وشهدت سوريا طيلة السنوات الماضية مبادرات رسمية وشعبية وأهلية كثيرة لمؤازرة مؤسسات الدولة السورية في تقديم الدعم العلاجي والمادي والمعنوي لهؤلاء المصابين والجرحى، والتخفيف من الأعباء المادية التي يتكبدونها في مراحل العلاج والاستشفاء التي تستمر مدى الحياة لدى الكثير من هؤلاء.
في هذا السياق افتتحت منظمة "اتحاد شبيبة الثورة" السوري مركز "وصية" لدعم جرحى الجيش العربي السوري والقوات الرديفة في مدينة حمص وسط سوريا، والمختص بتقديم العلاج الفيزيائي والدوائي ووسائل الدعم النفسي مجاناً للجرحى والمصابين من أفراد الجيش والقوات الرديفة، على أن يتم إطلاق سلسلة من المراكز الرديفة في المحافظات السورية الأخرى.
وأوضح رئيس المنظمة الدكتور عفيف دلا في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" أن "منظمة الشبيبة أطلقت ثلاثة برامج استراتيجية أحدها برنامج "وصية" الذي يعنى بدعم جرحى الجيش العربي السوري والقوات الرديفة من خلال مشروعين لتقديم العلاج الفيزيائي للجرحى ورعاية حالات التميز والإبداع لدى ذوي الشهداء والجرحى".
وأضاف: "افتتحنا المشروع الأول ضمن برنامج "وصية" بالتشاركية مع الجهات والفعاليات الأهلية وبرعاية القيادة الحزبية والسياسية ويعتبر مركز "وصية" جزءاً من فرع اتحاد شبيبة الثورة بحمص وسيتم فيه تقديم أي خدمة مجاناً بالكامل لجرحى الجيش والقوات الرديفة".
وحول الخدمات التي يقدمها المركز قال: "يتضمن المركز قاعة كبيرة متعددة الأغراض خصصت بالكامل للحالات العلاجية للجرحى بإشراف طاقم طبي تخصصي بالعلاج الفيزيائي إضافة لما يخص الدعم النفسي من خلال قاعة ألعاب رياضية وقاعة مطالعة وقاعات علاجية مزودة بالتجهيزات إضافة لسيارة مخصصة لنقل الحالات التي تعاني من صعوبة التنقل بالتشاركية مع فريق متطوع متخصص من متطوعي اتحاد شبيبة الثورة".
وحول برامج العمل القادمة أوضح دلا أن منظمة اتحاد شبيبة الثورة وضعت خطة غير تقليدية تمتد بين 2021 و2025 تتضمن أهدافاً استراتيجية وسياسات ومبادئ عامة وفق رؤية تحت عنوان: "شباب ممّكن متزن منتمي مبتكر مساهم في عملية التنمية".
وعن دور المنظمة في دعم الشباب السوري في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي للبلاد بسبب الحرب والحصار الاقتصادي الغربي قال دلا: "تؤدي المنظمة دوراً مهماً في مجال التنمية الريفية وقد بدأت بتنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر في المحافظات إضافة إلى مشروعات إنتاجية ذات طابع زراعي ومهني يعود ريعها للشباب، بما يمكنهم اقتصادياً ومعيشياً من أداء دورهم المجتمعي على الساحة الوطنية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مجموعة واسعة من الشركاء بعد تأمين البنية التحتية والمستلزمات والبيئة الداعمة للشباب السوري كي يأخذوا دورهم الفاعل في جملة من مطارح ومواقع العمل.
ويأتي افتتاح هذا المركز ضمن سلسلة من المراكز الأخرى التي ستفتتحها المنظمة في عدد من المحافظات السورية في الفترة المقبلة لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لأكبر عدد ممكن من جرحى الجيش والقوات الرديفة.