نشرت مجلة "لايف ساينس" العلمية المتخصصة، تفاصيل بحث جديد من شأنه فك لغز يعاني منه الكثير من الأشخاص الذين تشهد حياتهم أزمات نفسية واضطرابات عاطفية شديدة.
وقال ليام أوليري، المؤلف المشارك في الدراسة والباحث في قسم الطب النفسي في جامعة "ماكجيل" في مونتريال بكندا في تصريحات أدلى بها للمجلة العلمية، إن "الخلايا النجمية تتأثر بشكل كبير بالاكتئاب" من حيث عدد خلاياها. وأضاف "لقد كان معروفًا من قبل الآن أن هذا يحدث، لكننا نظهر اليوم أنه يحدث في جميع أنحاء الدماغ" بدلاً من منطقة معينة من الدماغ.
وأضاف: "يجعلنا نعتقد أن هذه (كمية الخلايا النجمية المنخفضة) هي جزء مساهم بشكل كبير بحدوث الاكتئاب، وهو جزء قد يكون قابلاً لاستراتيجيات العلاج الجديدة".
قال المؤلف الرئيسي للدراسة الأستاذ بقسم الطب النفسي في جامعة "ماكجيل"، نجيب مشوار، في بيان حول البحث: "الخبر الواعد هو أنه على عكس الخلايا العصبية، ينتج دماغ الإنسان البالغ باستمرار العديد من الخلايا النجمية الجديدة".
وأكد الطبيب "أن إيجاد طرق لتقوية وظائف الدماغ الطبيعية قد يحسن الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب".
الخلايا النجمية
قال أوليري إن الخلايا النجمية التي سميت بذلك بسبب أطرافها العديدة التي تمنحها شكلًا يشبه النجم، توفر الطاقة للخلايا العصبية وتدعم النقل العصبي، أو ترحيل ونقل إشارات الدماغ.
اعتاد العلماء على التفكير في أن الخلايا الدبقية - التي استمدت اسمها من اللغة اليونانية، والتي تعني الغراء – تقدم فقط الدعم الهيكلي للخلايا العصبية، وقال أوليري: "لكننا ندرك الآن أن الخلايا الدبقية لها أدوار نشط في وظائف المخ، لذا فهي أكثر من مجرد خلايا داعمة".
ووجدت الدراسات الأولية لأدمغة أشخاص مصابين بالاكتئاب بعد الوفاة أن بعض مناطق الدماغ تحتوي على عدد أقل من الخلايا الدبقية والنجمية، على الرغم من أن نوع الخلايا الدبقية المتأثرة غير واضح.
وأتت دراسة لاحقة وأشارت إلى أنه في مناطق مختلفة من الدماغ - مثل اللوزة والحصين وقشرة الفص الجبهي - كان لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب كثافة أقل من الخلايا النجمية التي تنتج بروتين"GFAP" الذي يمنح الخلايا شكلها.