وأجرى فريق العلماء دراسة معملية لفهم كيفية تفاعل "سارس-كوف-2" مع فصائل الدم "A" و"B" و"O"، كما ركزوا على جزء الفيروس المعروف باسم "مجال ربط المستقبلات"، والذي يستخدمه الممرِض ليرتبط بالخلايا بمجرد دخوله الجسم.
ولم يُظهر فيروس "كورونا" أي تفضيل للخلايا من أنواع الدم الأخرى أو خلايا الجهاز التنفسي من فصيلة الدم "B" و"O"، وفقا لمجلة "لايف ساينس".
ويعتقد مؤلفو الدراسة أن نتائجهم يمكن أن تساعد في تفسير سبب كون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بـ(كوفيد-19)، لكنه ولسوء الحظ، قد يكون عامل تهديد لا يمكن السيطرة عليه.
وأوضح مؤلفو الدراسة أنه "على عكس الحالات الأخرى التي يحتمل أن تكون عالية الخطورة، لا يمكن فعل أي شيء لتقليل المخاطر الناتجة عن تركيبتنا الجينية"، إذ قال الطبيب، شون ستويل، وهو حاصل دكتوراه في الطب، وأحد مؤلفي الدراسة إن "فصيلة الدم تشكل تحديا لأنها موروثة وليست شيئا يمكننا تغييره".
وتابع: "لكن إذا تمكنا من فهم كيفية تفاعل الفيروس مع فصائل الدم لدى البشر بشكل أفضل، فقد نتمكن من إيجاد أدوية أو طرق جديدة للوقاية".
وعلى النقيض، وجدت دراسة نشرت في مجلة "Annals of Internal Medicine"، في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن خطر الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد ينخفض في حال امتلاك فصيلة دم "O".
وقام باحثو الدراسة في مستشفى سانت مايكل في تورنتو في كندا، بفحص نتائج اختبار (كوفيد-19) لـ 225556 كنديا في الفترة بين 15 يناير/ كانون الثاني و30 يونيو/ حزيران، ووجدوا أن الأشخاص من فصيلة الدم "O" كانوا أقل عرضة للإصابة بفيروس "كورونا" المستجد بنسبة 12%، وأن خطر إصابتهم بـ(كوفيد-19) الشديد أو الوفاة كان أقل بنسبة 13%، مقارنةً بأولئك الذين لديهم فصيلة دم "A" أو "AB" أو "B".
كما كشفت الدراسة أنه في حال امتلاكك فصيلة دم "O" سلبي، وهو أمر نادر جدا، فقد تكون محميا بشكل أكبر من (كوفيد-19).
واقترح المؤلف المشارك في الدراسة، جويل راي، الحاصل على دكتوراه في الطب من مستشفى سانت مايكل، أن "الأشخاص الذين لديهم أنواع دم أكثر مقاومة قد يكونون قد طوروا بالفعل أجساما مضادة يمكنها التعرف على جوانب معينة من (كوفيد-19)، وبالتالي يكونون أكثر استعدادا للقتال".