وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن تل أبيب تلقت في الأسابيع الأخيرة رسائل تدعوها لاستئناف المفاوضات بشأن المشروع الذي يستهدف شق قناة تربط بين البحرين الأحمر والميت.
وشهد هذا المشروع زخما كبيرا في السنوات الأخيرة وخطوات رسمية بين تل أبيب وعمان ورام الله، قبل أن يتراجع الحديث عنه بعد ذلك إثر خلافات سياسية.
قناة البحرين
أعربت إسرائيل والأردن خلال السنوات الأخيرة عن رغبتهما في شق قناة تربط البحرين الميت والأحمر، بحيث تتدفق المياه من الأخير لتعوض انخفاض مستوى البحر الميت، ومن ثم الاستفادة من المشروع في مجالات الطاقة الكهرومائية، والتوسع في مشاريع تحلية المياه، عبر إنشاء مجمع تحلية شمالي العقبة، لاستخدامها في مجالات الزراعة ومياه الشرب.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية ترتبط الدعوة الأردنية باتفاقيات السلام التي وقعت أخيرا بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، مشيرة إلى أن الأردن يريد استغلال هذه الأجواء ومن ثم إعادة استئناف مشروع ”قناة البحرين“.
وأضافت أن وزارة التعاون الإقليمي تلقت رسائل من هذا النوع، كما تم طرح هذا الملف خلال الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي بين وزير الخارجية غابي أشكنازي، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، في الجانب الأردني من معبر جسر الملك حسين.
وتلقى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، دعوة رسمية لزيارة عمّان ولقاء العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وسلم الدعوة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، لنظيره الإسرائيلي غابي إشكنازي، الخميس الماضي، خلال لقاء جمعهما في معبر اللنبي (جسر الملك حسين) الحدودي.
زيارة وزير الدفاع
محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة العربية المشتركة، وعضو الكنيست السابق، قال إن "المملكة الأردنية الهاشمية معنية جدًا بمشروع قناة البحرين، والذي يستهدف شق قناة تربط بين البحرين الأحمر والميت".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "وسائل الإعلام العبرية أكدت أن دعوة الملك عبدالله لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس من أجل الحديث حول هذا المشروع، ومشروعات أخرى ربما تكون بين البلدين".
وتابع: "تأتي هذه الدعوة بعد انقطاع دام لفترة طويلة بين الطرفين، وذلك لأن الأردن بحاجة ماسة إلى الكثير من المياه، وهذا المشروع ستستفيد منه بشكل كبير".
مشروع استراتيجي
بدوره قال الدكتور نضال الطعاني، عضو مجلس النواب الأردني السابق، إن "الأردن من أكثر الدول فقرًا في المياه، وبحاجة دائمة للتزود بالمياه التي يحتاجها لأغراض الشرب والري والصناعة،حيث تقلصت مساحة البحر الميت بحدود 35% خلال العقود الماضية، ما يهدد بكارثة بيئية".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أنه "تمت الموافقة على مشروع إقليمي مشترك بين الأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، والذي يعرف ضمن الاتفاقيات المشتركة، وهو مشروع على أرض أردنية ويتم تحت مظلة البنك الدولي مع اشتراط حصول المشروع البحريني الأردني على موافقة الأطراف المشتركة".
وتابع: "مشروع البحرين مهم جدا لإنقاذ البحر الميت، وتزويد المناطق التي تعاني من شح مائي بالمياه في تلك المناطق التي تتبع السلطة الفلسطينية والإسرائيلية والأردنية".
وأكد أن "هذا المشروع سيوفر مياه محلاة، تغطي 40% من الحاجة الأردنية، ووزير المياه الأردنية السابق أعلن أنه بصدد السير في طرح المشروع لتأمين مصادر المياه للأردن".
وأشار إلى "تأكيد وزير المياه السابق بأن الأردن يسعى جاهدا لتنفيذ المشروع الاستراتيجي، حيث قامت الدولة بكافة الإجراءات المطلوبة، ولا يزال ينتظر التنفيذ".
ويشار إلى أن إسرائيل والأردن وقعتا في فبراير/ شباط 2015 اتفاقا للبدء في المرحلة الأولى من مشروع ”قناة البحرين“، ونظمتا احتفالية في العاصمة الأردنية عمان، بحضور وزير الري الأردني ووزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، وممثلين عن البنك الدولي والسفارتين الأمريكية والإسرائيلية في عمان.