علماء آثار يؤكدون أن شبه الجزيرة العربية كانت مساحات خضراء قبل 400 ألف سنة
© AFP 2023 / Karim Sahibجمال في صحراء ليوا، على بعد حوالي 250 كيلومترا غرب إمارة أبو ظبي الخليجية، 9 يناير 2021
© AFP 2023 / Karim Sahib
تابعنا عبر
كشفت دراسة علمية جديدة أن شبه الجزيرة العربية، لم تكن صحراء قاحلة بل كانت عبارة عن مساحات خضراء وواحات من المياه وكانت هناك هجرات بشرية من أفريقيا قبل نحو 400 ألف سنة.
وتوصلت الدراسة إلى أن "شبه الجزيرة العربية المعروفة حاليا بمناخها الصحراوي وارتفاع دراجات الحرارة فيها، كانت قبل 400 ألف عاما بمثابة بوابة خضراء لإنسان العصر الحجري.
ووفقا لما نشرته مجلة "ساينس نيوز" العلمية، فإن "الدراسة تبرهن أن الأمطار الموسمية المتجمعة بشكل دوري حولت شمال شبه الجزيرة العربية إلى واحة مياه، مما أوجد فرصا للبشر أو أقاربهم منذ زمن بعيد للتجول عبر منطقة مفترق الطرق هذه من شمال أفريقيا وحتى جنوب غرب آسيا".
لقطاتٌ من أعمال البعثة السعودية الدولية ضمن جهودها في الاكتشافات الجديدة لـ #هيئة_التراث شمال المملكة. pic.twitter.com/3eSeUUUGCn
— هيئة التراث (@MOCHeritage) September 1, 2021
كما أثبتت الدراسة "قدوم خمس هجرات بشرية من أفريقيا إلى الجزيرة العربية، يعود أقدمها إلى حوالي 400 ألف سنة وأحدثها إلى 55 ألف سنة مضت".
وادّعت الدّراسة أن "هذه الأمطار هي التفسير لوجود سلسلة من خمسة قيعان بحيرات قديمة مختلفةالتواجد الزمني (العمر)، كل واحدة تحتوي على أدوات حجرية مميزة، تم اكتشافها في موقع شمال المملكة العربية السعودية يسمى "خال عميشان 4"، والتي كانت مرتبطة بفترات ما قبل التاريخ، عندما كان المناخ أكثر رطوبة مما هو عليه اليوم.
تم العثور على آلاف الأدوات الحجرية في موقع خال عميشان بالنفود، وهو بحيرة جافة تحوي رواسب تكونت نتيجة الأحوال المناخية الرطبة على مدى فترات عدة، وضمت في داخلها طبقات أثرية تم تأريخها بالطرق العلمية المؤكدة. لقد أظهرت هذه الدراسة العلاقة الطردية بين الطبقات الأثرية والمناخ الرطب. pic.twitter.com/JXoNXjPJMi
— Dr. Abdullah M. Alsharekh (@DrA_Alsharekh) September 1, 2021
بالإضافة إلى ما أسفرت عنه عمليات التنقيب من اكتشاف أحافير لفرس النهر والماشية البرية وحيوانات أخرى، والبشر كذلك.
وبالتالي أشارت الدراسة وإلى أنه يجب أن تكون هذه المخلوقات قد هاجرت إلى المنطقة على طول البحيرات البعلية، الأراضي الخصبة و الأنهار. ونوّهت الدراسة إلى أن
"تاريخ أقدم الأدوات الحجرية في شبه الجزيرة العربية يرجع إلى ما لا يقل عن 300 ألف سنة، وبغض النظر عن اكتشاف أقدم دليل معروف على تواجد البشر في شبه الجزيرة العربية، فإن الاكتشافات الجديدة تُظهر لأول مرة أن المجموعات البشرية البدائية كانت تسافر إلى هناك عندما كانت الظروف المناخية أكثر رطوبة.
وبحسب عالم الآثار، هاو غراوكت فإنه "على الرغم من عدم اليقين بشأن أن أي من البشر وصلوا إلى موقع "خال عميشان 4"، حين كانت المساحات خضراء، فإن الأدوات المكتشفة هناك تبدو عمومًا أشبه بالأدوات الأفريقية القديمة التي تشبه القطع الأثرية المكتشفة سابقًا في جنوب شبه الجزيرة العربية، أو في مواقع شرق البحر الأبيض المتوسط".
وقال دونالد هينري، عالم الأركيولوجيا (عالم آثار) والذي لم يشارك في الدراسة: "إن الهجرات من أفريقيا تبدو الآن على الأرجح أنها اجتازت شمال الجزيرة العربية بدلاً من عبور البحر الأحمر الضيق إلى جنوب شبه الجزيرة العربية، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها ممر رئيسي للبشر القدامى".