ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، عن شهود عيان، قولهم إن "هذه الأحداث المأساوية حصلت في مدينة أكسوم التي تحظى بأهمية تاريخية ودينية بالغة"، مشيرين إلى تورط قوات إريترية فيها.
وأوضحت الوكالة أن "شائعات تداولت على مدى أسابيع عن أحداث مأساوية وقعت في إحدى الكنائس المشهورة في المدينة أواخر نوفمبر وأودت بأرواح مئات الأشخاص".
وذكرت الوكالة أنها تمكنت، الأسبوع الماضي، من التواصل هاتفيا مع شماس في هذه الكنيسة طلب عدم الكشف عن اسمه خوفا على سلامته، وأكد أنه ساعد في إحصاء ضحايا المجزرة، وقال إن "نحو 800 شخص قتلوا خلال عطلة نهاية أسبوع واحد في أواخر نوفمبر داخل الكنيسة".
وأضاف الشماس أن "الجنود الإريتريين اقتحموا الكنيسة وحاصروا المصلين في الزاوية وكانوا يمسكون بعضهم ويطلقون الرصاص على الذين حاولوا الفرار، لافتا إلى أنه تمكن من الفرار عن طريق الصدفة مع كاهن، وعندما خرجا إلى الشارع سمعا دوي إطلاق النار في كل مكان".
وتابع: "أنا والكاهن كنا نركض متعثرين بجثث الضحايا والجرحى، فيما كان أشخاص آخرون يبحثون عن ملجأ آمن".
وأشار إلى أن "معظم الضحايا قتلوا في ذلك اليوم، لكن إطلاق النار وأعمال النهب تواصلت في اليوم اللاحق أيضا".
كما نقلت الوكالة عن المحاضر الجامعي، غيتو ماك، الذي كان في المدينة لحظة وقوع هذه الأحداث، أنه تابع المجزرة من غرفته الفندقية، قائلا: "بدأوا بقتل الناس الذين كانوا يتنقلون بين الكنيسة ومنازلهم أو بين المنازل، لمجرد وجودهم في الشارع. كان من المروع رؤية ذلك.. كانت هناك جثة في كل زاوية تقريبا".
وأضاف أنه "بعد المجزرة شاهد عربة كانت تقل نحو 20 جثة إلى الكنيسة، لكن العسكريين الإريتريين حظروا ذلك وأمروا برمي تلك الجثث وسط الشارع".
يذكر أن السلطات الإثيوبية قد أكدت، في وقت سابق، أن عشرات النساء تعرضن للاغتصاب في إقليم تيغراي خلال الفوضى، التي أعقبت الصدام المسلح الذي وقع العام الماضي وأطاح بالحزب الحاكم في الإقليم.
وقالت وزيرة المرأة الإثيوبية فيلسان عبد الله: "تلقينا التقرير من فريقنا على الأرض في منطقة تيغراي وقد أكد الفريق للأسف أن الاغتصاب حدث قطعا ودون شك".
وقالت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية التي عينتها الدولة إنه تم الإبلاغ عن 108 جرائم اغتصاب في تيغراي في الشهرين الماضيين وقع ما يقرب من نصفها في مقلي عاصمة الإقليم.