يقول المحلل السياسي السعودي، زيد بن كمي، إن العلاقات السعودية الأمريكية على مر التاريخ هى علاقة تحالف استراتيجي، وكل الشواهد عبر تلك العقود الطويلة تؤكد أن هناك خطوطا متفق عليها بين الطرفين لا يتم تجاوزها حتى وإن كانت هناك خلافات.
ويعتقد أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لا تختلف عن الإدارات السابقة فيما يتعلق بالمملكة، وكانت هناك اختلافات في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، ومع هذا ظلت العلاقات الاستراتيجية كما هى، على سبيل المثال عندما تشكل الحلف الدولي ضد "داعش" كانت السعودية أحد أعضاء هذا الحلف، كما قدمت أمريكا الدعم اللوجستي للتحالف الدولي الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية في اليمن وفقا للقرار الأممي 2016.
تحالف استراتيجي
وأضاف زيد بن كمي لـ"سبوتنيك":" كما أن أولى التصريحات للرئاسة الأمريكية الحالية تحدثت عن أمن واستقرار المملكة العربية السعودية لأنه يمثل أهمية كبرى للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يوضح مدى العلاقات السعودية الأمريكية على مر العقود، رغم ما يعتريها من اختلافات حول بعض الملفات في أوقات معينة".
وتابع بن كمي:
العلاقة الاستراتيجية والحلف الاستراتيجي بين الرياض وواشنطن باق، أما بالنسبة للاختلافات في وجهات النظر، والتي تطرأ بسبب بعض الملفات أو القضايا فهو أمر وارد في كل العلاقات الدولية، لكن لا يمكن أن تصل تلك الاختلافات إلى درجة القطيعة أو فك هذا الحلف الاستراتيجي.
تصريحات متناقضة
من جانبه، قال المحلل السياسي الأمريكي، ماك شرقاوي، إن العلاقة بين واشنطن والرياض بها الكثير من المتناقضات في التصريحات ما بين الخارجية والرئاسة الأمريكية، ثم نرى التصريحات المدوية بشأن وقف الحرب اليمنية المروعة الآن وفورا، ورغم أن هناك تواجدا عسكريا أمريكيا على الأرض يقدر بحوالي 2000 عسكري، قامت بالعديد من العمليات للقضاء على عناصر القاعدة والتنظيمات الإرهابية في اليمن.
كما تقوم بمساعدة التحالف العربي لوجستيا وفنيا وكذلك تقوم بتموين طائرات التحالف في الجو، ومن فعل ذلك هم الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، حيث بدأت الحرب اليمنية في عهد أوباما، وأرسل في نهاية حقبته العديد من القوات الخاصة للقيام بمهام هناك.
وأضاف لـ"سبوتنيك":" أعتقد أن الجمهوريين والديمقراطيين كانوا على كلمة واحدة فيما يتعلق بملف الحرب ودعم التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، وتناسى الكثير ما هو الغرض من الحملة العسكرية التي تم شرعنتها بموجب القرار الأممي من مجلس الأمن 2016 تحت الفصل السابع، فما يحدث في اليمن ليست حرب من جانب المملكة العربية السعودية ضد اليمنيين، بل هو تحالف دولي لإعادة الشرعية ومجابهة العصابات الإرهابية المتمثلة في جماعة أنصار الله".
دعم وإدانة
وأشار شرقاوي إلى أن هناك تخبطا في القرارات من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة، تارة تخرج تصريحات من واشنطن، بدعم المملكة العربية السعودية في حماية أراضيها بعد كل ضربة من الضربات اليومية التي ينفذها "أنصار الله"، ثم يأتي بعد ذلك تعليق صفقات السلاح لكل من السعودية والإمارات، وبعدها تصريح آخر يخفف من الحدة ويشمل تعليق كافة قرارات الرئيس ترامب خلال الستين يوم الماضية على تسلم السلطة، وتتنوع التصريحات بين الدعم والإدانة.
واستطرد شرقاوي:
هناك تصريحات أخرى تتعلق بفتح ملف قضية خاشقجي، وفي نفس التصريح يقول وزير الخارجية نحن لا ندين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في هذه القضية، وبالتالي هناك الكثير من اللغط حول الموقف المحدد للبيت الأبيض والسياسة الخارجية بشأن العلاقات الأمريكية السعودية.
وتابع المحلل السياسي:" لكننا نعتقد أن السعودية وأمريكا ومصر تربطهما علاقات وشراكة استراتيجية قوية في المنطقة، وفي رأيي أن سوء العلاقات بين واشنطن والرياض يمكن أن يكون هناك تصفية حسابات أو وعود انتخابية، فنجد أن الوعود ارتفعت كثيرا في سقف الطموحات وسوف ينزل إلى الأسفل، وأري أنه سيصل إلى القاعدة العريضة جدا، ولن تكون هناك علاقات سيئة بين الجانبين".
وتقود السعودية منذ مارس/ آذار 2015، التحالف العربي الذي يشن عمليات عسكرية مكثفة في اليمن، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والتي تحارب قوات الحوثيين المدعومين من إيران.
وتقول تقديرات الأمم المتحدة إن اليمن، الذي فرض عليه التحالف حظرا بحريا وبريا وجويا، يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.