بداية يقول المحلل السياسي الأمريكي، ماك شرقاوي: "في اعتقادي أن العملية الأمريكية على مواقع للحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية، هو استكمال لما قامت به من عمليات ناجحة خلال الأشهر الماضية استطاعت تحقيق أهدافها".
رسالة مبطنة
وتابع شرقاوي أن
"تلك العملية يمكن أن تكون أيضا رد على اسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة في اليمن من جانب الحوثيين "أنصارالله"، لكن لا أعتقد أن ردود الفعل يمكن أن تخرج عن العمليات الجراحية المتفرقة التي تطال أهداف بعينها وبدقة كاملة، لكن لن تتطور الأمور إلى عمليات عسكرية أو حرب شاملة".
سيناريو الرد
وحول تأثير تلك العمليات الأمريكية في تقليل استهداف قواعدها بالعراق وتوقعات الرد الإيراني، قال شرقاوي: "أعتقد أن إيران لا تملك أن ترد، وقد شاهدنا مسرحية إطلاق الصواريخ على قاعدة عين الأسد العام الماضي، إذ كان الأمر واضحا جدا أن الأمر متفق عليه، ولم يصب جندي أمريكي واحد في القاعدة لأن القاعدة على ما يبدو كانت خالية من العراقيين والأمريكيين بناء على اتفاق مسبق، من أجل الاستهلاك المحلي ولإرضاء الجبهة الداخلية أو تهدئتها، إذ كانت هناك حالة من الحنق لدى الكثير من الإيرانيين بألا تكون هناك ردود على مقتل، قاسم سليماني وفخري زاده، هناك الكثير من الثأر، لكن إيران حريصة كل الحرص بألا تخرج الأمور عن السيطرة، في الوقت ذاته يمكن أن تخرج بعض المليشيات عن السيطرة بالفعل".
عودة داعش
من جانبه يقول المحلل السياسي الإيراني، الدكتور هاني زادة، إن
"الضربات الأمريكية الجوية ضد مقار للحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية، هى شأن داخلي للدولتين ولا علاقة لإيران بها، سوى أنها تنتمي عقائديا لطهران".
وأضاف في اتصال مع "سبوتنيك": يبدو أن أمريكا تريد عودة "داعش" وتسليحه مرة أخرى لإرباك المشهد في كل من العراق وسوريا ومنع رئيس الحكومة العراقية مصطفى المالكي من المضي قدما في تنفيذ المطالبات الشعبية بإخراج القوات الأمريكية والأجنبية من العراق، إذ أن واشنطن تبحث عن ذرائع للبقاء في العراق.
الحشد الشعبي
وتابع المحلل السياسي: "قد تكون تلك العملية تحمل رسائل من وجهة النظر الأمريكية، لكن الحشد الشعبي هو قوات تم إنشاؤها بموجب مطالبات داخلية في العراق من أجل الوقوف بوجه الإرهاب ومحاربة تنظيم "داعش" المحظور في روسيا وعدد من دول العالم"، ولاؤها الأول للعراق وإن كانت تنتمي عقائديا إلى إيران، الأمر في الداخل العراقي وليس في إيران.
وأشار زادة إلى
"أن أمريكا تحاول استهداف كل محاور المقاومة في المنطقة، وهي تريد إشعال الوضع في العراق كما فعلت في أفغانستان وبعض دول المنطقة".
ودانت وزارة الخارجية السورية، اليوم الاثنين، "العدوان الأمريكي" على المنطقة الحدودية مع العراق، معتبرة أنه "انتهاك فاضح لحرمة الأراضي السورية العراقية".
ونقلت "وكالة الأنباء السورية" عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية والمغتربين، قوله: "تدين الجمهورية العربية السورية العدوان الأمريكي السافر على المنطقة الحدودية السورية العراقية، وتعتبره انتهاكا فاضحا لحرمة الأراضي السورية والعراقية".
وأضاف المصدر، أن "سوريا تجدد مطالبتها الإدارة الأمريكية بضرورة احترام وحدة أرض وشعب سوريا والعراق والتوقف عن ممارسة هذه الاعتداءات على استقلال البلدين فورا".
وكان المجلس الوزاري للأمن القومي العراقي، أعرب في وقت سابق اليوم، عن إدانته واستنكاره الشديدين للقصف الأمريكي الذي طال موقعا حدوديا مع سوريا، مؤكدا أنه يدرس كل الخيارات القانونية للرد على هذا الاعتداء.
وقال وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، إن "الضربة الجوية الأخيرة على مواقع في العراق وسوريا رسالة رد للمليشيات المدعومة من إيران وردا على هجماتهم ضد الأمريكيين".
واستهدفت الهجمات التي جاءت بتعليمات من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، موقعين داخل الأراضي السورية، وموقع واحد داخل العراق، فيما أفادت مصادر في منطقة البوكمال لـ"سبوتنيك"، أن طفلا قتل وأصيب 3 مدنيين آخرين خلال العدوان الذي استهدف المنطقة، مشيرا إلى أن الموقع المستهدف يحوي (كرفانات) مسبقة الصنع.