نشر موقع "آكسيوس" الأمريكي تقريرا نقل فيه تصريحات لمسؤولين عسكرييين أمريكيين وعدد من مستشاري الأمن القومي، عبروا فيها عن صدمتهم من سرعة سيطرة "طالبان" على المدن الأفغانية.
ونقلت الشبكة عن مصدر في إدارة بايدن قوله "يبدو أن طالبان كانت مستعدة وشكلت تنسيقا مثيرا للإعجاب، فبمجرد انسحاب القوات الأمريكية، بدأت تندفع تجاه المدن الأفغانية فيما يمكن أن يحدث فوضى عارمة في البلاد".
ولكن أشار المسؤول الأمريكي إلى أن هذا لن يغير أبدا من وجهة نظرهم بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، مدللا على أن استطلاعات الرأي تظهر أن الغالبية العظمى للأمريكيين تؤيد سحب القوات الأمريكية من أفغانستان.
أزمة كفاءة
وأوضح أيضا مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، رفض الكشف عن هويته، أن خطر طالبان يتعاظم، ليس بسبب الانسحاب الأمريكي، بل بسبب فشل قوات الأمن الأفغانية وضعفها.
وقال المصدر: "هناك عدم ثقة أمريكية كبرى في قوات الأمن الأفغانية، خاصة وأنها أثبتت عدم الكفاءة العسكرية في الكثير من المواقف، وتعاني من عدم التنظيم، وضعف مهارات الاتصالا، التي تجعلهم غير قادرين على تنسيق الدعم الجوي الأمريكي بشكل كاف لحماية الأراضي ضد طالبان".
وأعلن مساعد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فؤاد أمان، اليوم الأربعاء، إقالة رئيس أركان الجيش الجنرال ولي محمد أحمد زاي من منصبه، وتعيين قائد القوات الخاصة هيبة الله عليزاي مكانه، وذلك في ظل التقدم الملحوظ لحركة "طالبان" في جميع أنحاء البلاد.
وقال أمان، في تغريده عبر "تويتر" اليوم "تم تعيين هيبة الله عليزاي رئيسا جديداً لأركان الجيش، كما تم اليوم تعيين سامي سادات قائداً للقوات الخاصة".
نصيحة الجيش
وكشف التقرير أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ينتظر نصيحة خاصة من هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، في كيفية التصرف تجاه أزمة أفغانستان الحالية.
وينتظر بايدن أن يقدم له الجيش الأمريكي، حول سر التقدم السريع لطالبان، وتبعات الانسحاب الأمريكي على هذا التقدم.
وأشار إلى أنه من غير الواضح ما النصيحة، التي سيقدمها رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارك ميلي إلى بايدن، وإذا كان ينبغي على الولايات المتحدة مواصلة الضربات الجوية ضد طالبان بعد 31 أغسطس/آب.
ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" رسميا التعليق على تلك التقارير.
ولكن نقلت ضابط استخبارات أمريكي سابق، قوله حتى لو أراد بايدن لاحقًا تغيير المسار، وتفويض حملة جوية كبيرة بعد الانسحاب، فإن القيام بذلك من خارج حدود أفغانستان سيكون مكلفًا وصعبًا من الناحية اللوجستية.
وقال ضابط الاستخبارات: "لازلت في الحقيقة على اتصال بزملائي، وهم يشعرون باليأس، وقبلوا بفكرة أن بايدن عازم على قرار الانسحاب ولن يتراجع عنه، وأن المقاومة غير مجدية معه".
وكان المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قد قال في تصريحات سابقة عن قوات الأمن الأفغانية إن هذا بلدهم وعليهم أن يدافعوا عنه الآن، وهذا هو صراعهم.
موقف الكونغرس
ولكن يظل دوما موقف الكونغرس من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، موضع تساؤل كبير، خاصة وأنه كان مؤيدا بصورة كبيرة للقرار.
ونقل الموقع عن السيناتور بن كاردان، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، قوله: "ناقشنا الوضع في أفغانستان مع وزير الخارجية توني بلينكين ، ولا توجد فرصة، لتغيير إستراتيجيته بايدن الخاصة بسحب القوات" .
ونقل التقرير أيضا عن رئيس اللجنة، السيناتور بوب مينينديز، قوله إنه رغم احترامه بايدن، لكن لا يوافق بشدة على خطة سحب القوات بتلك السرعة.
وقال مينينديز: "نعلم أن بايدن لا يريد خوض حرب لا نهاية لها، وأنا أفهم ذلك، لكنني اعتقدت دائمًا أن الطوارئ كانت ستوقف المد، وعلى الرئيس أن يفكر فيما إذا كان ما يحدث هو ما تصوره."
ولكن رغم معارضة البعض، لا يزال العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي يؤيدون انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
ونقل التقرير عن السيناتور، كريس مورفي، قوله: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين كأمة على التحول إلى منافسات أخرى أكثر أهمية من أفغانستان، وهذا دليل إيجابي على أن أفغانستان أبعد ما تكون عن الإدخار."
وحتى الآن، باتت طالبان تسيطر على مراكز 9 ولايات، وفق بيانات الحركة، وهي مراكز ولايات سمنغان، وتخار، ونيمروز، وجوزجان، وساري – بول، وقندوز وفراه وبدخشان وبغلان.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت عن مصدر أمريكي مطلع قوله إن "الإدارة الأمريكية لا تستبعد سقوط العاصمة الأفغانية، كابول، في أيدي مقاتلي حركة طالبان في غضون شهر إلى ثلاثة أشهر".
وتشهد الساحة الأفغانية، في الفترة الحالية، مواجهات دامية بين الحكومة وحركة "طالبان"، التي أعلنت سيطرتها على مناطق واسعة في البلاد، تشمل أكثر من 150 منطقة في عموم البلاد، بالإضافة إلى المعابر الحدودية مع طاجيكستان، ومراكز التفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان.
وتصاعدت وتيرة المواجهات بين قوات الأمن الأفغانية ومسلحي حركة طالبان، تزامنا مع بدء انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مطلع أيار/مايو الماضي، والذي من المقرر اكتماله بحلول 11 أيلول/ سبتمبر القادم.
وتستضيف العاصمة القطرية الدوحة، بدءا من أمس، جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، حول تسريع محادثات السلام وإنهاء العنف المستمر في أفغانستان".