وكان "طريق الحياة" الذي مر ببحيرة "لادوجسكويه" مفتوحا أمام السيارات في الشتاء عندما يتجمد سطح البحيرة، وسارت عليه سيارات الشحن "غاز- أ أ" و"زيس – 5" التي نظر إليها سكان المدينة المحاصرة على أنها طوق النجاة.
غاز- أ أ
وبدأت روسيا تنتج سيارات "غاز- أ أ" في مدينة نيجني نوفغورود في بداية ثلاثينات القرن الـ20. وبلغت حمولة سيارة "غاز- أ أ" الطن ونصف الطن أو 1500 كيلوغرام. وكانت السيارات التي سارت على "طريق الحياة" تحمل ما يزن 3000 كيلوغرام، وهو ما يتطلب المهارة الكبيرة لقيادة السيارة التي أمكنها أن تسير بسرعة 70 كيلومترا في الساعة بفضل محركها البالغة قوته 42 قوة حصانية. واحتاجت السيارة إلى 18.5 لتر من البنزين لقطع مسافة 100 كيلومتر.
حلول مبتكرة للمشاكل
وكان تشغيل حركة سيارة "غاز- أ أ" في الشتاء أمرا صعبا. ولهذا جرى تشغيل محركها يدويا.
وتعلقت مشكلة أخرى واجهت مستخدمي السيارات في زمن الحرب بعدم توفر الكميات المطلوبة من السائل اللازم لتبريد محرك السيارة والذي يجب ألا يتجمد في الشتاء. ومن أجل حل هذه المشكلة لجؤوا إلى استخدام البول البشري.
ومن أجل حل مشكلة النقص في البنزين لجؤوا إلى استخدام الخشب أو الفحم أو مواد أخرى كوقود للسيارة.
زيس – 5
وتميزت سيارة "زيس – 5" وهي من إنتاج مصنع يقع في العاصمة موسكو، بحمولتها التي بلغت 3 أطنان أو 3000 كيلوغرام، وقوة محركها التي بلغت 73 قوة حصانية. ولعل الأكثر أهمية أن تشغيل محرك هذه السيارة في البرد القارس لم يكن أمرا صعبا.
واشتهرت سيارة "زيس – 5" التي بلغ طولها 6 أمتار بقدرتها على اجتياز الأراضي الوعرة.
ويذكر نيكولاي سيميونوفيتش موسكوفتسيف، وهو أحد أبناء مدينة لينينغراد، عمل سائقا في مدينته، أنه كان معجبا بسيارة "زيس – 5"، وهي سيارة قوية ويسهل، مع ذلك، تشغيلها.
ستودبيكر
وبالإضافة إلى السيارات الروسية تعلم نيكولاي قيادة سيارة ستودبيكر الأمريكية وحصلت روسيا على سيارات ستودبيكر من الولايات المتحدة الأمريكية بعد اعتداء ألمانيا عليها، ودفعت ثمنها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وأمكن لسيارة ستودبيكر أن تحمل ما يزن 5 أطنان. ويقول نيكولاي الذي عمل سائقا لإحدى سيارات ستودبيكر بعد انتهاء الحرب إن سيارة ستودبيكر مهيأة للعمل في وقت الحرب ووقت السلم على السواء، وإنها مجهزة للأراضي الوعرة الخالية من طرق معبدة، وتحتاج إلى نوع محدد من البنزين وترفض الأنواع الأخرى.
الحوادث المرورية معدومة
ومن الجدير ذكره أن "طريق الحياة" لم يشهد حوادث المرور لأن مستخدمي السيارات التي سارت عليه حرصوا على الالتزام بقواعد المرور. ولم يمكن أن يحجم أحد عن مد يد العون إلى من تعطلت سيارته.
ويؤكد نيكولاي انعدام الحوادث المرورية على طريق الحياة. ويضيف أنهم فقدوا سيارتين فقط بسبب انفجار الألغام.