يرى مراقبون أن استهداف القوات الأمريكية وقوات التحالف في المعسكرات الثلاث داخل إقليم كردستان والتي أنشئت وفق اتفاق بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكن فصله عما يجري في المنطقة من مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، وكذلك التوترات مع إسرائيل، وتقف وراء تلك العمليات قوى ومليشيات تناهض الوجود الأمريكي والأجنبي في العراق، وتبعث من خلالها رسائل تعلم مضمونها الأطراف المعنية.
النائب الكردي في البرلمان العراقي عبد العزيز حسن تحدث قائلا: "التحقيقات متواصلة حول عملية استهداف مطار أربيل الدولي، لكن هناك جهات تقاوم قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية، خاصة في معسكر عين الأسد ومعسكر آخر داخل مطار أربيل، ومعسكر بيجي، حيث توجد قوات من التحالف داخل المطار".
المعسكرات الثلاث
وأشار في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تلك المعسكرات الثلاث تم إنشاءها وفق الاتفاقية العراقية الأمريكية، كما أن هناك مفاوضات جارية بين بغداد وواشنطن حول سحب القوات البرية إن وجدت بالعراق، ما عدا الاستشاريين والإداريين والقوة الجوية والعناصر الاستخباراتية المتعلقة بالحرب ضد الإرهاب.
ولفت حسن إلى أن: "تلك العمليات تهدف إلى إرسال رسائل تتعلق بالصراع بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وخاصة ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، حيث تجري حاليا مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن عن طريق الاتحاد الأوروبي، لذا فمن الممكن أن يكون استهداف المطار في أربيل هو رسالة تتعلق بما يجري في هذا الملف".
من جانبه، قال كفاح محمود الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون الكردية: "يبدو أن قوى اللادولة من الميليشيات الولائية، المدعومة من الجارة إيران منهمكة بإشاعة الفوضى والانفلات، كلما اقتربنا أكثر من الانتخابات في محاولة لإسقاط حكومة الكاظمي وإشعال فتنة مذهبية وقومية مع المكون السني تارة، ومع إقليم كردستان تارة أخرى".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، أكد أن: "العملية الأخيرة جاءت بعد افتضاح أكذوبة قصف مركز مفترض للموساد الإسرائيلي في عاصمة الإقليم، وللتغطية عليه وعلى العملية الإسرائيلية النوعية التي دمرت مركز تخصيب اليورانيوم في نطنز".
وأشار محمود إلى أن: "تلك العملية التي استهدفت مطار أربيل، تم خلالها استخدام طائرة مسيرة حاملة لمادة شديدة الانفجار، لكنها أخطأت هدفها وسقطت بالقرب من بناية متروكة لقوات التحالف قرب مطار أربيل الدولي، وهذا يؤكد ضلوع مؤسسات دولة الجوار في تجهيز هذه الميليشيات بالمسيرات والصواريخ المصنوعة لديهم".
ولفت الباحث في الشأن الكردي إلى أن، إيران دوما تبعد الصراع عن أراضيها من خلال مجسات وأذرع في العراق ولبنان واليمن وسوريا بصناعة ساحات صراع خارج حدود دولتها.
وأعلن بيان لوزارة داخلية إقليم كردستان العراق مساء أمس الأربعاء أن أسباب دوي الانفجار الذي سمع هذه الليلة في مطار أربيل الدولي ناتج عن فعل طائرة مسيّرة تحمل مادة "تي.إن.تي" شديدة الانفجار
وأوضح البيان أنه: "بعد التحقيق والمتابعة من قبل الجهات المعنية حول أسباب دوي الانفجار الذي سمع هذه الليلة في مطار أربيل الدولي، فقد تبين أن صوت الانفجار كان بفعل طائرة مسيّرة تحمل مادة "تي.إن.تي" شديدة الانفجار، مستهدفةً بذلك مركزاً لقوات التحالف الدولي في المطار".
وأدانت الأمم المتحدة قصف مطار أربيل الدولي العراقى، وحثت الحكومة المركزية وحكومة الإقليم على التحرك بسرعة لمنع تكراره.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، فى تغريدة على تويتر، أوردتها الوكالة العراقية، اليوم الخميس، أن أحداث الليلة الماضية فى إقليم كردستان هى مثال آخر على المحاولات الطائشة لتأجيج التوترات وتهديد استقرار العراق.
وأكدت على إدانتها لأعمال العنف هذه وحثت الحكومتين الاتحادية وفي إقليم كردستان على التحرك بسرعة وانسجام لمنع المزيد من التصعيد.
وكان مطار أربيل تعرض إلى هجوم بالصواريخ ليلة أمس الأربعاء، مستهدفا مركزا للتحالف الدولى فى المطار، لكن داخلية إقليم كردستان ذكرت أن الهجوم نفذ بطائرة مسيّرة تحمل مادة (تى.إن.تى) شديدة الانفجار.
واستهدف مطار أربيل الدولي بعدة صواريخ فى منتصف الماضى، ما أسفر عن مقتل متعاقد مدنى وإصابة 5 آخرين وجندي أمريكي.