مؤشرات التصعيد بدت واضحة وجلية بعد تحريك الولايات المتحدة الأمريكية لحاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" الأضخم إلى منطقة الخليج، بعد اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، وفي ظل بعض المعلومات التي نشرت حول إحباط محاولة اغتيال حسن نصر الله.
الخبير الأمني اللبناني، شارل أبي نادر، يرى أن "حركة حاملات الطائرات الأميركية عبر العالم دائما كانت نشطة، بمعزل عن التوترات والحساسيات الاستراتيجية الدولية".
وأضاف أن "البحرية الأميركية تنفذ مناورات تدريبية روتينية، بالإضافة لمرابضة بحرية تتناوب عليها حاملات طائراتهم بشكل دوري وروتيني في المنطقة".
وتابع أنه "في ظل التوتر المرتفع في المنطقة والخليج، يصبح ارتفاع الحركة طبيعيا، لأسباب عسكرية تتعلق برفع مستوى الجهوزية، وأيضا لأسباب استراتيجية تتعلق بتشكيل نوع من الضغوط في المنطقة تجاه إيران".
السيناريو الأول
يتمثل السيناريو الأول بحسب الخبراء في عدم حدوث مواجهات كبيرة، والاكتفاء بتنفيذ بعض العمليات على غرار اغتيال القيادات كما حدث مع زادة، وأن الحشد العسكري هو للردع، ومنع أي عمليات رد.
وفي هذا الإطار، يشدد الخبير الأمني على أن
"رفع مستوى الجهوزية الأمريكية في الوقت الراهن، يدخل ضمن الاشتباك القائم مع إيران، والموجود أساسا بعد الحديث المتعلق بقرار الرئيس ترامب لإمكانية تنفيذ ضربة لإيران، والتي ما زالت قائمة، بالإضافة إلى ما استجد من حساسية وخطورة بعد اغتيال العالم النووي الإيراني".
ورغم ارتفاع المؤشرات، إلا أن أبي نادر يرى أن "تحرك حاملة طائرات أميركية أو أكثر في المنطقة، ليس معناه توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، خاصة أن الأميركيين يملكون بنية عسكرية قوية في المنطقة، جوية وبحرية، وهي، ثابتة في قواعد ونقاط دائمة".
الساحة العراقية
في ظل احتمالية عدم توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، تبقى احتمالات الرد الإيراني خاصة بعد مقتل العالم النووي.
وفي هذا الإطار أشار الخبير اللبناني، شارل أبي نادر، إلى أن "العراق ساحة مناسبة لاستهداف الأمريكيين، أو للرد عليهم، من خلال العدد الكبير لقواعدهم في العراق، رغم الحديث عن تخفيض بعض وحداتهم".
وحسب قوله فإن "محور المقاومة بقيادة إيران، يملك في العراق بنية عسكرية وحزبية قوية، وأنها ما زالت تريد الانتقام من الأمريكيين لاغتيالهم قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس مع القائد الإيراني قاسم سليماني".
السيناريو الثاني
تتباين الآراء بشأن القرارات التي يمكن أن يتخذها الرئيس الأمريكي، ما بين أنه اتخذ القرار، أو أنه يضغط لتنفيذ بعض الرغبات لحلفائه في المنطقة فقط.
في هذا الإطار، قال الكاتب اللبناني، وسيم بزي، إن "ما يقوم به ترامب في الفترة المتبقية من عمر ولايته يمكن تسميته بتداخل الأجندات بين ترامب ونتنياهو وبعض الحلفاء في المنطقة".
ويعد بزي حركة إدارة ترامب نحو الخارج الأمريكي بأن هدفها "تصعيب الأمور" على جو بايدن بكل أولوياته الخارجية.
السيناريو الثالث
وبحسب الخبير، فإن
"فشل سياسة الضغوط القصوى على إيران وحلفائها على مدى السنوات الماضية من قبل ترامب، دفعه وإدارته، خاصة بعد سقوطه في الانتخابات، للانتقال إلى الخطوة التالية، وهي إطلاق الحرب الأمنية على كل دول محور المقاومة، وقواه الحية".
في الجوهر لا يميل الخبير إلى احتمالية حرب واسعة، بالمعنى الواسع للتعبير، حيث أن الإيراني يُدرك جيداً وجهة أعدائه، وإلى أي زاوية ضيقة يريدون دفعه، وأنه يحتفظ بأوراقه وتوقيت الاستخدام.
ضربات بحرية وجوية
لا يستبعد الشريفي توجيه ضربات جوية للمنشآت النووية الإيرانية، وأن العمليات المتوقعة ستكون بحرية وجوية.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، أوضح أن العراق في وضعه الحالي لا تمتلك فيه الحكومة ضبط الميداني أمنيا وعسكريا، خاصة أنه حال وقوع ضربة ستكون هناك عمليات استهداف للمصالح الأمريكية في العراق.
ردود فعل إيرانية
في إطار ردود الفعل الإيرانية على مقتل العالم النووي، أعلن رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني، فريدون عباسي، اليوم الأحد، أنه سيتم العمل على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، وذلك بعد إقرار المجلس مشروعي قانونين يلزمان الحكومة برفع نسبة التخصيب ضمن خطوات التحلل من التزامات إيران ضمن الاتفاق النووي.
وقال عباسي، في تصريحات لوكالة "خانة ملت" الناطقة باسم البرلمان، "سيتم التركيز على بدء التخصيب بنسبة 20 بالمئة، وإخراج مفتشي الوكالة الذرية الدولية وإنهاء التعاون معها، والانسحاب من الاتفاق النووي".
وعلّق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة، على حادثة اغتيال عالم نووي إيراني متخصص في مجال الصواريخ النووية، محسن فخري زاده.
واكتفى ترامب عبر حسابه على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي بإعادة تغريدة على خبر عاجل نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، والذي يتناول مقتل العالم الإيراني.