وطالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، دول المجتمع الدولي من خلال حركة عدم الانحياز، بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، من جرائم شرسة تقودها إسرائيل وأذرعها الاستعمارية.
وقال مراقبون إن حركة عدم الانحياز تستطيع تقديم الكثير للقضية الفلسطينية وسط الموقف التاريخي الدائم للحركة مع فلسطين، مؤكدين أن تدخلها يمكن أن يعزل إسرائيل دوليا.
مطالب فلسطينية
وخلال كلمته أمام اجتماع لجنة فلسطين الوزارية لحركة عدم الانحياز، عبر الاتصال المرئي، أمس الثلاثاء، والذي عقد بناء على طلب دولة فلسطين، تطرق المالكي إلى "الأوضاع الصعبة في الأرض الفلسطينية المحتلة، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته في القدس المحتلة، بما في ذلك المسجد الأقصى دون عقاب، ولحصاره غير القانوني وغير الإنساني المستمر على قطاع غزة، وسياسته الاستيطانية غير القانونية في أرض فلسطين"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأشار المالكي إلى "اعتداءات المستوطنين المستمرة بحماية جيش الاحتلال على العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وفي قرية بيتا جنوب نابلس، حيث يقاوم الشعب الفلسطيني مسالة استيلاء المستوطنين على أراضيهم.
وتابع المالكي قائلا:
"إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تستمر في حرمان شعبنا من حقه غير القابل للتصرف في العودة إلى دياره، وتشرد مزيدا من العائلات بمعدلات غير مسبوقة كما هو الحال في الشيخ جراح وسلوان وبيتا".
وشدد المالكي على أن "الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بمختلف الطرق يوميا، هي العوامل والجذور الرئيسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم، وحرمان شعبنا من حقوقه الأساسية، وتعكس ممارساتها ازدرائها المطلق للقانون الدولي بما في ذلك المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة".
عزلة دولية
قال جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح الفلسطينية، إن فلسطين طالبت حركة عدم الانحياز بالتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المتكرر في القدس والضفة الغربية والقدس، في ظل تاريخ الحركة المعروف بمناصرة حقوق الشعب الفلسطيني.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، حركة عدم الانحياز لها رصيد تاريخي في دعم القضية العربية ومركزها حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني، ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وعن ما يمكنه للحركة تقديمه في ملف الصراع العربي الإسرائيلي، قال المتحدث باسم فتح، أن الحركة تستطيع اتخاذ قرارات تعبر عن رفضها للاحتلال الإسرائيلي، وجعل موقف إسرائيل في عزلة على المستوى الدولي.
مقاطعة مطلوبة
بدوره اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن مطالبة فلسطين لحركة عدم الانحياز بالوقوف عند مسؤولياتها لحماية الشعب الفلسطيني ووقف جرائم الاحتلال في القدس والضفة الغربية وغزة، يأتي في سياق نشاط دولة فلسطين الدبلوماسي والسياسي.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الدول المنضوية في إطار حركة عدم الانحياز هي دول مؤثرة على المستوى الدولي، وعلاقة فلسطين بهذه الحركة علاقة تاريخية، وقدمت لفلسطين وقضيتها الكثير من المواقف السياسية الداعمة.
ويرى الأيوبي أن الشعب الفلسطيني يتطلع لدول الحركة باتخاذ مواقف جدية تجاه العدوان الإسرائيلي من خلال فرض مقاطعة على الاقتصاد الإسرائيلي والسعي لعزلها سياسيا في كل المحافل الدولية، في كل المحافل الدولية لإرغام حكومة الاحتلال على التراجع عن جرائمها ومشاريعها الاستيطانية في القدس.
وطالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، دول المجتمع الدولي من خلال حركة عدم الانحياز، بإعادة إطلاق العملية السياسية من خلال آلية متعددة الأطراف، تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتفكيك نظام الفصل العنصري، بدلا من إدارته إلى أجل غير مسمى.