وخلال لقائه، أمس الثلاثاء، مع برنامج "الليوان"، المذاع على فضائية "روتانا" الخليجية، قال ابن سلمان إنه "لا يريد أن يكون وضع إيران صعبا، على العكس يتمنى أن تكون إيران مزدهرة وتنمو... ويكون لدينا مصالح فيها ولديهم مصالح في السعودية، لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار".
السعودية وإيران
وكشف محمد بن سلمان سبب الخلاف مع طهران قائلا، "إشكالياتنا مع إيران هي تصرفاتها السلبية سواء برنامجها النووي أو دعمها لمليشيات خارجة عن القانون أو برنامج الصواريخ الباليستية الخاص بها". مؤكدا "نعمل مع شركائنا في المنطقة والعالم لإيجاد حلول لهذه الإشكاليات".
وأردف قائلا، "نتمنى أن نتجاوز هذه الإشكاليات وتكون هناك علاقة طيبة فيها منفعة للجميع".
وعن الحوثيين في اليمن قال ولي العهد السعودي، "انقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن أمر غير قانوني... السعودية لن تقبل بأي ميليشيات مسلحة على حدودها... الحوثي له علاقة قوية بالنظام الإيراني".
واستدرك محمد بن سلمان قائلا، "نتمنى أن يجلس الحوثي إلى طاولة المفاوضات للوصول لحلول تكفل حقوق الجميع... الحوثي في الأخير يمني ولديه نزعة عروبية، نتمنى أن تحيى فيه بشكل أكبر ويراعي مصالحه ومصالح وطنه".
اعتبر يحي التليدي، المحلل السياسي السعودي، أن حل الخلافات السياسية مع دول الجوار أو أي دولة كانت عن طريق التفاوض والحوار صحيحة من حيث المبدأ، وذلك ما يقصده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تصريحه بشأن السعي لعلاقات جيدة مع إيران.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، قال: "مشكلتنا مع إيران هي سلوكها السلبي سواء عبر برنامجها النووي أو دعم مليشيات خارجة عن القانون، ولكن هذا الحوار يبدو مستحيلا مع دولة ترفض التخلي عن سياستها العدوانية التي أصبحت جزءا من طبيعة نظامها السياسي، ودولة تريد أن يبدأ الحوار معها من حيث ما انتهت إليه ميليشياتها المتناثرة في دول المنطقة.
وأكد أنه في كل مرة حاولت السعودية تغليب مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل مع إيران اصطدمت بسياساتها المنافية لكل هذه المبادئ، وإصرارها على المضي في سياسة التدخل في شؤون المنطقة وزعزعة أمنها واستقرارها.
الأكيد، والكلام لا يزال عن لسان التليدي، أن دول الخليج لا تريد الحرب والفوضى، لأن لديها مشاريع للتنمية، وبناء المستقبل، إلا أنها في الوقت نفسه لن تقبل بأن يكون النظام الإيراني مهيمناً على المنطقة بمباركة دولية، وهي بما لديها من قوة اقتصادية وسياسية وأمنية، قادرة على وضع سياسات فعالة، تدفع النظام الإيراني نحو التوقف عن دعم المليشيات والتدخل في شؤونهم الداخلية وتبني خيار السلام والاستقرار.
أفق جديد
في السياق ذاته، قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن تصريحات ولي العهد السعودي الخاصة بالعلاقات مع إيران، تشير إلى وجود أفق جديد لحل الخلافات بين طهران والرياض.
وبحسب تصريحاته التي أدلى بها لوكالة "سبوتنيك"، اعتبر المحلل أن "تصريحات ولي العهد محمد بن سلمان تصب في سياق التقارب، خاصة في ظل الأنباء المختلفة التي تنشر عن لقاءات خلف الكواليس بين إيران والسعودية".
وعن الرؤية الإيرانية لهذا التقارب، قال ابشناس إن "الإيرانيين ينظرون للموضوع من زاوية أن التغييرات في الولايات المتحدة وبدء الانسحاب الأمريكي من المنطقة يفتح الأرضية لقيام دول المنطقة بتفاهمات لحل خلافاتها فيما بينها البعض".
وأكدت طهران في أكثر من مناسبة تمسكها بموقفها من تسوية أي خلافات مع السعودية عبر الحوار، ونبهت إلى أهمية الحوار الإقليمي لتحقيق أمن المنطقة.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، يوم الاثنين الماضي، أن بلاده متمسكة مع الحوار مع السعودية لو رغبت الأخيرة بذلك.
وكانت الخارجية الإيرانية قد أشارت، الأسبوع الماضي، إلى أنها لا ترغب بالحديث عن لقاءات بين مسؤولين من إيران والسعودية؛ معبرة عن ترحيبها دائماً بأي حوارات إيجابية في المنطقة.
وذكرت وسائل إعلام غربية، أن وفدا سعوديا برئاسة رئيس المخابرات خالد بن علي الحميدان، ووفدا إيرانيا يضم مسؤولين مفوضين، اجتمعا في بغداد، مطلع أبريل/ نيسان الجاري.
وتستهدف هذه المحادثات، بحسب وسائل الإعلام، "تحسين العلاقات بين إيران والسعودية".
وفيما نفت الرياض، لم تعلق طهران على الأمر؛ واكتفت بالتأكيد على أن الحوار مع المملكة العربية السعودية كان "دائما موضع ترحيب".