يكتشف الإنسان بين الفينة والأخرى أسرارا غريبة في عالم الحيوان، على الرغم من الأبحاث الكثيرة وتطور أدوات العلم والتكنولوجيا، لكن عالم الحيوان مازال غامضا إلى اليوم، كما يؤكد العلماء.
لكن مجلة "livescience" العلمية كشفت في مقال جديد عن أسرع مخلوق في العالم، لتقدم عجائب جديدة من عالم الحيوان، لا يعلمها البعض.
ويظن الكثيرون أن أسرع حيوان على وجه الأرض، هو الفهد، حيث سرق التركيز على القطط السريعة الانتباه من الأنواع الأخرى التي تستطيع السير بشكل أسرع نحو ثلاث مرات أو أكثر من الفهد.
الفهد الصياد أسرع حيوان بري... ولكن هناك من يسبقه بمراحل!
تشير الدراسات إلى أن الفهد من فصيلة (Acinonyx jubatus)، سريع جدا بلا شك، ويصنف من ضمن أسرع الحيوانات التي تسير (تركض) على سطح الأرض، مع سرعة قصوى موثّقة تصل إلى 64 ميلاً في الساعة، أي نحو 103 كيلومترا في ساعة، ويتفوق الفهد بسهولة على الحيوانات السريعة الأخرى مثل خيول السباق ليأخذ لقب أسرع حيوان بري في العالم.
وتشير التقديرات إلى أن السرعة القصوى للفهد قد تبلغ نحو 70 ميلاً في الساعة، أي 113 كيلومترا في ساعة، بحسب البيانات الصادرة عن معهد سميثسونيان الوطني لبيولوجيا الحيوانات والحفاظ عليها.
سرعة خارقة بسبب ديناميكية فريدة
يؤكد أستاذ الميكانيكا الحيوية التطورية في الكلية الملكية البيطرية في لندن، جون هاتشينسون، أن هذه الحيوانات تكتسب قدراتها بسبب ديناميكية فريدة تمتلكها.
ويقول العالم إن الجمع بين طول الساق وحجم العضلات والخطوة الطويلة يمنح الفهد الجسم المثالي للركض بسرعة فائقة الأرض.
وأظهرت نماذج بحثية أجريت عام 2017 استندت نوعا بريا وبحريا، بدءا من الحيتان إلى الذباب، أن السرعة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالحجم أيضا.
تزداد السرعة مع الحجم حتى تصل إلى "المستوى الأمثل" للحجم، وبعد هذا المستوى الأمثل، تكون الحيوانات الأكبر أبطأ لأنها تتطلب المزيد من الطاقة لزيادة سرعتها. ونوه الباحث هاتشينسون إلى أن الفهد لديه الحجم المتوسط الأمثل للسرعة الفائقة.
على الرغم من قدرة الفهود الخارقة إلا أنها ليست سوى أسرع الحيوانات التي تسير على الأرض لمسافات قصيرة جدا. حيث لا تستطيع الفهود مطاردة الفريسة بسرعات عالية لمسافات طويلة.
وتتمحور استراتيجية الصيد الخاصة بهم حول الانطلاق بسرعة فائقة والمناورة بسرعة كبيرة، وفقًا لدراسة أجريت في عام 2013 ونشرت في مجلة "Nature".
ويوضح هاتشينسون: "الفهود، مثل معظم القطط (البرية)، لا تلاحق الحيوانات (لمسافات طويلة جدا)". حيث لا يمكن لأي نوع من أنواع الحيوانات التي تجري على الأرض الوصول إلى سرعة 70 ميلاً في الساعة أو حتى 64 ميلاً في الساعة، ولكن من المقدر أن تصل سرعة الظباء الشق (Antilocapra americana) إلى 60 ميلا في الساعة أي نحو 97 كيلومترا في ساعة، ويمكنها الحفاظ على سرعة 45 ميلاً في الساعة أي 72 كيلومترا في ساعة، لأميال، بحسب الكتاب الصار عن جامعة "هارفارد" في عام 2013 بعنوان "Built for Speed: A Year in the Life of Pronghorn".
سرعات خارقة في مياه المحيط... أسماك تجابه السيارات
نوه المقال إلى وجود سرعات خارقة جدا في اسفل المياه أيضا، تصل سرعاتها إلى سرعة السيارات، حيث سجل سرعة سمكة المارلين الأسود (Istiompax indica)، وهو جنس من الأسماك يتبع فصيلة الأسماك المرلينية من رتبة الفرخيات، نحو 80 ميلا في الساعة، أي نحو 129 كيلومترا في ساعة.
وبحسب بيانات مركز "ReefQuest" لأبحاث أسماك القرش، تصل سرعة سمكة أبو سيف (Xiphias gladius) وسمك أبو شراع (Istiophorus) إلى نحو 60 ميلاً في الساعة، أي حوالي 97 كيلومترا في ساعة، و 68 ميلاً في الساعة، أي نحو 109 كيلومترا في ساعة، على التوالي.
انقضاض بين السماء والماء بسرعة طائرة... قائمة الطيور الخارقة
ونوهت المجلة إلى وجود حيوان يصل إلى سرعة خارقة كطائرة صغيرة (من القياس المتوسط)، حيث تم تسجيل سرعة غوص صقور الشاهين (Falco peregrinus) بأكثر من 200 ميلا في الساعة، أي سرعة تقدر بنحو 322 كيلومترا في ساعة، بحسب موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.
ويغوص صقر الشاهين في المياه عند الانقضاض بسرعة قد تصل إلى 350 ميلاً في الساعة، أي نحو 563 كيلومترا في الساعة الواحدة، وعلى الرغم من أن العلماء لم يوثقوا رسميًا هذه السرعة العالية، إلا أنها رصدت في أكثر من مناسبة.
ويقول الباحث هاتشينسون، موضحا وجود الكثير من الطيور أسرع من الفهد: "عدد قليل من الطيور يمكن أن تسير أسرع من الفهد".
وتشير جمعية (National Audubon Society)، إلى أنه تم قياس السرعة الشائعة لطيور (Apus apus)، حيث تسير بسرعة 69 ميلاً في الساعة أي نحو 111 كيلومترا في ساعة).
وتصل سرعة طائر ذيل الإبرة البيضاء الحنجرة (Hirundapus caudacutus) إلى 105 ميلا في الساعة، أي نحو 169 كيلومترا في الساعة، بحسب الجمعية.
ينوه العالم هاتشينسون، إلى حقيقة وجود الكثير من الحيوانات التي لم تدرس سرعاتها أيضا، حيث من الممكن أن يكشف مستقبلا عن معلومات أكثر إثارة، ونوه هاتشينسون إلى أن سرعات معظم الحيوانات هي مجرد ملاحظات وتقديرات لكنها ليست كافية لعالم "صعب المراس" قد يخفي الكثير من المفاجآت.