وقال الدكتور العصيري في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": إن "الصاروخ الصيني مرصود لحظة بلحظة هناك برامج تتبعية كاملة وسوريا عضو في الاتحاد الدولي للفلك وبالتالي هذه البرامج مفتوحة أمامها. ويتم تتبع حركة الصاروخ بشكل لحظي ولا يوجد أي ارتباط بين العدوان الإسرائيلي بالأمس وبين الصاروخ".
وأضاف "الصاروخ الصيني لا يزال في الفضاء حتى اللحظة على بعد 177 كيلومترا عن الأرض وهو الآن فوق المحيط الهادئ، والخميس سيقترب بشكل كبير من الأرض وموعد سقوطه يوم السبت القادم، وما زال الوقت مبكرا لظهوره بشكل كبير ولامع وواضح لأي راصد على الأرض".
وتبلغ سرعة الصاروخ 919 كيلومترا في الساعة، وكلما اقترب من الأرض تزداد سرعته بسبب الجاذبية التي تسحب الصاروخ بتسارع كبير باتجاهها.
وأعطى العصيري بعض التفاصيل عن الصاروخ الصيني، وقال "في 26 نيسان/أبريل الماضي أطلقت الصين إحدى مهماتها لبناء محطة فضاء لاستقبال رواد الفضاء الصينيين لدراسة إجراء تجارب في الفضاء وهذا المشروع المهم كان من المقرر أن يبدأ في 29 أبريل الماضي بنقل الوحدة الأساسية إلى الفضاء وهي الوحدة الرئيسية لمعيشة رواد الفضاء".
وأضاف "في ذلك اليوم تم إطلاق الصاروخ بشكل ناجح إلى الفضاء وبالفعل تم فصل الوحدة الأساسية ووضعها في مكانها المخصص وبعد الانتهاء من تلك المهمة الصاروخ يعود إلى مكان محدد يسمى مقبرة الصواريخ وهو مدار حول الأرض يحترق فيه الصاروخ ويبقى حطامه في الفضاء".
وقال: عادة كل مهمات الفضاء في العالم يتم نقل الصواريخ إلى هذا المدار المحدد.
وأضاف العصيري "ما حدث أثناء عودة الصاروخ بعد الانتهاء من مهمته أن وكالة الفضاء الصينية فقدت السيطرة على الصاروخ لأسباب مجهولة حتى الآن ولم تستطع التحكم به أو إعادته إلى المدار المحدد فأخذ الصاروخ منحى متسارعا باتجاه الأرض".
وتابع الدكتور العصيري "نتيجة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس لا يسقط الصاروخ بشكل مباشر رأسي بل يأخذ مدى متساقط باتجاه الأرض وهذا ما حدث بالضبط الثلاثاء الماضي عندما تم الإعلان رسميا من الاتحاد الدولي للفلك أن الصاروخ الصيني تحول إلى جرم تائه غير مسيطر عليه وبالتالي قد يشكل خطرا وتهديدا على كوكب الأرض".
وأضاف أن "كالات الفضاء جميعها اتفقت على البدء بدراسة مسار الصاروخ وتعقبه بشكل لحظي خوفا من سقوطه على اي مكان سكني".
الصاروخ حتى اللحظة هو على ارتفاع 177 كم عن سطح الأرض وبالتالي هو ارتفاع عالي جدا ولا يظهر إلا كنجم مضيء متحرك بسرعة كبيرة. اعتبارا من يوم غد سيظهر الصاروخ بشكل أوضح ككتلة ملتهبة في سماء دول العالم خاصة منتصف الكرة الأرضية.
وقال: "تتابعيا حتى يوم الخميس الذي سيحدد تماما مكان سقوط هذا الصاروخ في أي بقعة من الأرض. يوم السبت فجر الأحد هو الموعد النهائي لسقوط الصاروخ".
واعتبر العصيري أن "أهمية هذا الموضوع هو أنه حالة استثنائية لم تحدث سابقا أن يصبح الصاروخ تائها وأن تفقد وكالة فضاء السيطرة على صاروخها لأن مهمات الفضاء مدروسة ومؤتمتة ومضبوطة بشكل كبير جدا. وهناك شيء ما حدث للصاروخ جعل وكالة الفضاء الصينية تفقد السيطرة عليه. العالم اليوم يجب أن يعلم ما سبب فقدان السيطرة لتجاوز هذه المحنة وعدم تكرارها في المستقبل".
وأكد أن "هذا الصاروخ بهذا التسارع الكبير غير معلوم مكان سقوطه والخوف أن يسقط في أي منطقة مأهولة مما يسبب إحراجا لوكالة الفضاء الصينية وكوارث ومشاكل لها أبعاد مستقبلية".
وأوضح أن "الصين اليوم تعمل بكل جهدها لإعادة التحكم بالصاروخ بطريقة ما بتحديد مساره ومحاولة إيجاد حل ليسقط الصاروخ فوق المحيط الهادئ أو الهندي بعيدا تماما عن أي منشأة سكنية".
وتايع: "وكالة الفضاء الصينية أمام اختبار كبير جدا إذا نجحت به سيكون لها بصمة واضحة في مجال علوم الفضاء والفلك ومكانة مرموقة أنها استطاعت إعادة التحكم بجسم تائه وإسقاطه بمكان غير مأهول. الفائدة للمستقبل أنه في حال تهديد الأرض بجرم فضائي مثل نيزك أو كويكب سيكون الصاروخ التائه درس للفلكيين بآلية التحكم بالأجرام التائهة بشكل عام".
بالأمس تصدت الدفاعات الجوية السورية لضربة إسرائيلية على مدينة اللاذقية وريفها وأسفرت عن مقتل امرأة وإصابة 6 آخرين بحسب مصدر عسكري سوري إلا أن الكثير من التشكيكات بالرواية السورية بدأت بالظهور بعد الضربة مباشرة وأشارت بأصابع الاتهام إلى الصاروخ الصيني التائه وأنه سقط في تلك المناطق.