الزيارة هي الأولى التي تم الأعلان عنها منذ عدة سنوات، وتكمن أهميتها في الخطوات التي تتتبعها وإن كانت ستقود إلى تقارب حقيقي من شأنه حل الأزمة الليبية، أم أنها ستقتصر على لقاء طرابلس دون تفاهمات مستقبلية.
وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك": "الجانب الغربي لا يملك قراره، لذلك لن يرحب بكل ما طرحه الجانب المصري، خاصة أن الزيارة المفاجئة التي جرت من الناحية التركية، تؤكد أنها تتابع المشهد وأنها تسعى لعرقلة المشهد بكل وسيلة."
ورأى أن "الوفد التركي أراد إرسال رسالة مفادها أن الغرب الليبي بالكامل تحت السيطرة العسكرية التركية، خاصة بإقامة الحفل والترتيبات التي جرت بشكل مفاجئ".
وفي الإطار ذاته قالت الكاتبة الليبية عفاف الفرجاني إن "الوفد المصري يؤكد على مبادرة القاهرة والتفاهمات التي حصلت بمدينة الغردقة في وقت سابق".
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك": "تلك الخطوة تمثل انفراجة مهمة إن لم تتدخل تركيا لتعرقل أي توافق بين القاهرة وطرابلس".
وشككت الفرجاني في مدى التزام الجانب الغربي بما تم مناقشته مع الجانب المصري، خاصة في ظل النفوذ التركي المسيطر على قرارات الجانب الغربي.
بدوره، قال النائب عمر تنتوش، في حديثه لـ"سبوتنيك": "الدور المحوري لمصر يجب أن يتجسد في المحافظة على أمنها، وذلك بمساهمتها في استقرار ليبيا عن طريق سياستها المنفتحة مع الجميع في الشرق والغرب الليبي".
ويقول خبراء إن "أنقرة لن تسمح للغرب الليبي باتخاذ أي خطوات من شأنها التقارب مع مصر، وأنها ستحول دون دور مصري من شأنه تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية".
وتركز الاجتماع، الذي عقد صباح الأحد، مع وفد جمهورية مصر العربية، حول التأكيد على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وتطويرها بما يخدم المصلحة المشتركة، بحسب بيان للنائب أحمد معيتيق عضو المجلس الرئاسي.
وذكر البيان أنه "جرى خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة التنسيق المشترك لتفعيل عدد من الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين في المجال الاقتصادي والأمني، والاتفاق على استئناف عمل السفارة المصرية في طرابلس، في أقرب وقت ودراسة عودة رحلات الطيران بين المطارات الليبية والمصرية.
وقالت وزارة خارجية حكومة الوفاق الوطني الليبية إن وزير الخارجية محمد طاهر سيالة، بحث مع نظيره المصري، سامح شكري، الملف الليبي هاتفيا.
وتابع القبلاوي أن "شكري عبر لوزير الخارجية عن شكره لحفاوة استقبال الوفد المصري في العاصمة طرابلس، وأن تكون الزيارة خطوة جدية لاستمرار التعاون بين الجانبين".
وكان القبلاوي قد صرح لـ "سبوتنيك"، أمس الأحد، بأن الوفد المصري الذي زار طرابلس، للمرة الأولى منذ عام 2014، وضم مسؤولين من الخارجية والمخابرات المصرية، قد وعد بعودة العمل بالسفارة المصرية بطرابلس قريبا.
وأكد أن "الزيارة كان الغرض منها التطرق للعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية لطبيعتها والتعاون بين البلدين في مجالات عدة"، كما جرى الاتفاق خلال اللقاءات على ضرورة وضع حلول عاجلة لاستئناف الرحلات الجوية إلى القاهرة".
وجاءت زيارة الوفد المصري لطرابلس بعد أسبوع من زيارة قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، لمدينة بنغازي، ولقائه قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس البرلمان عقيلة صالح، وبعد أيام من اجتماع مصري ليبي في القاهرة بين اللجنة الوطنية للأزمة الليبية وشخصيات من جنوب ليبيا.
وتشهد ليبيا انقساما حادا في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، والغرب الليبي الذي يديره المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج، المدعوم من تركيا.