جاء ذلك وفق تقرير أعده باحثون في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، وجرى تسليمه أمس الثلاثاء إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بعنوان "التحديات الاستراتيجية التي تواجه إسرائيل"، وذلك خلال النصف الثاني من العام 2021.
وكتب الباحثون "أنه يجب على إسرائيل أن تدرك أن سوريا ستبقى منقسمة، وأنه ما دام الأسد في السلطة، فلن يكون من الممكن إخراج إيران ومبعوثيها من البلاد"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ومن أجل الحد مما اعتبره التقرير التهديد الإيراني الذي تواجهه إسرائيل من داخل سوريا، قال الباحثون إنه "يتعين على إسرائيل إلى جانب استمرار "معركة ما بين الحروب" (مصطلح شائع في إسرائيل لعميات ينفذها الجيش الإسرائيلي خارج الحدود) صياغة سياسة استباقية لطرد إيران ومبعوثيها من سوريا - من خلال التعاون الدولي والإقليمي وإنشاء شبكة من الحلفاء المحتملين داخل البلاد ودعمهم".
وفيما يتعلق بالوضع في لبنان والتهديد الذي يشكله "حزب الله"على إسرائيل، قال التقرير إنه على الرغم من وجود ردع متبادل بين إسرائيل و"حزب الله"، تزداد احتمالية التدهور نتيجة للأنشطة التي قد تؤدي إلى ديناميكية التصعيد.
وأضاف: "لبنان ينهار بسبب الأزمة السياسية والصراعات على السلطة بين النخب. ورغم صعوبة وضعه وانتقاده المتزايد، يحافظ حزب الله على سلطته ويواصل إحكام قبضته على المنظومة اللبنانية، وبناء القدرات الهجومية الدقيقة ضده، بالشكل الذي يجعله تهديدا حقيقيا وخطيرا لإسرائيل ورأس حربة المحور الشيعي ضدها".
وجاء في التقرير أن "الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات التصعيد، بما في ذلك مواجهة مع حزب الله يمكن أن تتطور إلى حرب في الشمال".
وتابع: "مطلوب من الحكومة (الإسرائيلية) تحديد طريقة وتوقيت التعامل مع مشروع تطوير الدقة الصاروخية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على إسرائيل بذل جهد دولي وإقليمي لمنع لبنان من الانزلاق إلى سيناريوهات متطرفة من الفوضى أو الحرب الأهلية أو سيطرة حزب الله على البلاد".
فيما يتعلق بالنظام الإقليمي، أوصى التقرير إسرائيل بإعادة زخم العلاقات مع الأردن والاعتراف بمكانة مصر الخاصة في محور الدول المعتدل، وتقليل الاحتكاك مع تركيا (مع تجنب المواجهة المفتوحة مع الرئيس أردوغان)، جنبا إلى جنب مع دعم العناصر المعارضة للنفوذ التركي في المنطقة، مضيفا "يجب على إسرائيل أن تسعى جاهدة لتوسيع اتفاقيات التطبيع وإضافة المزيد من الدول".