وقال "الخسائر البشرية لا تقدر بثمن، هذا التفجير غير صورة المجتمع اللبناني، وكان له تأثيراً كبيراً على الصعيد البشري وعلى الصعيد الاجتماعي".
وعلى الصعيد الاقتصادي أكد عجاقة أن: "الإنفجار ضرب القطاع السياحي بشكل كبير جداً، وضرب القطاع الخدماتي، لأن 70% من مرفأ بيروت كان يستخدم للتبادل التجاري وبالتالي اليوم يحل مكانه مرفأ طرابلس ومرفأ صيدا ولكنهم لا يستطيعون تعويض الخسائر بمرفأ بيروت نظراً لأنه كان يحوي على تجهيزات توازي التجهيزات العالمية، إذاً كان مؤهلاً أن يكون واجهة للسفن الكبيرة وخاصة بفرضية إعادة إعمار لسوريا، فالأكيد أن المرافئ الأخرى لا تستطيع أن تلبي مثلما كان من الممكن أن يلبي مرفأ بيروت".
وأضاف: "على صعيد الخسائر، يوجد أيضاً الشركات التي توقفت وصرفت موظفيها، والموظفون الذين خسروا وظائفهم، كلها خسائر تراكمت جراء انفجار المرفأ، ولا ننسى الخسائر في المنطقة المجاورة للمرفأ دمار شامل، لذلك كلها خسائر اقتصادية نتج عنها خسائر لمالية الدولة اللبنانية".
وحول إعادة إعمار مرفأ بيروت قال عجاقة إن: "المرفأ له بعد استراتيجي وبالتالي هو خاضع لتوازنات استراتيجية بين القوى العظمى، عملياً على الأرض صحيح لبنان هو من يقرر إلا أنه يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التوازنات الاستراتيجية بين الدول العظمى واليوم لا يستطيع بكل سهولة إذا لم يكن لديه حكومة أصيلة قادرة أن تأخذ القرار ويدخل قرارها ضمن استراتيجية واضحة لمعرفة دور المرفأ، فبالتأكيد سيكون صعب عليها أن تقبل عرض ليس فقط من روسيا وإنما من ألمانيا والصين وكذلك الفرنسيين مهتمين بالأمر، القصة ليست متوقفة على جنسية معينة".
ورأى أنه: "لا يوجد فيتو ضد روسيا بحد ذاتها ولا ضد فرنسا أو ألمانيا ولكن لن يكون هناك قرار واضح على هذا الصعيد إلا إذا تم وضع رؤية لموقع لبنان الاقتصادي ولانفتاحه على الشرق أو الغرب، ويخضع أيضاً لتوازنات سياسية معينة". لافتاً إلى أن "المرفأ بحد ذاته بهذه الحالة بعد التفجير يشكل ضرراً على الجميع، على المواطنين وعلى القوى السياسية التي كانت بشكل أو بآخر قادرة أن تستفيد من الوضع القائم، لا أعتقد أنه يوجد إعاقة لإعادة الإعمار بقدر أن هناك استحالة بأخذ القرار بغياب حكومة ورؤية إقتصادية، وبمجرد تشكيل الحكومة ستتوضح الأمور".
أما بالنسبة لتكلفة إعادة الإعمار فقد أوضح عجاقة أن التكلفة بالحالة التي كان فيها تقدر بحوالي ال 200 و 500 مليون دولار، لافتاً أن: "على هذا الصعيد الشركة الألمانية التي قدمت عرضاً شبيهاً بسوليدير إعادة إعمار المرفأ والمنطقة المحيطة قدرت ب 10 مليار دولار، فإذاً الأكيد هو أن الرؤية للمرفأ كانت رؤية إستراتيجية أوسع على هذا الصعيد، لذلك الكلفة تتعلق بمعطيات أخرى وعلى رأسها الرؤية الإستراتيجية للبنان وللحكومة اللبنانية وللدول المهتمة بإعادة الإعمار وللشركة التي ستربح العقد".