بحسب معلومات وقراءة الخبراء في عمان فإن السلطنة تواصل جهدها في إطار السعي لاتخاذ قرار بعودة سوريا إلى الجامعة العربية في القمة المرتقبة، إلا أن الخطوات الأخرى تتمثل في عودة الخليج إلى سوريا مرة أخرى.
الخبراء أكدوا أن الخطوات التي اتخذها الخليج تجاه سوريا لم تحقق الغايات، وأنهم أدركوا أنه لا سبيل سوى التقارب مع الرئيس بشار الأسد.
وفي شهر أبريل/ نيسان الماضي عقدت بقصر المؤتمرات في العاصمة السورية دمشق الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي للتحول الرقمي تحت عنوان "سوريا والتحول الرقمي.. الفرص والتحديات"، بمشاركة العديد من الدول العربية والأجنبية أبرزها روسيا ومصر والإمارات والسعودية.
وفي مارس الماضي، أجرى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد زيارة إلى سلطنة عمان، حيث أكدت مصادر حينها أن حراكا على طريق حل الأزمة السورية والبداية من مسقط، وذلك بعد زيارة ناجحة لوزير الخارجية الروسي إلى الخليج.
من ناحيته قال خميس بن عبيد القطيطي، الكاتب والمحلل السياسي العماني، إن "سلطنة عمان أدركت ما تمثله الجمهورية العربية السورية على خارطة الجغرافيا العربية، وأدركت ماذا يحدث في سوريا منذ البداية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "عمان منذ عام 2011 كانت داعمة قوة للدولة السورية، وحافظت على علاقاتها الدبلوماسية في مختلف مراحل الأزمة ولم تقطع العلاقات بين الجانبين، واستمرت في تقديم كل ما من شأنه مساعدة سوريا".
وأوضح أن المحاولة العمانية للتقريب بين الأشقاء في دول الخليج مع سوريا لم تتوقف في مختلف مراحل الأزمة السورية.
وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ونائبه بشار الجعفري إلى السلطنة كأول زيارة لدولة عربية، جاءت للتأكيد على أهمية دور سلطنة عمان المحوري في القضية السورية، حيث أكدت الزيارة بالفعل أهمية دور السلطنة والتعويل عليها لتحريك ملف العلاقات السورية الخليجية.
ويرى أن هذه التحركات نتج عنها حالة من التقارب الخليجي خاصة لدى المملكة العربية السعودية وهذا قبل الانتخابات السورية.
ومضى بقوله إن "البراجماتيا تفرض نفسها على العرب والخليجيين للقبول بالواقع السياسي في عودة سوريا إلى الحضن العربي"، ويتوقع أن تحدث انفراجة كبيرة للعلاقات السورية الخليجية عقب القمة العربية بالجزائرـ التي يتوقع عودة سوريا فيها إلى مقعدها بالجامعة العربية.
وأكد أن سلطنة عمان إحدى الدول المؤثرة في مسار التقارب العربي، وتقوم بدورها المأمول في عودة العرب إلى سوريا، وأن ذلك بات وشيكا بعد فوز الرئيس بشار الأسد بالانتخابات الرئاسية.
بشأن فوز الأسد بالانتخابات أوضح السياسي العماني أنه "فوز طبيعي لكون الرئيس الأسد هو قائد المرحلة، وأثبت قدرات كبيرة في إدارة الأزمة، ويقود سوريا من نجاح إلى آخر رغم الضغوطات والحصار، وجميع خطوط التأثير السورية السياسية والعسكرية والإعلامية والاجتماعية تعمل بفعالية كبيرة وكفاءة عالية في إدارة الأزمة".
في الإطار ذاته قال سالم بن حمد الجهوري الباحث في الشؤون الدولية، إن "السلطنة تحظى بثقة عالية من المجتمع الدولي، وأنها عادة ما تتحرك عندما تكون هناك رغبة جادة من الأطراف في القيام بدور التقريب بينهم، وفي حالة أن توفرت الظروف في التقريب السوري الخليجي والعربي، فإنها لن تتردد في ذلك".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "بعض الاتصالات جرت بشأن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وأن هذا ما يتوقع خلال القمة المقبلة في الجزائر التي ستشهد انفراجا عربيا للقطيعة".
ويرى أن الخليجيين ينظرون إلى أن القطيعة مع دمشق منذ 10 سنوات، لم تحقق الغايات من حصار سوريا وإدارة ظهورها لدمشق.
وكشف عن أن الدول الخليجية الأخرى ستعيد العمل بسفاراتها إلى دمشق، بعد أن تكشفت الكثير من الحقائق حول الأزمة السورية، التي تدخل عامها الحادي عشر منذ اندلاعها في عام 2011، والتي صمدت فيها سوريا أمام التنظيمات المدعومة دوليا.
وأشار إلى أن التواصل الخليجي والعربي سيتعزز خلال الأسابيع القادمة، خاصة بعد فوز الرئيس بشار الأسد في الانتخابات الأخيرة.
واستطرد الجهوري أن "التعاون بين مسقط ودمشق لم ينقطع منذ الأحداث، التي عصفت بسوريا قبل 10 سنوات، وكان هذا التعاون يتمثل في عدة مسارات اقتصادية واستثمارية وثقافية والتشاور في المجالات السياسية والدبلوماسية إضافة إلى تبادل الزيارات."
وشدد على أن الرغبة في البلدين في زيادة منسوب هذا التعاون متبادلة، وذلك من خلال إقامة مشاريع مشتركة ذات عوائد اقتصادية تخدم البلدين، خاصة في ظل استمرار التشاور الدائم حول مستجدات الأحداث وتوحيد الرؤى حول القضايا والملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط.