وجرى أحد هذه التدريبات مؤخرا في ميدان التدريب في مقاطعة تشيليابينسك. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عناصر قوات الرادار وقوات الدفاع الجوي تمكنت أثناء التدريب من صد هجوم طائرات العدو الافتراضي المسيرة البالغ عددها 20 طائرة تقريبا، مستعينين بمنظومة "بانتسير إس1" الصاروخية المدفعية المضادة للطائرات ومنظومة الدفاع الجوي "تور-إم1".
كشف الخبير الاستراتيجي سيرغي دينيسينتسيف في حديثه لقناة "RT" أن المشاركين في التدريب نجحوا في صد الهجوم الذي شنته طائرات مسيرة صغيرة الحجم تطير على ارتفاعات منخفضة، وهي أهداف من الصعب اكتشافها ومتابعتها.
الأساليب المتنوعة
وثمة أساليب وطرائق شتى لمكافحة طائرات العدو المسيرة. وتتضمن الأساليب التي توصف بالتقليدية تدمير الطائرات المسيرة المهاجمة بإطلاق الصواريخ المضادة نحوها. وتوجد طرائق بديلة للأساليب التقليدية لا تتضمن إطلاق الصواريخ الاعتراضية وتهدف إلى إبطال مفعول الطائرات المسيرة المعادية بالتشويش عليها باستخدام تقنيات الإعاقة التشويشية من منظومات "أفتوبازا" و"كراسوخا".
يقول الخبير العسكري دميتري كورنيف:
يكون من الأجدى أن نتبع شتى الأساليب لصد هجوم الطائرات المسيرة المعادية. ومن أجل تفعيل مكافحة الطائرات المسيرة بدأ الجيش الروسي بتشكيل فرق مكافحة الطائرات المسيرة من خبراء التشويش الإلكتروني وخبراء الاستطلاع والقناصين وجنود المدفعية المضادة للطائرات ووسائط الدفاع الجوي.
فمثلا، أوكلت مهمة تدمير طائرات العدو الافتراضي المسيرة أثناء أحد التدريبات في الصيف الماضي إلى القناصين وجنود منظومات الصواريخ المضادة للطائرات.
التجربة السورية
تتطلب مهمة مكافحة الطائرات المسيرة تزويد القوات بآليات قادرة على التعامل مع الطائرات المسيرة المهاجمة. توجد في روسيا آليات عسكرية بإمكانها إطلاق النار على طائرات العدو المسيرة مثل آلية مساندة الدبابات "ترميناتور" التي يستطيع
مدفعها من عيار 30 ملم أن يطلق قذائف جديدة يمكن تفجيرها في الجو، أو آلية المدفعية المضادة للطائرات "ديريفاتسيا بي في أو" المزودة بمدفع عيار 57 ملم الذي يبلغ مداه المجدي 14.5كم أفقيًا و7.5 كم عموديًا، ويمكنه أن يطلق 80
طلقة في الدقيقة.
وأشار الخبير دينيسينتسيف إلى أن الجيش الروسي يستفيد أثناء تدريب عناصره من تجربة مكافحة طائرات الإرهابيين المسيرة في سوريا حيث تم صد عدة هجمات مكثفة للطائرات المسيرة.