وتتمتع المعمرة الإيزيدية بذاكرة حاضرة منذ الحقبة العثمانية التي عاصرتها مرورا بالانتداب الإنجليزي وصولا إلى المجازر التي ارتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق.
وعن عادتها اليومية، تقول واشي إنها مواظبة على سماع الغناء الكردي يوميا، وبرامج الفن للإذاعات المحلية التي تبث الأغاني والأخبار باللغة الكردية.
ورغم أنها تعاني ضعفا في بصرها لا يسمح لها بالتنقل بين الخيم من دون عكازها، لزيارة أحفادها وأبنائهم، إلا أنها تتمتع بصحة ممتازة بفضل نوعية الأطعمة التي تتناولها، والتي تقول إنها كانت سببا في احتفاظها أيضا بشعرها الأسود الذي قاوم الشيب.
وتحرص روشي منذ كانت طفلة على تناول البيض واللبن والخضار والفاكهة لا سيما المجففة منها، وتفضل تناول السمك كوجبتها الأساسية.
وحتى الآن لم تزر المعمرة الإيزيدية طبيا، ذلك لأنها كانت وقبل نزوجها من قضاء سنجار بمحافظة نينوى شمالي البلاد، إثر اجتياح "داعش" للمنطقة وتدميرها، تعتمد على خيرات الأرض من الأعشاب العطرية في حال أصيبت بوعكة صحية، وعلى تناول الكمأ والفطر والتين والعنب، وكان العسل يتصدر مائدتها على الفطور.
وتقول روشي إنها لا تزال تتذكر تفاصيل مجزرة أيوب بك العثماني سنة 1891، نقلا عن والدها، وكانت حينها تبلغ 5 سنوات.
وتضيف أن والدها وصف لها كيف كانت تنهال سيوف العثمانيين على رقاب الأيزديين دون رأفة بصرخات الأطفال والرضع، وتلتها حملة عمر وهبي باشا سنة 1892، ثم حملة بكر باشا سنة 1894، وفق ما نقله التقرير.