وقال سايمون بابتيست، كبير الاقتصاديين العالميين في وحدة "الإيكونوميست" للمعلومات، لشبكة "سي إن بي سي": "أعتقد أنه من غير المرجح أن تصل الصين إلى مستويات الناتج المحلي الإجمالي للفرد في الولايات المتحدة - وهذا هو مقياسنا للثروة - على الأقل للخمسين عامًا القادمة".
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي يقيس ناتج الاقتصاد للفرد وهو مقياس شائع للازدهار والرفاهية.
أظهرت أحدث بيانات صندوق النقد الدولي المتاحة أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين كان من المتوقع أن يسجل إلى 10582 دولارًا لعام 2020 - أي أقل بست مرات تقريبًا من 63051 دولارا في الولايات المتحدة.
جاءت تصريحات بابتيست في أعقاب المؤتمر الصحفي الرسمي الأول لجو بايدن منذ توليه منصبه، والذي قال خلاله الرئيس الأمريكي إنه لن يسمح للصين بأن تصبح "الدولة الرائدة" على مستوى العالم.
وقال بايدن:
أرى منافسة شديدة مع الصين. الصين لديها هدف عام، وأنا لا أنتقدهم على الهدف أن أن يصبحوا الدولة الرائدة، وأغنى دولة في العالم، وأقوى دولة في العالم، لكن هذا لن يحدث في عهدي.
فيما قال بابتيست إن الصين ستصبح "القوة الأخرى الكبيرة جدًا" إلى جانب الولايات المتحدة على المسرح العالمي، مضيفا أن مسألة أن يصبح أحدهما أقوى من الآخر، يعتمد على المكان الذي يمارس فيه تلك القوة.
وأضاف بابتيست: "أعتقد أنه في آسيا، سيكون من الصعب جدا على الولايات المتحدة أن تظل أقوى دولة خلال العقد الثالث من القرن الحالي، لكنهم سيظلون متكافئين بشكل متساو لفترة طويلة".
برزت آسيا كساحة معركة مهمة في التنافس المستمر بين الولايات المتحدة والصين. وسعت بكين نفوذها الاقتصادي والسياسي في المنطقة عندما بدا أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب تتراجع.
في المقابل، جعل بايدن آسيا أولوية في سياسته الخارجية. عيّن بايدن العديد من الخبراء البارزين في الشأن الآسيوي في إدارته، وفي واحدة من أولى ارتباطاته الخارجية كرئيس، التقى افتراضيا بقادة اليابان والهند وأستراليا.
انطلق الأسبوع الماضي أول اجتماع رفيع المستوى بين البلدين بتبادل الإهانات، وفي وقت سابق، فرضت الولايات المتحدة وبعض حلفائها الغربيين عقوبات على المسؤولين والكيانات الصينية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ - وقد ردت بكين بعقوبات على مسؤولين غربيين.
وفقا لبابتيست، فإن الاقتصاد الصيني - بالقيمة الاسمية للدولار الأمريكي - سيتجاوز نظيره الأمريكي في عام 2032 ويصبح الأكبر في العالم، بدلا من عام 2034 المتوقع سابقا، وذلك بسبب تداعيات الوباء.
انتعش الاقتصاد الصيني بشكل قوي بعد الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الجائحة، وأصبح الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي نما العام الماضي، بعد أن سجل زاد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.3%. في المقابل، انكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 3.5% في عام 2020.
بدت توقعات بابتيست أكثر تحفظًا من غيرها، حيث قالت هيلين تشياو، رئيسة اقتصاديات آسيا في "بنك أوف أمريكا جلوبال ريسيرش"، الشهر الماضي، إن اقتصاد الصين سيتفوق على الولايات المتحدة في الفترة من 2027 إلى 2028.
فيما قال بابتيست: "الاقتصاد الأمريكي سيصبح أصغر في النهاية لمجرد أن عدد سكان الصين أكبر بكثير. الآن لا يعني ذلك حقا أي شيء عندما يتفوق الناتج المحلي الإجمالي الخاص بك (من حيث القيمة الدولارية)، ولكنه يمثل نوعا من الإنجاز".