرافها وليس هدفا.
واستمر مولوتوف في طرح المزيد من الأسئلة على هتلر قبل أن تتوقف المحادثات بعد ساعتين ونصف الساعة بسبب احتمال إغارة الطيران البريطاني.
شروط موسكو
وتجددت محادثات مولوتوف وهتلر في 13 نوفمبر. ووفق بعض المؤرخين فإن مولوتوف أعلن خلال لقائه بهتلر في هذا اليوم عن شروط بلاده للانضمام إلى معاهدة الدول الثلاث ومنها وقف نقل القوات الألمانية عبر فنلندا.
واضطر ريبينتروب إلى وقف محادثاته مع مولوتوف بسبب غارة الطيران البريطاني الجديدة. وعلق مولوتوف على ذلك قائلا: "إذا كانت انجلترا مهزومة فلماذا نجلس في هذا المخبأ.. ومن هو مالك القنابل التي نسمع صوت انفجارها؟".
ألمانيا لا ترد
ولم تسفر مباحثات مولوتوف وهتلر عن شيء، ولكنها كشفت أن هتلر يطمح إلى السيطرة على أوروبا ولا يمكنه أن يحقق هدفه إلا عندما يزيل عقبة تعترض طريقه هي الاتحاد السوفيتي.
وأخبر مولوتوف ستالين في برقية بعث بها قبل أن يغادر برلين بأن محادثاته مع قادة ألمانيا لم تحقق النتائج المرجوة، ولكنها كشفت عما يدور في خلد هتلر.
والأغلب ظنا أن وزارة الخارجية الروسية خلصت حينئذ إلى استنتاج أن ألمانيا ستعتدي على الاتحاد السوفيتي.
وسلم مولوتوف في 25 نوفمبر مذكرة شروط بلاده للانضمام إلى معاهدة الدول الثلاث، إلى السفير الألماني شولنبرغ، ومنها سحب القوات الألمانية من فنلندا وتوقيع اتفاقية التعاضد بين الاتحاد السوفيتي وبلغاريا، وتخلي اليابان عن الحق في استخراج الفحم والنفط من بطون الأرض في شمال جزيرة ساخالين. ولم ترد ألمانيا على ما قدمه الاتحاد السوفيتي من اقتراحات.