وأعلن لعمامرة، اليوم الخميس، خلال زيارة رسمية، أنه بحث مع الجانب الإثيوبي افتتاح خط جوي مباشر بين أديس أبابا والجزائر العاصمة.
وبحسب معلومات حصلت عليها "سبوتنيك"، من المرتقب أن يزور لعمامرة السودان ومصر خلال الأيام المقبلة.
تضمنت الزيارة إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين، بحث ملف سد النهضة، وبحسب خبراء من البلدين يمكن أن تلعب الجزائر دورا إيجابيا في الملف.
أعربت إثيوبيا، اليوم الخميس، عن استعدادها لاستئناف المفاوضات مع مصر والسودان، حول أزمة سد النهضة، برعاية الاتحاد الأفريقي.
في الإطار قال البرلماني الجزائري بريش عبد القادر، إن زيارة وزير الخارجية الجزائري لدولة إثيوبيا من أجل استطلاع الموقف الرسمي الإثيوبي من أزمة سد النهضة.
وساطة جزائرية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن لعمامرة له علاقات مع الكثير من القوى الدبلوماسية الفاعلة في الساحة الأفريقية، وأنه سيؤدي دور الوساطة بين إثيوبيا والسودان ومصر.
وأوضح أن الدبلوماسية الجزائرية كما هو معروف عنها "موازنة" وأنها تقف على نفس المسافة مع جميع الأطراف.
ويشير البرلماني الجزائري، إلى أن بلاده تسعى لتقليل الخلافات في الفضاء الإقليمي الأفريقي، وذلك عبر الانسجام بين الأعضاء لصالح أهداف ومصالح الاتحاد ومواجهة التحديات الاقتصادية خاصة.
رؤية مصرية
من ناحيته قال سمير راغب رئيس المنظمة العربية للدراسات الاستراتيجية، إن تحركات الجزائر نابعة من ثقلها في المنطقة ودورها الإقليمي.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الجزائر يمكن أن تستثمر الهدوء الحالي بين الدول الثلاث بعد التأكد من عدم الضرر في حصص المياه على الأقل لمدة عام قادم، وأن الفرصة قد تكون مواتية لتقريب وجهات النظر، خاصة مع رفض أثيوبيا الدور الغربي كضامن أو مراقب للمفاوضات.
ويرى راغب أن استئناف المفاوضات بين الدول الثلاث يحتاج إلى من يدفع الأطراف إلى مائدة المفاوضات من جديد لرفع الحرج، خاصة بعد التصريحات الأخيرة التي صدرت عن أطراف الأزمة.
استئناف المفاوضات
تمثلت التصريحات الأخيرة من طرفي الأزمة عن الاستعداد للتفاوض، رغم التباينات في التصريحات، إلا أن النقطة التي يمكن البدء منها هي الاستعداد للتفاوض من جديد.
وأشار راغب إلى أن الجزائر حافظت على موقفها طول الأزمة بالحياد الإيجابي، وأن هذا الموقف يساهم في الوقت الراهن بقبولها كوسيط من قبل إثيوبيا، في حين أن مصر والسودان لن يرفضا أي دور إيجابي من أجل الاتفاق على الأطر التي أعلنت عنها أكثر من مرة.
من ناحيته قال الخبير الاستراتيجي الجزائري، إسماعيل خلف الله، إن أديس أبابا لا تنكر دور الجزائر وإسهاماتها الكبيرة في خدمة السلام والاستقرار في إفريقيا. وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "أديس" تعترف بالوساطة الجزائرية الناجحة بين إثيوبيا وأريتريا، وهو ما يلقي بظله على قضية سد النهضة.
ويرى أن زيارة رمطان لعمامرة تسعى بالإضافة إلى تعزيز الشراكة على المستوى الاقليمي، فإنها تأتي أيضا للبحث في ملف سد النهضة، خاصة وأن لعمامرة يتمتع بخبرة واسعة في الشؤون الأفريقية من خلال المدة الطويلة التي قضاها في دواليب الاتحاد الأفريقي.
وأشار خلف الله إلى أن لعمامرة يريد أن يستثمر هذا الأمر بإعادة دور الجزائر إقليميا ولعبها دور الوسيط الفاعل والفعال بين أطراف أزمة سد النهضة، وتقريب وجهات النظر بينها، خاصة وأن الزيارة بدأت بأديس أبابا وتنتهي بالخرطوم.