تعتبر تجارة الكاجو من أبرز الصناعات في ساحل العاج، المنتج الرئيسي لهذه الفاكهة في العالم، وتستخدم نواة الكاجو في صناعات الطبخ ومستحضرات التجميل فيما تستخرج المادة الصمغية من قشرتها لاستخدامات صناعية مختلفة، حيث تحتوي قشرة الكاجو على سائل يستخدم في أنظمة فرملة الطائرات، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وتشن ساحل العاج حاليا حملة مكثفة لوقف تهريب هذا النوع من المكسرات، حيث عززت ساحل العاج الوقعة غرب أفريقيا قوانينها لمعاقبة من يتم القبض عليهم وهم يهرّبون الكاجو عبر حدودها وتحاول توعية المزارعين بالضرر الذي تلحقه التجارة غير المشروعة بالاقتصاد.
وقد أصدرت حكومة ساحل العاج الأسبوع الماضي، تعليمات للأجهزة المسؤولة عن حماية الحدود، باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمعالجة مسألة تهريب المكسرات عبر الحدود البرية.
فقد بيع ما بين 150 ألفا و200 ألف طن من الكاجو في ساحل العاج بشكل غير قانوني العام الماضي لدول مجاورة بما فيها غانا وبوركينا فاسو، مقارنة بـ 100 ألف طن في العام السابق، وفقا للأرقام الرسمية.
وقال مدير مجلس ساحل العاج للقطن والكاجو، أداما كوليبالي: "كل عام، يشكل تسرب الإنتاج مصدر قلق كبير".
وأضاف: "نحن نحاول بذل كل ما في وسعنا للحد من انتقال ثروتنا الى الدول المجاورة".
وتابع كوليبالي: "لدينا مجال أكبر لمحاربة الذين يضرون بالاقتصاد، لأن كل كيلوغرام يخرج بشكل غير قانوني من البلاد، يشكل خسارة للاقتصاد الوطني والقطاع".
وحسب اعتقاد كوليبالي فإن غالبية بارونات التهريب موجودون في الدول المجاورة ويجب ضربهم بشدة، حيث تكون موجعة، في محافظ أولئك الذين يقفون وراء التجارة غير المشروعة".
وقال مزارع من فيركسيدوغو وهي المنطقة الرئيسية لزراعة الكاجو في البلاد طلب عدم ذكر اسمه، لأنه كشف عن تعاملات عبر الحدود مع بوركينا فاسو:"هناك شبكة منظمة بشكل جيد".
وأوضح: "الأسعار المحددة هنا تتراوح ما بين 400 و500 فرنك أفريقي (بين 74 و92 سنتا أميركيا) للكيلوغرام الواحد، فيما نستطيع بيعه مقابل ما بين 800 و1500 فرنك أفريقي في بوركينا فاسو".
من جانبه، قال منسق الوكالة الوطنية لدعم التنمية الريفية في ساحل العاج، كلوتيولوما سورو: "إن بلاده اليوم تدفع ثمن النوعية الرديئة لإنتاجها".
وبالإضافة إلى التهريب، يواجه قطاع الكاجو الذي يضم 350 ألف منتج أيضا تحديا كبيرا لتطوير أعمالهم. فرغم أن أفريقيا تمثل حوالى 90 % من إنتاج الكاجو العالمي، فإن 10 % فقط من هذا الإنتاج تتم معالجته محليا للمنتجات المشتقة.
وتعتبر أكثر الدول استهلاكا لهذا المنتج هي: الهند والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين والإمارات العربية المتحدة وأستراليا.