الرجل المشنوق ذو الابتسامة الغامضة، الذي أطلق عليه "رجل تولوند"، حفظ بطريقة مدهشة لدرجة أن تعاليم وجهه كانت حاضرة وواضحة تماما لكل من شاهده أثناء سحبه من المستنقع.
وجه مبتسم يخفي سرا غامضا
بحسب المقال المنشور في موقع "ياهو" الذي تحدث عن اكتشاف الوجبة الأخيرة لرجل "تولوند"، فقد أشار العلماء إلى أن الترتيب الدقيق للجسد والوجه (عيناه المغلقتان وابتسامته الباهتة) يدل على أنه ربما قُتل كأضحية بشرية بدلاً من إعدامه كمجرم لسبب ما.
ودرس العلماء الوجبة الأخيرة التي ما زالت في معدة الرجل وجهازه الهضمي من خلال إجراء أبحاث وصور شامله لكامل الأمعاء.
وأكد العلماء أن الجهاز الهضمي للرجل يحتوي على وجبة جيدة من عصيدة من الشعير والكتان ونبتة الفرس.
بذور "نبتة الفرس" تكشف السر
وقالت عالمة الآثار نينا نيلسن، رئيسة الأبحاث في متحف "سيلكبورج" الدنماركي والمؤلفة الرئيسية للدراسة التي نُشرت أمس الثلاثاء، في مجلة "cambridge" (مجلة جامعة كامبريدج) العلمية، إن بذور الفرس الباهت هي الدليل على حل لغز قتل هذا الرجل في العصر الحديدي.
ينمو النبات الفرس في البراري بين محاصيل الشعير، لكن الأدلة المستمدة من تخزين الحبوب في العصر الحديدي تُظهر أنه تم تنظيفه واستخدامه كأعشاب في الوجبات المخصصة للطقوس الدينية.
وبحسب الدراسة تمت إضافة هذا النبات بشكل مقصود "ربما كجزء من وجبة طقسية لمن حُكم عليهم بالموت بسبب التضحية البشرية".
قالت نيلسن: "بالعودة إلى عام 1950، نظر العلماء سابقا إلى الحبوب والبذور المحفوظة جيدًا فقط، وليس الجزء الدقيق جدًا من المادة. ولكن لدينا الآن مجاهر متطورة وطرق أفضل لتحليل المواد وتقنيات جديدة. وهذا يعني أنه يمكننا الحصول على مزيد من المعلومات منه".
ووجد الباحثون أنه ربما تم طهي الوجبة الأخيرة في إناء من الفخار، وأنه تناول السمك أيضا.
وقالت نيلسن إنهم وجدوا أيضًا أنه كان يعاني من عدوى طفيلية متنوعة عند الوفاة بما في ذلك الديدان الشريطية "ربما بسبب نظام غذائي منتظم من اللحوم غير المطبوخة بشكل جيد والمياه الملوثة".