تحدث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمة له على هامش أعمال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، عن التعاون مع روسيا في المجال الاقتصادي لا سيما في مجال الطاقة، وقال "إننا في دولة قطر نعتزّ بالعلاقات التاريخية الوطيدة مع روسيا الاتحادية، وقد شهدت هذه العلاقات تطوّراً ملموساً في العقدين الأخريين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، وخصوصاً في مجالي التجارة والاستثمار حيث أصبحت دولة قطر تحتل مركزاً متقدّماً في قائمة المستثمرين الأجانب في روسيـا، وفي هذا السياق نثمن تعاوننا النشط في المجال الاقتصادي وخاصة في جمال الطاقة، وتأكيداً لثقتنا بقوة الاقتصاد الروسي وبأهمية الاستثمار فيه فإن حجم استثمارات دولة قطر في روسيا تضاعف في السنوات الأخيرة ونتطلع إلى زيادته في السنوات المقبلة ."
وأكد أمير قطر أنه "لا يقتصر التعاون الاقتصادي بين قطر وروسيا على الاستثمارات المباشرة وإنّما يتعدّاه إلى التنسيق لإيجاد الأطر التنظيميّة الدوليّة اللازمة لدعم هذا التعاون وأشير هنا إلى أنّ البلدين أسّسا مع دول صديقة أخرى منتدى الدول المصدّرة للغاز والذي يتخذ من الدوحـة مقراً لـه" .
وأشار الشيخ تميم إلى النهضة التي تشهدها بلاده، قائلا تشهد دولة قطر مرحلة مهمة في نهضتها الشاملة من خلال تنفيذ اسرتاتيجياتها الوطنية والبرامج والمشاريع العديدة وفقاً لرؤية قطر الوطنية 2030، وأؤكد أن المحرك الرئيسي للاقتصاد القطري في هذه المرحلة هو الاستثمارات في البنية التحتية والمشروعات التنموية، لاسيما في التعليم والصحة والمواصلات والأبحاث والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وغريها".
تابع "قمنا خلال السنوات الأخيرة بتطوير وإجراء تعديلات على العديد من التشريعات التي تعزز مشاركة القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبية ، مما أسهم في خلق بيئة جـاذبـة لالستثمـار وتعمل دولة قطر على زيادة الاستثمار في الطاقة الخضراء والمستدامة، ومجالات أخرى من شأنها الإسهام في الحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي" .
وبشأن تأثير كورونا على العالم، قال الشيخ تميم "بيّنت جائحة كوفيد-١9 درجة تداخل حياة ومصائر الشعوب وتشابكها في عالمنا المعاصر . وقد ثبت أنه لا يمكن لأي دولة أن تواجه وحدها كارثة بحجم هذه الجائحة، وأن الاستثمار في الأبحاث لمحاربتها ومنع حدوث مثيلاتها في المستقبل يجب أن يكون جهداً دولياً، وأنه على المجتمع الدولي العمل الجاد والدؤوب لتوفير اللقاح والعلاج للجميع، لا سيما الشعوب الفقيرة أو تلك التي تعاني من الاضطرابات والحروب؛ فلا يجوز أن تخضع صحة الناس لقوانين السوق والتجارة العاملية، وفي هذه المناسبة أشيد بدور روسيا في إنتاج اللقاحات وتوزيعها".
وأضاف أمير دولة قطر "يُعقد هذا المنتدى في ظل ظروف وتحديات اقتصادية كبيرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، لاسيما في ظل استمرار جائحة كوفيد-١9 وتداعياتها السلبية الخطيرة على الاقتصاد العالمي ما يضاعف من أهمية انعقاده بعد أن بات يشكل حدثا عامليا هاما في مجال الاقتصاد والأعمال . كما يعد هذا المنتدى نموذجاً لما يجب أن يقوم به المجتمع الدولي من مبادرات تسهم في إرساء بيئة صحية للاقتصاد والاستثمار الإقليمي والعالمي وإيجاد حلول فعالة للتحديات الاقتصادية المشتركة . ولا شك أن المشاركة الدولية الواسعة في هذا المنتدى تعكس المكانة االمرموقة، التي تحظى بها روسيا في المنطقة والعالم."
وتابع أمير قطر "ندعو القطاع الخاص في روسيا والعالم إلى استكشاف بيئة الأعمال القطرية الواعدة في كثير من المشروعات وفي شتى المجالات"
وفي الأخير شكر الشيخ تميم الرئيس فلاديمير بوتين على دعوة المشاركة في المنتدى، قائلا " أكرر الشكر لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين على الدعوة الكرمية لنا للمشاركة في هذا المنتدى واختيار دولة قطر الدولة الضيف فيه، آملاً أن يحقق أهدافه المرجوة، ومتمنياً لبلدينا مزيداً من التعاون المثمر".
وقال السفير القطري لدى روسيا، أحمد بن ناصر آل ثاني، في الحفل الختامي للجناح الوطني بقاعة الدوحة على هامش أعمال المنتدى "أود أن أشكر جميع الزملاء أعضاء الوفد القطري، الذين شاركوا في هذا المنتدى. لقد أعطيت دفعة جيدة جدًا لهذه العلاقة. أعتقد أن العمل الذي قامت به قطر والاتفاقيات التي وقعتها مع الجانب الروسي تستحق أكثر الكلمات ثناء. واعتقد أن هذا سيكون حافزا جيدا جدا لتنمية العلاقات بين قطر وروسيا الاتحادية ".
في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF) ، وقعت قطر أكثر من 65 اتفاقية مع الاتحاد الروسي في مختلف القطاعات.
وقال وزير التجارة والصناعة القطري علي بن أحمد الكواري "قطر هي أكبر دولة ممثلة في روسيا من حيث الاستثمارات - حوالي 15 مليار دولار. لقد وقعنا أكثر من 65 اتفاقية خلال منتدى SPIEF ، تتعلق بمختلف القطاعات - التكنولوجيا ، والتمويل والرياضة والبنية التحتية والزراعة. العلاقات التجارية بين قطر وروسيا آخذة في التطور...في عام 2020 نما حجم تجارتنا رغم كل الصعوبات".
وقدم الوفد القطري جناحاً في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، والذيتبلغ مساحته أكثر من ألفي متر مربع. يتحد الجناح بأكمله من خلال تركيب الروطان المعلق. وبعد انتهاء المنتدى، سيتم التبرع بالأثاث والنباتات من الجناح للجامعات والمكتبات والمتاحف الروسية.
وضم الوفد ممثلين عن 50 منظمة قطرية من رجال أعمال وكبار المسؤولين والسياسيين، بمشاركة 200 متطوع في أعمال الجناح الرسمي لدولة قطر.