شغف الخمسيني بركة بدأ قبل عقود أثناء عمله في مجال الحدادة في يافا، ولدى رؤيته سيارة أنتيكا من نوع فيات الإيطالية يملكها فلسطيني كان يشغل منصب مدير ميناء يافا، كانت ملقاه بالقرب من الميناء، فاحتفظ بركة بفكرة إعادة صناعة سيارة من نفس الطراز القديم، لإحياء التحف القديمة المتواجدة في التاريخ الفلسطيني المعاصر وتقديمها للأجيال الجديدة.
استطاع الحداد على مدار ثلاثة أشهر من العمل المستمر والمتعب تحقيق حلمه، وخلال هذه الفترة عمل على كل أجزاء السيارة فجمع العجلات، ومحرك بسعة 1300 CC، ومقاعد تعود لسيارة من طراز فيات الإيطالية، وبعدها بدأ بتجميع سيارته، وقد صنع الهيكل من حديد الـبروفيل بسمك 2 سنتيمتر.
وقال بركة: "واجهتني صعوبات كبيرة في الحصول على الأدوات والقطع، مثل مصابيح السيارة اللازمة لاستكمال صناعتها مما كلفني جهدا إضافيا استمر ثلاثة أشهر في البحث عن جميع القطع لهذه السيارة".
وأشرف الحداد بركة على ميكانيكا السيارة، ومع كل هذا التوفير إلا أنها كلفت حوالي 12 ألف دولار أمريكي، لكنها استحقت كل هذا الجهد والمال بوجهة نظر بركة الذي يرى إعجاب الناس وتعجبهم حين مروره بجانبهم في شوارع بلدته وتهافتهم على التقاط الصور معها ونشرها عبر صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول بركة: "إن الهدف من صناعة السيارة يكمن في ايصال رسالة أن الصعاب يمكن تخطيها بالعمل والمثابرة وكذلك إيصال رسالة بالتمسك بالتحف الفنية الفلسطينية النادرة التي كانت قبل عام 1948".
ويعكف الحداد بركة الآن على صنع سيارة أخرى من طراز أكثر قدما، ويقدم خدماته للراغبين في صنع سيارات قديمة لهم، ويساعده في عمله أبناؤه الثلاثة الذين أصبحوا شغوفين مثل والدهم بالسيارات القديمة، ويأمل أن تقدم له الحكومة أو المؤسسات الخاصة الدعم لابتكار وصنع المزيد من السيارات ذات الطراز الكلاسيكي القديم وإعادتها إلى الحياة في زمن التكنولوجيا لتكون تحفة فنية تسير بجانب السيارات الحديثة.