وقال المكتب في بيان له إن "الفقيه الثوري والفيلسوف المجاهد آية الله مصباح يزدي توفي عصر اليوم الجمعة، معزيا بقية الله الأعظم عجل الله تعالى فرجه الشريف ونائبه الإمام الخامنئي وأسرة ومحبي هذا العالم الرباني"، وفقا لما نقلته وكالة "إرنا" الإيرانية.
وعانى آية الله مصباح يزدي منذ فترة من مرض في الجهاز الهضمي ورقد في أحد مستشفيات طهران لغرض المعالجة. وكان مصباح يزدي عضوا في مجلس خبراء القيادة ورئيس مؤسسة الإمام الخميني التعليمية والبحثية في مدينة قم جنوب العاصمة طهران.
ولد مصباح يزدي عام 1934 في مدينة يزد (وسط ايران)، وأنهى دراسة المقدمات في العلوم الدينية في يزد، وهاجر بعدها إلى النجف لإكمل دراساته الحوزوية، ثم غادرها بسبب الضائقة المالية، مهاجرا الى قم المقدسة لمواصلة تحصيله العلمي.
ومارس نشاطاته السياسية قبل الثورة في إيران، وكان له دور نشط في المجال الثقافي إلى جانب "رفاقه الثوريين من العلماء الدينيين أمثال آية الله الشهيد بهشتي، وآية الله الشهيد مرتضى مطهري والشهيد باهنر والراحل آية الله هاشمي رفسنجاني"، بحسب الوكالة الإيرانية.
وبعد الثورة اختير آية الله مصباح يزدي عضوا في اللجنة الثورية الثقافية، وشارك في فعاليات تأسيس مكتب التنسيق بين الحوزة والجامعة، وإصلاح نظام الحوزة العلمية، وقام بتشجيع من الخميني بتأسيس مؤسسة باقر العلوم العلمية البحثية ثم تأسيس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي.
۲۰۲۱ تا این لحظه محمد تقی مصباح یزدی درگذشت..... pic.twitter.com/083p2pFPBX
— کورد.کوردی.کوردستان🦅 (@Hozak75) January 1, 2021
انتخب عام 1990 نائبا عن محافظة خوزستان في مجلس خبراء القيادة لدورته الثانية، كما أنتخب فيما بعد نائبا عن أهالي طهران في المجلس ذاته للدورتين الثالثة والرابعة.
وشغل منصب رئاسة مؤسسة الإمام الخميني التعليمية البحثية، ورئاسة المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت، وعضوية رابطة المدرسين في الحوزة العلمية بمدينة قم إلى جانب عضوية المجلس الأعلى للثورة الثقافية، وممثل أهالي محافظة خراسان الرضوية في مجلس خبراء القيادة، وله مؤلفات عديدة.
كان الثوري المخضرم المقرب من خامنئي، معروفا أيضا بأنه مؤيد قوي للرئيس السابق المحافظ، محمود أحمدي نجاد، لكن رفع دعمه للرئيس المثير للجدل خلال فترة ولايته الثانية بسبب "انحرافه" بعد خلاف أحمدي نجاد مع المرشد الأعلى، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس".
قال في عام 2014 إن
شعب إيران "لا يستحق قائدا مثل خامنئي" وأن قيادته نعمة "للجمهورية الإسلامية"، وفقا للوكالة.
وفشل مصباح يزدي في الحصول على مقعد في البرلمان خلال انتخابات عام 2016 وسط صعود الإصلاحيين والمعتدلين، الذين عارضهم بشدة، لكنه تمكن من استعادة المنصب في انتخابات فرعية بعد ذلك بعامين.
ويعتبر الأب الروحي لجبهة "بايداري (الصمود)" التي كان لها الفضل في وصول الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد للسلطة قبل أن يختلف معه. ومعهده من أقوى المؤسسات التعليمية في قم بميزانية تتجاوز 20 مليون دولار سنويا، بحسب تقرير لموقع "العربية نت".
وقال التقرير: "كان مصباح يزدي، رجل الدين الوحيد الذي قبّل أقدام خامنئي أمام الكاميرات. واعتبره المرشد من أهم رجال الثورة وحصل بذلك على أكبر قدر من الدعم من المؤسسات التي كانت تحت سيطرته".
وأشار التقرير إلى أنه، كان أعضاء وقادة الحرس الثوري الإيراني "يزورون مصباح يزدي باستمرار، وكانت آراؤه مؤثرة في توجهات الحرس الثوري الإيراني على مدار الثلاثين عاما الماضية".