وبحسب وكالة الأنباء السعودية فإن كل من شركة "رويال شل" و"إم جي" الهولنديتان، و"سوجو" و"شين غونغ" و"زنفو" و"جيجيانغ سوبكون" من الصين، بالإضافة إلى "بوسكو" من كوريا الجنوبية وقعت اتفاقيات مع "أرامكو" السعودية، لتأسيس شركات عبر برنامج الاستثمارات الصناعية المرتبطة بتطوير أعمال الشركة.
وصرح رئيس كبرى شركات النفط السعودية "أرامكو"، المهندس أمين بن حسن الناصر، بأن هذه الاتفاقيات تأتي ضمن سعي أرامكو لجذب الاستثمار وتحقيق الازدهار الاقتصادي وزيادة النمو، حيث ترى الشركة فرصا لأعمال وشراكات جديدة مع شركة لهم خبرة كبيرة في المجالات البيئية والصناعية.
وفي حوار مع وكالة "سبوتنيك" يؤكد المستشار النفطي الدولي محمد سرور الصبان على أن توقيع شركة أرامكو مذكرات تفاهم مع شركات من الصين وهولندا وكوريا الجنوبية يأتي لتنمية المحتوى المحلي وتحقيق قيمة مضافة من خلال هذه الشركات، ويكمل: هذه الشركات تتميز بأنها تواكب التطورات في الذكاء الصناعي والتصوير الثلاثي الأبعاد، وأيضا هناك تطوير أنظمة إدارة الطاقة وغيره من الإبداعات والابتكارات التي قامت بها هذه الشركات في هذه الدول الثلاث، وتحاول أن تحقق زيادة في الاختصار المعرفي.
ويضيف الصبان: "هذه المجالات التي ستدخلها أرامكو تزيد من كفاءة الإنتاج، وتوفر لها المطلوب من مختلف السلع والخدمات دون الحاجة للاستيراد من الخارج، وتعمل على تنظيم وزيادة التوظيف في المملكة، وزيادة المهارات المختلفة، وبطبيعة الحال هذه الشركات تحقق نوعا من التكامل الرأسي لأرامكو، ناهيك عن زيادة القيمة المضافة".
مجالات جديدة وفوائد
ويكشف الخبير الدولي بأن شركة "أرامكو" تسعى للتقليل من اعتمادها على النفط في مجال تصنيع النفط الخام كمجال عمل أساسي لها، وذلك بالدخول في مختلف الصناعات التي تعزز مكانتها كأكبر شركة للبترول في العالم، وبأن هذه الشراكات تحقق المزيد من التكامل مع هذه الدول الرائدة في التصنيع وتطوير التقنيات، وهذا ما تحتاجه المملكة في الفترة الحالية.
وعن الفوائد التي ستعود على الشركة من هذه الاتفاقيات يقول الصبان: هي زيادة كفاءتها الإنتاجية من جهة، ومواكبتها للتطورات الدولية في مجال التقنيات وفي المجالات المختلفة التي تقوم هذه الشركات في الدول الثلاثة في تطويرها، وتنمية المحتوى المحلي للصناعات التي ستبدأ بها في الفترة القادمة بإذن الله.
تعزيز رؤية 2030
ويرى الخبير النفطي السعودي سليمان العساف، في اتصال مع "سبوتنيك"، بأن هذه الاتفاقيات تأتي في ضوء تعزيز رؤية 2030، ويوضح: أرامكو أكبر شركة سعودية وهي واحدة من أكبر الشركات العالمية، ومن ناحية القيمة تعتبر من أكبر 3 شركات في العالم، وتوقيعها لهذه الاتفاقيات هو تعزيز لرؤية 2030، وتعزيزها للمحتوى المحلي ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، خصوصا إذا ما علمنا أن مشتريات أرامكو تتجاوز 60-70 مليار دولار سنويا.
ويكمل: "سواء كانت هذه الاتفاقيات لتحديث المحطات أو المصافي أو الأجهزة أو للنقل اللوجستي، وهي تسعى من خلال هذا التوقيع أن تدعم المحتوى المحلي وأن تقوم هذه الشركات بنقل التقنية، وعمل شراكات مع شركات سعودية من أجل توطين الصناعة، وإنعاش الصناعة سعودية، خصوصا إذا علمنا أن 90% من المشتريات تأتي من خارج السعودية، والآن يسعى إلى قلب هذه القاعدة وجعل المشتريات من داخل المملكة العربية السعودية.
دعم الاقتصاد المحلي
ويتوسع الخبير السعودي في العوائد التي يمكن أن تحققها المملكة من توقيع شركة أرامكو لهذه المذكرات، ويقول: ويأتي ذلك لدعم الشركات المحلية ودعم القطاع الخاص، لكي يكون هو المحرك الأساسي للاقتصاد، وخصوصا إذا علمنا أنه لا أحد يمكن أن يفرض شروطا على أرامكو، لكبر حجمها وكبر مشترياتها وكبر إنتاجها.
ويتابع: نعلم أن كوريا الجنوبية متقدمة الكترونيا، والصين لديها أكبر مصانع في العالم وهولندا مهمة جدا بالنسبة لأرامكو كونها تمتلك مركز مبيعات مهم، وكل هذه الأمور لنقل التقنية وتوطينها في المملكة العربية السعودية، وتوظيف السعوديين وخصوصا أنه بعد جائحة كورونا ارتفعت نسبة البطالة إلى 16% بعد أن كانت 11%.
ويختتم حديثه قائلا: كل هذه الأمور لدعم الاقتصاد السعودي، ولكي يكون رافدا للقطاع الخاص، ليزداد الإنتاج ما يقارب من 100 مليار ريال سعودي، على المدى القريب والبعيد، وسيكون هذا الأمر بالنسبة لأرامكو في المشاريع داخل وخارج المملكة العربية السعودية.