تحول غويتا في غضون أشهر قليلة إلى واحد من أهم الشخصيات المؤثرة في مالي، ورقم أساسي في معادلة الحكم فيها، خاصة وأن تلك الدولة تلعب دورا محوريا هامة في الحرب ضد الإرهاب في منطقة الساحل.
بداية غويتا
يرصد موقع "سو دي كانوا" المالي إن غويتا كان مجرد كولونيل مجهول في الجيش المالي لسنوات طويلة.
ويشير إلى أن غويتا، ولد عام 1983، ويلقب بـ"أسو"، ويصفه المقربون منه بأنه رجل يتمتع بالصرامة والمثابرة وحب التحديات.
وينحدر غويتا من أسرة عسكرية، حيث كان والده ضابطا في الجيش المالي، وتخرج من مدرسة كوليكورو العسكرية المالية المتخصصة في الأسلحة المدرعة وسلاح الفرسان، وشارك في تدريبات خارجية في ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وبدأ صيت غويتا في الظهور داخل الجيش المالي، بعدما أوكلت له مهام متنوعة في شمالي مالي لمطاردة الجماعات الإرهابية عام 2022، وحقق نجاحات في مناطق، غاو، كيدال، ميناكا، تساليت وتمبكتو.
ولكن كان عام 2014، استثنائيا بالنسبة لغيتاو، حيث انضم إلى القوات الخاصة، وأشرف على تنسيق العمليات الخاصة في وزارة الدفاع، بعد قصف فندق راديسون بلو في باماكو.
وبعد نجاحه في القوات الخاصة عين في عام 2018 رئيسا للقوات الخاصة في مالي، وقاد عمليات في شمال ووسط مالي وكذلك خارج البلاد ضمن وحدات دولية بدارفور، لتظهر براعته العسكرية بصورة كبيرة.
طموح غويتا
ولكن بدأ صيته يظهر تدريجيا، بعدما تولى مهام متعددة لمحاربة الحركات الجهادية، وتحقيقه نجاحات بارزة في تلك المهام.
ولكن الظهور الحقيقي إلى السطح كان في 20 أغسطس/آب 2020، عندما قاد قوة عسكرية للانقلاب على الرئيس المالي، إبراهيم كيتا.
وعاود غويتا الكرة مجددا يوم الاثنين الماضي، بتنفيذه الانقلاب الثاني على الرئيس الانتقالي باه نداو ورئيس حكومته مختار وان.
وكان من المفترض أن يقود نداو ووان البلاد حتى عام 2022، لحين إجراء انتخابات جديدة يخرج عنها سلطة مدنية منتخبة.
مبررات غويتا
ويبرر غويتا، بحسب وكالة "فرانس برس" الانقلابين العسكريين بالنقاط التالية:
- تشكيل حكومة من دون التشاور معه.
- رغبة الرئيس الانتقالي ورئيس حكومته بانتهاك الميثاق الانتقالي.
- وجود نية لهما في تخريب العملية الانتقالية.
- مالي لم تعد تتحمل ارتكاب الأخطاء.
- ملتزم بأجندة المرحلة الانتقالية والانتخابات في 2022.
غضب وتعهدات
من المعروف أن منطقة الساحل بشكل عام ومالي تحديدا، تعتبرها فرنسا امتدادا استراتيجيا لها، وتسعى دوما إلى أن يكون لها نفوذ قوي داخلها، لذلك تساعد في محاربة الإرهاب بقوة في تلك المناطق، حيث تنشر أكثر من 5 آلاف جندي فرنسي في مالي فقط.
وأثارت انقلابي غويتا، غضب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي عبر بقوله "انقلاب داخل انقلاب، هذا أمر مرفوض تماما".
وما يفسر سر غضب ماكرون، هو تعهد غويتا وقت الانقلاب الأول، بإعادة السلطة إلى مدنيين منتخبين خلال 18 شهرا فقط.
ومقابل ذلك تم منح غويتا حضو قوي في الحكومة الانتقالية، وتعيينه شخصيا نائبا للرئيس الانتقالي المكلف بالشؤون الأمنية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن عالم الاجتماع، بريما إيلي ديكو، قوله إن ما حصل امتداد متوقع لانقلاب 2020، موضحا "ما نعيشه اليوم في مالي هو نتيجة منطقية لعيوب بداية المرحلة الانتقالية، نتيجة استبعاد العسكريين للأحزاب وجمعيات المجتمع المدني التي قادت على مدى أشهر الحركة الاحتجاجية ضد السلطة السابقة".