وكان وزير الخارجية العراقي الأسبق، ناجي صبري، صرح لقناة "العربية"، إن مذكرات عمرو موسى جاء بها "نقاط مغايرة للحقيقة بخصوص زيارته للعراق في 18-1-2002، وأمور أخرى ذات صلة بأزمة العلاقة بين العراق والأمم المتحدة آنذاك".
وأكد وزير الخارجية العراقي الأسبق، أنه "من غير المنطقي أن ينفعل عمرو موسى على صدام حسين"، مشيرا إلى أن "مذكرات عمرو موسى ضمت أحداثاً غير حقيقية".
وعبر عمرو موسى في حديثه مع برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على فضائية "القاهرة والناس" المصرية، أمس الخميس، عن دهشته من تصريحات وزير الخارجية العراقي الأسبق، موضحا أنه "في الثقافة العربية عندما ترفع صوتك وتتحدث بحسم ووضوح يُعد مساسا بالهيبة".
وتابع:
"مع حبي لناجي صبري، كنت أتمنى أن يتذكر كيف عملت لصالح العراق لدرجة كبيرة لمنع الحرب ضد العراق".
وأضاف أن "وزير الخارجية العراقي الأسبق رجل طيب وحاول قدر إمكانياته"، في إشارة منه إلى أنه حاول مساعدته في الأمم المتحدة.
وأكد عمرو موسى في لقائه مع برنامج "حديث القاهرة" أنه لا يتحدث مع الرؤساء خارج حدود الأدب، موضحا أن "ما حدث عند لقائه بالرئيس العراقي صدام حسين في عام 2002 هو أنه قال له يا سيادة الرئيس هل أنت واع لما يجري يا سيادة الرئيس الظروف صعبة جدا، لن يساعد العراق أحد أرجوك هل عندك أسلحة نووية، فأجابني بلا، فكررت السؤال، وقال لي لا".
وواصل عمرو موسى حديثه أن "صدام حسين لم يتضايق، وهو يعلم أنه يتحدث مع أمين جامعة الدول العربية، ولديه علاقات مع الأمم المتحدة، والأمر انتهى بتخويلي للحديث مع كوفي عنان وحدثت مفاوضات بعد ذلك".
وأكد أن لقائه مع الرئيس العراقي الراحل تضمن حديثا جيدا مفصلا عن الأسلحة النووية والمفتشين بلهجة واضحة.
وتطرق الكتاب الجديد للأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى "سنوات الجامعة العربية"، إلى جهوده في إقناع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومحاولة تجنيب العراق الحرب.
وأوضح موسى، في كتابه، أنه "التقى بصدام حسين عدة مرات في محاولات لإعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات وكيفية لقائه مع الرئيس العراقي، وسعيه إلى إقناع الأخير بالقبول بعودة المفتشين الدوليين إلى العراق".
وقال: بعد التحية والسؤال عن الصحة والشكر لكرم الضيافة وبعض الجمل العامة، تحدثت إلى صدام حسين بلهجة جادة قال من حضرها: "إنها أعنف لهجة تحدث بها مسؤول عربي إلى صدام حسين".
قائلا: "فقدت أثناء الحوار السيطرة على أعصابي وصرخت بوجهه، أسمع بقى يا سيادة الرئيس، التنظير لن ينفع العراق ولن ينفعك بكل صراحة. أنا بقولك العراق معرض لضربة قاصمة من الولايات المتحدة القوة الكبرى الأولى في العالم، هل أنت واع بأن بلدك معرض لهذا الخطر الداهم؟، هل أنت واع لمسؤوليتك في تجنيب العراق هذه الويلات؟".
ورد صدام حسين على عمرو موسى: "أنا مفوضك للتحدث باسم العراق، اتصل بأمريكا وكوفي عنان"، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالاته، لكن للأسف على ما يبدو أن قرار الحرب كان قد اتخذ.