وخلال حديث مطول مع "سبوتنيك" حول مختلف الزيارات والمشاركات الدولية للمنتخب السوري، وقضية تأخر كبير في صرف رواتب لاعبي المنتخب والمدرب التونسي نبيل المعلول، أشار سبوتنيك إلى سلسلة من الإجراءات التي يتم العمل عليها لحلحلة الملفات العالقة وإطلاق مرحلة جديدة حيال النشاطات الرياضية والملاعب السورية خلال الفترة القادمة.
ويقترب اتحاد كرة القدم السوري برئاسة حاتم الغايب من إكمال سنة على انتخابه، بعد استقالة فادي الدباس من منصبه مع أعضاء مجلس الإدارة.
الزيارة إلى الإمارات
خلال الشهر الماضي زار رئيس الاتحاد السوري مع أمين السر إبراهيم أبا زيد الإمارات، لتعزيز التعاون المشترك ومناقشة عدة مواضيع أخرى.
وأوضح أبا زيد في مقابلة مع "سبوتنيك" أن الهدف الرئيسي من الزيارة توجيه الشكر للإمارات كونها الأرض البديلة التي يلعب عليها المنتخب السوري مبارياته وما تقدمه من مساعدة.
وبين أمين سر اتحاد كرة القدم أنه جرى مناقشة العمل المستقبلي مع الاتحاد الإماراتي، بخصوص التعاون بالنسبة للمعسكرات والمباريات الودية، واستضافتها المنتخب السوري والتعاون المشترك بين الاتحادين.
وبدأ المنتخب السوري الأسبوع الماضي معسكراً في الإمارات، استعداداً للتصفيات الآسيوية المزدوجة لنهائيات كأس آسيا وكأس العالم.
وأضاف أبا زيد "اتفقنا على إقامة معسكرات كل فترة، ولكن هذا يتطلب موافقة الكادر الفني لمنتخبنا الوطني"، مشيراً إلى أنه خلال المعسكر الحالي سيكون هناك اجتماعات جديدة مع الاتحاد الإماراتي من أجل العمل على تسهيل دخول اللاعبين والكادر الفني.
الأموال المجمدة
وبالنسبة للأموال المجمدة للاتحاد السوري لدى الاتحاد الآسيوي الدولي لكرة القدم والاستفادة منها، بين أبازيد لـ"سبوتنيك" أن هذه الأموال مجمدة بسبب العقوبات المفروضة على سوريا وتصل إلى حوالي 12 مليون دولار.
وكشف أبا زيد عن عقد اجتماع الشهر الماضي مع المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي في دبي لنقل هموم وصعوبات الكرة السورية بسبب عدم الاستفادة من الأموال المجمدة، لافتاً إلى أن هذا الموضوع كان محط اهتمام ونقاش كبير مع المكتب.
وأضاف أبا زيد أن "الاتحاد السوري يمر بضائقة مالية.. وكان النفق مغلقاً بالنسبة للحصول على الأموال المجمدة سابقاً ولكن خلال الاجتماع شعرنا أن هناك أملاً للاستفادة منها".
وأوضح أبا زيد أن اتحاد الكرة يعاني من ضائقة مالية وخاصة من ناحية توفر الدولار، مشيراً إلى أن الاتحاد الرياضي العام يقدم ما يستطيع لدعم الكرة ولكن هناك متطلبات كبيرة كانت تُغطى سابقاً من الإعانات ولكن حالياً لا يوجد شيء.
وذكر أن الاتحاد اتفق مع المكتب الإقليمي "للفيفا" على إرسال رسالة بصياغة معينة للاتحاد الدولي من أجل الأموال المجمدة، مشيراً إلى إمكانية وجود حلول مستقبلية بالنسبة لهذا الأمر عبر الاستفادة من هذه الأموال ليس على شكل تحويلات مالية، بل من خلال الحصول على تجهيزات للحكام أو سفر وإقامة المنتخب وغير ذلك.
رواتب نبيل معلول
وأوضح أبا زيد أنه خلال الاجتماع مع المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لكرة القدم في دبي، ناقش الاتحاد الإفراج عن رواتب كادر المنتخب كونه غير معاقب، مضيفاً "عند توقيع العقد مع المدرب نبيل معلول كان هناك مخاطبات بين اتحاد كرة القدم السوري والآسيوي لمصادقة العقد من أجل موضوع رواتب الكادر الفني، والتي ستكون من الإعانات المقدمة لنا".
وذكر أبا زيد أن العائق الأساسي بالنسبة للأموال المجمدة هو العقوبات الأمريكية على سوريا ومن بينها قانون قيصر، حيث إن هناك قيوداً من ناحية البنوك والتحويل المصرفي.
وكان التونسي نبيل معلول خرج بتصريحات إعلامية أكد فيها عدم تسلمه والكادر الفني رواتبهم منذ 7 أشهر، معتبراً أنه يشعر بالذنب تجاههم وأن هذا الأمر يرهقه معنوياً.
وبخصوص ذلك قال أبا زيد: "بعد كلام معلول سافر إلى تونس، وكان هناك تواصل مع رئيس الاتحاد والعلاقة الودية موجودة.. ونحن نشعر أنه يجب أن تدفع الرواتب على وجه السرعة ونعمل على ذلك".
المنتخب السوري لكرة القدم
وخلال معسكره الحالي في الإمارات تغلب المنتخب السوري ودياً على نظيره الأوزبكي بهدف وحيد في أول مباراة تحت قيادة مدربه التونسي نبيل معلول.
وذكر أمين سر اتحاد كرة القدم السوري أن معلول مدرب يعمل بشكل احترافي، مشيراً إلى أن المباريات التجريبية لا تعني كل شي؛ وإنما هي من ضمن المحطات الموضوعة في خطة المدرب.
وأضاف أبا زيد أن "هناك دائرة فنية لتقييم عمل المدرب وهو منسجم مع جميع الكوادر، وخلال كل اجتماع للاتحاد يُقدم تقرير عن واقع المنتخب والتحضيرات والمطلوبة للمرحلة المقبلة.. ولدينا كل الثقة بالكادر للوصول إلى كأس العالم".
وبالنسبة للاعبين السوريين المحترفين في الخارج، قال أبا زيد إن: "الطاقم المساعد للمدرب مع لجنة اللاعبين المحترفين تقدم سيراً ذاتية للاعبين، وقد يكون هناك دعوات مستقبلية للكشف على بعضهم والمدرب يتواصل حالياً مع عدد من اللاعبين.. ومازال العمل جارياً لإيجاد محترفين على مستوى جيد يساعدون في ردف المنتخب الوطني".
الشركة الراعية للمنتخب
وتعاقد المنتخب السوري مع شركة "Uhlsport " الألمانية لتزويد المنتخبات الوطنية بالتجهيزات والألبسة، وقال أبا زيد إن: "هذه الشركة مرموقة من ناحية منتجاتها، وتتعامل معها عدد من الدوريات".
وأشار أبا زيد إلى أن الشركة منحت الاتحاد ألف كرة مجانية، مشيراً إلى أن الدوري الفرنسي يعتمد الكرة ذاتها المستخدمة في الدوري السوري، ومضيفاً أن "العقد مع شركة Uhlsport" " يتضمن جانباً مادياً بالإضافة إلى تقديم تجهيزات مجانية، حيث سيحصل الاتحاد على تجهيزات خاصة بالحكام وأخرى للمنتخب منها 10 ألاف قطعة مجانية، وهناك أشياء سنشتريها بنصف القيمة إذا قررنا ذلك".
وتابع أبا زيد أن "الجانب المادي في العقد يتضمن حصول المنتخب على مكافأة مالية من الشركة، إذا تأهلنا إلى نهائيات آسيا وكأس العالم".
وأكد أمين سر اتحاد كرة القدم السوري أن الشركة الألمانية سترعى موضوع إقامة مباريات للمنتخب مع دول أوروبية في أوروبا على نفقتها، وسيكون هناك مؤتمر صحفي بالفترة القادمة لتقديم الشركة.
وأضاف أبا زيد لـ "سبوتنيك" "لا يوجد أي شركة وطنية تقدمت لدعم المنتخب السوري، وأعتقد أن النشاط الكروي والفوز هما من يحفزان الشركات للقيام بذلك"، مشيراً إلى أن الاتحاد بحاجة لشركات داعمة لجميع المنتخبات بسبب عدم وجود إعانات مالية.
التعاون الكروي مع روسيا
وذكر أمين سر اتحاد كرة القدم إبراهيم أبا زيد لـ "سبوتنيك" أن الاتحاد الرياضي العام يجري اتفاقيات رياضية مع بعض الدول منها روسيا، مشدداً على ضرورة الاستفادة من هذه الاتفاقية كون روسيا دولة متطورة رياضياً
رفع الحظر عن الملاعب السورية
وبين أمين سر اتحاد كرة القدم لـ "سبوتنيك" أن رفع الحظر عن ملاعب سوريا يتطلب العمل على عدة جوانب ومراحل، مشيراً إلى أنه خلال انتخابات الاتحاد الماضية زار وفد من "الفيفا" دمشق واطلع على الوضع الآمن فيها، لكن الاتحاد الدولي لديه معايير ومقاييس معينة وحتى الآن لا يوجد أي مؤشر حول عودة المنتخب للعب داخل سوريا.
واقع الدوري السوري.. الفار والحكام
ورد أبا زيد على الانتقادات الموجهة للاتحاد بعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية المتخذة بخصوص فيروس كورونا، قائلاً: "هناك جمهور عريض يريد أن يحضر المباريات، ووافقت الحكومة على حضور 40 % من معدل استيعاب الملعب لتحقيق التباعد المكاني، لكن الالتزام بالإجراءات يعود للشخص ويوجد ثقافة مجتمع، فهناك من يلتزم وآخرون لا، ونتمنى ألا يتفشى المرض بالوسط الرياضي، ولا نريد أن تعود المباريات بدون جمهور".
وبالنسبة لتجهيزات الحكام أوضح أمين سر اتحاد كرة القدم أن الاتحاد طلب تقنيات صوتية للربط بين الحكام، مضيفاً "نحن بصدد أن نتفق مع الاتحاد الدولي على شركة معينة للحصول على هذه التقنيات".
أما بالنسبة لتقنية الفار أوضح أبا زيد أن الموضوع معقد في سوريا فهو يحتاج إلى حكام مدربين وتكلفته عالية ولا يوحد سوى حكم سوري واحد معتمد للفار.
وتحدث أبا زيد عن أخطاء الحكام في الدوري السوري، قائلاً: "في الدوريات الأوروبية ورغم التقنيات العالية هناك أخطاء تحكيمية، وأشك أن يخطئ أي حكم بشكل مقصود كون ذلك ينعكس على مهنيته، ولكن يقع الحكم أحياناً بالخطأ ويجب أن نُعطي عذراً لحكامنا فهم يعملون بالتحكيم البدائي دون تقنيات.. والحكام السوريون ينجحون في الخارج بشكل متميز".
وأضاف أبا زيد "نادراً ما يعترف أي نادٍ بأنه خسر بسب أداء لاعبيه وإنما يحملون الحكام ذلك.. ويجب تعويد اللاعب بالدوري على تقبل قرارات الحكم.