وأفادت "صحيفة هسبريس"، أمس الأربعاء، بأن إسبانيا طلبت حضور الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس" في مدينتي سبتة ومليلية، وهو ما وصف بأنهما "تشكلان الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي".
ونقلت الصحيفة على لسان إدريس لكريني، الخبير في العلاقات الدولية، أنه في حال صحة اعتزام الحكومة الإسبانية اتخاذ هذه الخطوة، فإن الأمر يعني توجه إسبانيا نحو التصعيد، خاصة بعد نشوب أزمة حقيقية بين الجانبين، المغربي والإسباني، تتعلق باستقبال مدريد لإبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، بدعوى تلقي العلاج.
وذكر الخبير المغربي أن الخطوة الإسبانية الجديدة في حال صحتها واكتمالها تعني تكريس لعلاقة غير متكافئة، تتناقض مع حسن الجوار، لافتا إلى أنه دليل آخر على أن "إسبانيا لم تتخلص من توجهاتها الاستعمارية"، كما أن إقحام الاتحاد الأوروبي في هذا الأمر يتنافى مع القانون الدولي.
وشدد على وجوب تقديم إسبانيا "اعتذار" والتأكيد عن حسن نيتها أمام جارتها، المغرب، ومحاولة تدشين علاقات دبلوماسية متوازنة وليس شراكة انتقائية.
وأشارت الصحيفة المغربية إلى أن "فرونتكس" لها وجود محدود على الأراضي الإسبانية، وعدد قليل من العملاء في جزر الكناري، لافتة إلى أن وجودها في مدينتي سبتة ومليلية ينظر إليه، دائما، بحذر من قبل الحكومات الإسبانية المتعاقبة.
وفي السياق نفسه، أعلنت الخارجية الإسبانية، أول أمس الثلاثاء، أن حكومتها تدرس ضم جيبي سبتة ومليلية في شمال أفريقيا، بشكل كامل، إلى منطقة شنغن الأوروبية.
وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، في لقاء صحفي نشرته "رويترز": إنه بإمكان المغاربة من البلدات المحيطة بالجيبين دخولهما حاليا دون تأشيرة، لكنها تكون مطلوبة عند السفر جوا أو بحرا إلى إسبانيا أو بقية أنحاء منطقة شنغن المعفية من التأشيرات في أوروبا.
تأتي هذه الخطوة في ظل خلاف بين البلدين بشأن قضايا مرتبطة بالصحراء الغربية.
وتخضع مدينتا سبتة ومليلية والجزر المحيطة بهما لإسبانيا، وتقعان أقصى شمال المغرب وتعتبران الحدود البرية الوحيدة بين أفريقيا وأوروبا، وبعد الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، وتقاعس المغرب عن حراسة السياج الحدودي تمكن آلاف المهاجرين من الوصول إلى مدينة سبتة خلال الشهر الفائت.