وقال المحافظ خليل في تصريح لوكالة "سبوتنيك" إثر لقائه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "إن الاحتلال الأمريكي وأعوانه يعملون ضمن ما يسمى "قانون قيصر" الجائر، الذي يهدف إلى إذلال الشعب السوري بلقمة عيشه وسرقة ثرواته الطبيعية، مشيرا إلى أنهم يسرقون ما بين 140 ألف إلى 150 ألف برميل يومياً من حقول النفط السورية الواقعة تحت سيطرتهم في محافظتي الحسكة ودير الزور".
وأوضح اللوء خليل أن "الاحتلال الأمريكي وأعوانه يقومون بتهريب النفط المسروق عبر المنافذ الحدودية غير الشرعية مع إقليم شمال العراق، إضافة لسرقته شبه اليومية للقمح السوري من محافظة الحسكة، التي تعتبر الشجرة المثمرة لسوريا".
وأوضح اللواء خليل أن معلومات مؤكدة تشير الى وجود خزانات في منطقة (طراميش) القريبة من نهر دجلة في مدينة المالكية في أقصى شمال شرقي الحسكة، يتم عبرها تهريب النفط المسروق باتجاه الأراضي العراقية، مبيناً أن كميات أخرى تدخل إلى مناطق سيطرة الإرهابيين في الشمال السوري.
كما أخرجت اليوم الخميس (25 اذار/ مارس)، رتلاً من 18 شاحنة محملة بالقمح السوري واتجهت فيها إلى الأراضي العراقية عبر معبر التونسية المعروف باسم "سيمالكا" النهري الحدودي، الذي يستخدمه الاحتلال الأمريكي أيضاً لسرقة الثروات السورية من حبوب ونفط وغيرها باتجاه اقليم شمال العراق، بحسب المصادر.
وكان انتاج سوريا من النفط الخام عام 2010 قد وصل إلى ما يقارب 360 ألف برميل يوميا، منها 100 ألف برميل يومياً من حقول مديرية نفط الحسكة برميلان شمال شرقي محافظة الحسكة، أما من القمح فكانت محافظة الحسكة تنتج ما يقارب المليون طن سنوياً، وكانت تعتبر بلدا مصدرا للنفط والقمح، في حين أنها اليوم أصبحت بلداً مستوردة للنفط والقمح، كما أنها تلاقي صعوبة كبيرة في تأمينهما بسبب العقوبات الغربية والامريكية وفق قانون "قيصر" الجائر.
وكشفت مصادر في اتحاد الفلاحين السوريين بمحافظة الحسكة في وقت سابق لمراسل "سبوتنيك": أن تنظيم "قسد"، وبمشاركة أمريكية، يعمل منذ أشهر على تهريب منظم لكميات كبيرة من القمح إلى خارج الحدود السورية وتحديداً إلى إقليم شمال العراق (كردستان العراق) وذلك وفق عقد بيع موقع مع إحدى الشركات الأجنبية، التي لم تعرف جنسيتها بالضبط.
وبينت المصادر أن مسلحي التنظيم الموالي للجيش الأمريكي يقومون بعمليات بيع القمح وفق التسعيرة الدولية لبيع القمح، وسجل الطن الواحد منها (658.50 دولار أمريكي)، حيث وصل سعر كيلو القمح الواحد إلى أكثر من ألفي ل.س، أي خمسة أضعاف سعر الشراء من الفلاح السوري قبل أشهر، مع قيام الطرف المشتري بالتكفل بعمليات شحن الكميات التي تم شرائها.
في حين قالت مصادر محلية في إدلب لـ سبوتنيك: "أن نيرانا ضخمة اندلعت بالقرب من مدينة سرمدا على الحدود السورية التركية شمال محافظة ادلب، إثر سقوط صواريخ مجهولة المصدر، استهدفت سوقا للنفط السوري المسروق، يسيطر عليه مسلحو (هيئة تحرير الشام)، الواجهة الحالية لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي مساء اليوم الأحد الماضي".
وتقع مدينة سرمدا على الحدود التركية شمال غرب سوريا، وتبعد نحو 5 كم عن معبر (باب الهوى) الحدودي بين البلدين، وتعتبر شركة (وتد) التابعة لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي، الجهة المسؤولة عن توريد المشتقات النفطية وتوزيعها في عموم مناطق إدلب، حيث تحصل الشركة على مواردها من خلال الاعتماد على تجار النفط المسروق من مناطق سيطرة الجيش الأمريكي شمال شرق سورية مرورا بمناطق سيطرة الميليشيات التركمانية الموالية للجيش التركي بريف حلب الشمالي وصولا إلى إدلب، أم عبر الأراضي التركية بشكل مباشر.
وتعتمد الشركة التي يديرها تنظيم "النصرة" على عدة مراكز تابعة لها في مناطق مختلفة من إدلب، تحوي على حراقات كهربائية تقوم بتكرير النفط للحصول على المشتقات التي يتم توزيع قسم منها على مجموعاتها للاستخدام العسكري، فيما الآخر يتم بيعه في المحافظة.