ويأتي تدشين المشروع في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بدبي، في خطوة جديدة تؤكد بها الإمارة ريادتها في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، بأحدث التقنيات وأكثرها كفاءة، ما يدعم توجهات الدولة في ترسيخ أسس قوية للمستقبل.
وقال مراقبون إن الإمارات من أكثر الدول اعتمادًا على الطاقة النظيفة التي تقل فيها استخدام المواد المشعة، مؤكدين أن المشروع الحالي سيعمل على زيادة الاستثمارات الأجنبية ما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.
الهيدروجين الأخضر
وقال الشيخ بن سعيد إن الإمارات "تمضي بخطى ثابتة وخطط واضحة، كي يكون موقع الريادة دائما من نصيبنا بأفكار وسواعد أبنائنا وبشراكات استراتيجية"، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).
تنفيذ المشروع بالتعاون بين هيئة كهرباء ومياه دبي و"إكسبو 2020 دبي" و"سيمنس للطاقة"، في منشآت الاختبارات الخارجية التابعة للهيئة في "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية".
ويُعد المشروع هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، باستخدام الطاقة الشمسية، وتم تصميم وبناء المحطة لتكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين.
وأكد سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، أن مشروع "الهيدروجين الأخضر، يشكل نقلة نوعية في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة في الإمارات".
الاستثمارات الأجنبية
اعتبر عبدالرحمن الطريفي، الخبير الاقتصادي الإماراتي، إن الإمارات سباقة في استخدام الطاقة الخضراء التي تنخفض فيها نسب الكربون بدرجات عالية، وهو أول مشروع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعمل بالهيدروجين الأخضر الصديق للبيئة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، باتت الإمارات من أكثر دول العالم تقدمًا في استخدام الطاقة النظيفة، غير المشبعة بالكربونات، وذلك تطورًا لاستخدام الطاقة وتنوعها والتي كان بينها استخدام الطاقة النووية في مشروع براكة.
ويرى الخبير الاقتصادي، أن الإمارات وبحلول عام 2050 ستكون من أكثر دول العالم إطلاقا للطاقة الخضراء النظيفة، وهو ما سينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني.
وأكد أن مثل هذه المشروعات من شأنها أن تزيد من جذب الاستثمارات الأجنبية التي تبحث عن بيئات نظيفة وجيدة، خاصة بعد انضمام الإمارات إلى مشروع المناخ.
وأشار إلى أن الإمارات تشهد نوعًا من التعافي من آثار جائحة كورونا، ومن المتوقع وعن طريق هذه المشروعات أن تكون وجهة عالمية للسياحة بعد أن ساعدت في حصول أكثر من 14 مليون شخص على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
بيئة نظيفة
بدوره اعتبر المحلل الإماراتي، حسن إبراهيم النعيمي، أن التحول إلى الطاقة النظيفة توجها عالميا باعتبار أن مستقبل العالم يعتمد على هذه الطاقة لتقليل التلوث البيئي والمحافظة على مستقبل الأرض بعد أن دمرها النظام الرأسمالي في سباقه المحموم من أجل تراكم رؤوس الأموال دون أي اعتبار للإنسان ومتطلباته الحياتية الضرورية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، دولة الإمارات دائمًا سباقة للوصول إلى أفضل الممارسات الإنسانية وتطبيق أفضل النظم وأكثرها تطورًا لخدمة الإنسان وتوفير البيئة النظيفة المستدامة له، مضيفا:
"كما أن مقومات البيئة النظيفة متوافرة في دولة الإمارات من حيث موقعها الجغرافي ومناخها وكذلك توفر الأموال المطلوبة لشراء أفضل التقنيات، استعداداً لمواجهة التحديات والتحولات الكبيرة التي قد يشهدها العالم مستقبلًا".
ويرى النعيمي أن إطلاق الإمارات لمشروع الهيدروجين الأخضر تعتبر خطوة منطقية وعقلانية وسيكون لها مردودها الإيجابي على الاقتصاد.
وكشفت الإمارات عن زيادة اعتمادها على الطاقة النظيفة بنسبة 50% بحلول عام 2050، باعتبارها من الدول الرائدة عالمياً في هذا التوجه.
وأكد سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، التزام دولة الإمارات بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 70% وزيادة استخدام الطاقة النظيفة بنسبة 50% بحلول عام 2050 .