فبعد أيام من قراره القاضي بتعليق صفقة طائرات "إف 35" التي أبرمها الرئيس السابق دونالد ترامب، أعلن البيت الأبيض أن بايدن يعتزم الإبقاء على الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم من الإمارات.
يعد قرار الرئيس بايدن تراجعا عن خطوة اتخذها الرئيس السابق دونالد ترامب، لإنهاء الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم من الإمارات في آخر يوم من رئاسته.
قرارات أمريكية
قال بايدن في بيان أصدره البيت الأبيض:
"أرى أنه من الضروري والملائم في ضوء مصالح أمننا القومي، أن نحافظ في هذا الوقت على المعاملة الجمركية المطبقة على واردات مادة الألومنيوم من الإمارات العربية المتحدة".
وكان من المقرر أن يدخل الإعفاء الجمركي على واردات الألومنيوم من الإمارات حيز التنفيذ اليوم الأربعاء، وفقا لرويترز. وقال ترامب في يناير/ كانون الثاني المنصرم، إنه سيعفي الإمارات من رسوم جمركية بنسبة 10% مفروضة على معظم واردات الألومنيوم.
وأضاف الرئيس السابق أن "البلدين توصلا إلى اتفاق حصص من شأنه تقييد واردات الألومنيوم". مشيرا إلى أن "الاتفاق تم التوصل إليه في ضوء العلاقة الأمنية المهمة بين البلدين".
قرار غير مفهوم
الدكتور عبد الخالق عبد الله، الأكاديمي الإماراتي البارز، أستاذ العلوم السياسية، قال إن "الإمارات أكدت على لسان سفيرها في واشنطن، يوسف العتيبة، أنها كانت تتوقع قرار تأجيل صفقة طائرات (إف 35) من قبل إدارة بايدن كجزء من عملية مراجعة تقوم بها الإدارة الأمريكية الجديدة، وأن التأجيل أمر اعتيادي تتفهمه دولة الإمارات".
وتابع عبد الله: "ستتعاون الإمارات مع الإدارة الجديدة، من منطلق أن الصفقة مرت بجميع المحطات والموافقات، وهي مطمئنة أن المراجعة ستؤكد حاجة الإمارات لهذه الأسلحة لأغراض الدفاع والردع، بل ستقوي العلاقات الأمريكية الإماراتية مستقبلا".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن
"قرار بايدن الأخير بإعادة الرسوم الجمركية على صادرات الألومنيوم من الإمارات لأمريكا قرار غير مفهوم وغير متوقع، ويقع ضمن رغبة إدارة بايدن لحماية صناعة الألومنيوم في أمريكا".
واستطرد: في تقديري رغم تفهم دوافع هذه القرارات إلا أنها ليست مريحة، خاصة في تعامل الإدارة الأمريكية مع شريك إماراتي مهم عرف بمصداقيته وحرصه على تقوية العلاقات مع أمريكا".
دوافع اقتصادية وسياسية
من جانبها قالت الدكتورة سحر خميس، أستاذ الإعلام في جامعة مريلاند الأمريكية: "يمكن تفسير ما قام به الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، فيما يتعلق بتعليق صفقة الطائرات، أو وقف قرار الرئيس السابق ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية على صادرات الإمارات من الألومنيوم وغيرها، باعتبارها أهداف اقتصادية في المقام الأول".
وأضافت في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "القرار جاء حتى لا يكون هناك أي تأثير سلبي على السوق الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يتعلق بالمنتجات المنافسة، وحتى لا تغرق المنتجات الإماراتية السوق على حساب المنتج المحلي".
وتابعت سحر وهي أمريكية مصرية: "بجانب السبب الاقتصادي يمكن إضافة عوامل أخرى، مثل عدم ارتياح بايدن لبعض السياسات الخاصة بالإمارات على الصعيد السياسي، مثل المشاركة في حرب السعودية على اليمن".
وأكدت أن "هناك أبعادا سياسية فيما يتعلق بصفقة طائرات (إف 35)، منها ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي، ولعدم فتح الباب أمام دول أخرى للمطالبة بصفقات تسليح مشابهة".
وأشارت إلى أن "بايدن يحاول تغيير الكثير من السياسات الأمريكية التي انتهجها سلفه الراحل ترامب، فيما يتعلق بعدة ملفات سواء كانت داخلية أو خارجية، حيث أعلن إلغاء استهداف القادمين من 7 دول ذات أغلبية مسلمة ومنع دخولهم لأمريكا، وكذلك إعادة واشنطن إلى منظمة الصحة العالمية، والعودة لاتفاقية باريس للمناخ".
كما يريد بايدن – والكلام لا يزال على لسان سحر- أن ينتهج سياسة تختلف عن سياسة الرئيس السابق فيما يتعلق بملف العلاقات العربية الإسرائيلية، حيث هرول ترامب في آخر عهده لتطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل مستخدما أسلوب المقايضة.
وأضافت أن
ترامب لعب بورقة العقوبات الاقتصادية على السوادن، والاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وصفقة إف 35 للإمارات، وحتى أعلن قرار وقف الرسوم الجمركية في آخر ساعاته بالبيت الأبيض.
وبشأن مستقبل العلاقات بين أمريكا والإمارات قالت: "بالنسبة للعلاقات الأمريكية الإماراتية، أو مع الدول العربية بشكل عام، بايدن لديه من الحكمة والخبرة السياسية ما يمكنه من التعامل بسياسة معتدلة ومتزنة مع الدول العربية، بحيث لا يخسر هذه الدول التي تعتبر حليفا استراتيجيا هاما، وفي الوقت نفسه يحافظ على المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية الأمريكية، والتي من بينها ضمان تفوق إسرائيل عسكريا".
جمدت إدارة الرئيس بايدن، بشكل مؤقت، مبيعات الأسلحة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث تراجع صفقات أسلحة بقيمة مليارات الدولارات وافق عليها الرئيس السابق دونالد ترامب، نهاية الشهر الماضي.
وشملت عمليات المراجعة بيع ذخائر دقيقة التوجيه إلى الرياض بالإضافة إلى مقاتلات من طراز "إف- 35" إلى أبو ظبي، وهي صفقة وافقت عليها واشنطن كجزء من اتفاقيات إبراهام، التي أقامت الإمارات بموجبها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.