جاء ذلك وفق نتائج دراسة شارك فيها 500 من الشباب البالغين، جرت متابعتة حالتهم منذ فترة المراهقة، ونشرت قبل أيام في "New England Journal of Medicine"، بحسب موقع "ويب ميد".
وكان أكثر من ثلثي الشبان المصابين بالسكري من النوع 2 يعانون في فترة المراهقة والبلوغ من ارتفاع ضغط الدم ونصفهم يعانون من خلل شحميات الدم، أو مستويات عالية من الكوليسترول أو الدهون في الدم.
بشكل عام ، كان لدى 60% على الأقل مضاعفة واحدة على الأقل من مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة لمرض السكري (مرض الشبكية، أو اعتلال الأعصاب، أو مرض الكلى السكري)، وكان أكثر من ربعهم يعانون من مضاعفات أو أكثر من هذه المضاعفات.
وقال الباحثون: "توضح هذه البيانات العواقب الصحية الشخصية والعامة الخطيرة لمرض السكري من النوع الثاني عند الشباب في الانتقال إلى مرحلة البلوغ".
يقول فليبس إس. تسايتلر، أحد معدي الدراسة: "حقيقة أن هؤلاء الشباب تتراكم لديهم المضاعفات بمعدل سريع وأنهم يتأثرون على نطاق واسع في وقت مبكر من مرحلة البلوغ تشير بالتأكيد إلى أن العلاج المكثف ضروري، سواء من أجل التحكم في نسبة السكر في الدم أو لعلاج عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم وخلل الدهون في الدم".
لسوء الحظ، كما أوضح تسايتلر وزملاؤه ، يتميز داء السكري من النوع 2 الذي يظهر عند الشباب باستجابة دون المستوى الأمثل للعلاجات الطبية المعتمدة حاليا لمرض السكري.
ويشير إلى أن موافقة إدارة الغذاء والدواء الأخيرة على دواء إكسيناتيد ممتد المفعول للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، تساعد بشكل هامشي فقط.
وأظهرت المتابعة التي استمرت لمدة 15 عاما أن جميع المقاييس تزداد سوءا بمرور الوقت لدى المراهقين المصابين بالسكري من النوع 2.
على سبيل المثال، ارتفع معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم من 19% إلى 67.5% في سن 15 عاما، في حين ارتفع دسليبيدميا (عسر شحيمات الدم) من 20.8% إلى 51.6%.
زاد انتشار أمراض الكلى من 8.0% إلى 54.8% في سن 15 عاما، كما ارتفعت أمراض الأعصاب من 1.0% فقط إلى 32.4%، وقفز مرض الشبكية من 13.7% مع اعتلال الشبكية غير التكاثري الخفيف في 2010-2011 إلى 51.0% في 2017-2018.
يقول تسايتلر: "نحن نعلم بالفعل أن العديد من الأطفال المصابين بالنوع 2 لديهم [تدهور] سريع في [وظيفة] خلايا بيتا والتي من المحتمل أن تكون بيولوجية للغاية. ومن المنطقي أن الفرد الذي يمكن أن يصاب بمرض السكري في سن المراهقة ربما يكون لديه خلايا بيتا أكثر هشاشة بطريقة ما".
ويتابع: " لكننا نعلم أيضا أن العديد من الأشياء الأخرى تساهم، [مثل] الإجهاد، والمحددات الاجتماعية، والحصول على رعاية وأدوية جيدة، والحصول على الأطعمة الصحية والنشاط البدني، وتوافر الإشراف العائلي بالنظر إلى واقع الوضع الاقتصادي للأسر ووظائفها".
ومن المعروف أيضا أن الشباب المصابين بالنوع الثاني من داء السكري لديهم مقاومة للأنسولين أكثر شدة من البالغين المصابين بهذه الحالة، يؤكد تسايتلر.