تعرض لقاح "أسترا زينيكا" لمزيد من الشكوك عنما كشف رئيس برنامج "Operation Warp Speed" الأمريكي أن العقار أظهر أعلى مستوى من الفاعلية في فئة الشباب.
وحقق اللقاح نتائج وفاعلية مثيرة للإعجاب بنسبة 90٪ على مجموعة من الأشخاص لم يتجاوز عمرهم 55 عامًا، حيث تم إعطاؤهم أيضًا نصف جرعة فقط، قبل إعطائهم جرعة معززة كاملة.
وقال منصف الصلاوي لصحيفة "بلومبرغ"، معلقًا على نتائج التجارب: "هناك عدد من المتغيرات التي نحتاج إلى فهمها، وما دور كل منها في تحقيق الاختلاف في الفاعلية".
يقول الباحثون في جامعة "أكسفورد" إنهم لا يعرفون الأسباب التي تقف خلف الفاعلية غير المستقرة، لكنهم سيحققون في المشكلة في المستقبل القريب.
استهداف البلدان الأقل نموا
أثارت نتائج التجارب دهشة العلماء، وقال جيفري بورجيس، المحلل في وكالة "SVB Leerink"، إن قرار "أسترا زينيكا" بإظهار أعلى مستوى من فاعلية اللقاح على مجموعات عمرية منخفضة هو علامة على أن الشركة تريد الترويج للقاح في البلدان الأقل نموا.
وقال بورجيس في تصريحات لصحيفة "MarketWatch" المتخصصة في التسويق: "من الواضح أنهم يروجون للمنتج بالفعل، على أنه مناسب للاستخدام في البلدان الأقل تقدمًا، حيث قد تكون ظروف التخزين الملائمة نسبيًا ... مفيدة".
كما أخبر المحلل صحيفة "بلومبرج" في وقت سابق أنه "لا يعتقد أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ستنظر بإيجابية في أي تجربة تم فيها تغيير الجرعة (اللقاح)، أو الأعمار (أعمار الأفراد الذين تمت عليهم التجارب)، أو أي متغير آخر في منتصف التجربة، عن غير قصد أو عن عمد".
التفاصيل الأخرى التي ألقت بظلال من الشك على مصير لقاح "أسترا زينيكا"، بحسب صحيفة "MarketWatch"، هي قدرتها على الحماية من مرض "كوفيد 19"، وقالت الشركة إن اللقاح برأيها فعال بنسبة 70 في المائة ضد المرض، الذي أودى بحياة 1.4 مليون شخص وأصاب ما يقرب من 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
لم تمر الفجوة الهائلة في البيانات والأرقام دون أن يلاحظها أحد، كما قال الدكتور أنتوني فوسي، عالم الأوبئة الرائد في الولايات المتحدة ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، لـموقع "STAT News".
وأضاف: "إذا كانت 70%، إذن لدينا معضلة. لأنه ماذا سنفعل بلقاح فعاليته 70% ولدينا لقاحات وصلت نسبة فاعليتها إلى 95% على سبيل المثال".
نقطة أخرى مثيرة للقلق فيما يتعلق باللقاح الذي طورته "أستر ازينيكا" وجامعة "أكسفورد" هي حقيقة أنه يعتمد على ناقلات فيروس الشمبانزي الغدي، وهي طريقة لم يتم استخدامها سابقا في إنتاج أي لقاح.
وطرحت هذه القضية بالفعل من قبل علماء من معهد أبحاث "غامالي"، الذين حذروا من عدم وجود دراسات طويلة المدى أثبتت فعالية وسلامة الطريقة.
بالإضافة إلى ذلك، تم اختبار ناقل الفيروس الغدي البشري المستخدم في اللقاحات التي طورتها دول أخرى، بما في ذلك في روسيا "سبوتنيك V"، وأثبت فاعليته ضد مرض "كوفيد 19"
واستخدام هذا النهج (اللقاحات الغدية البشرية) بنجاح في اللقاحات ضد الأمراض الأخرى، مثل التلقيح ضد الإيبولا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهو نوع آخر من الفيروسات التاجية التي ظهرت في الشرق الأوسط.
وكشفت أحدث دراسة استقصائية أجرتها شركة "YouGov"، الشركة البريطانية الرائدة في أبحاث السوق وتحليلات البيانات، أن روسيا هي الشركة المصنعة للقاحات الأكثر موثوقية عالميا بنسبة تصل إلى 21٪، تليها الولايات المتحدة بنسبة 15٪ والصين بنسبة 13٪.
وأعرب 73 % من الناس في الاستقصاءات عن استعدادهم لأخذ لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، حيث اختار تسعة من كل عشرة أشخاص لقاحًا يعتمد على ناقل الفيروس الغدي البشري. شارك في الاستطلاع باحثون من 11 دولة، من بينها إندونيسيا وماليزيا والمكسيك ونيجيريا والمملكة العربية السعودية والفلبين والإمارات العربية المتحدة وفيتنام.
أظهرت بيانات التداول انخفاض أسهم شركة الأدوية البريطانية "أسترا زينيكا" لعدة أيام على التوالي، وسط حالة من الشكوك بشأن فعالية لقاح فيروس كورونا.
وانخفضت أسهم شركة الأدوية، يوم الأربعاء الماضي، بنسبة 0.66% لتصل إلى 79.47 جنيه استرليني. ومنذ بداية الأسبوع، فقدت 4.4% من قيمتها بعد إعلان الشركة، يوم الاثنين الماضي، أن البيانات التي أظهرتها التجارب السريرية للقاح الذي طوره علماء من جامعة أكسفورد أظهرت فعالية متوسطة تبلغ 70%.
ووفقًا لشركة الأدوية، تلقى المتطوعون نوعين مختلفين من جرعات اللقاح، أظهر أحدهما فعالية بنسبة 90% والآخر بنسبة 62%.
وأفادت وكالة "بلومبرغ"، في وقت سابق من اليوم، أن اللقاح أظهر فعالية كبيرة، وتم اختباره على متطوعين لا تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.