https://sarabic.ae/20220326/ماذا-يعني-أن-تفكر-السعودية-في-بيع-النفط-إلى-الصين-باليوان؟-1060477249.html
ماذا يعني أن تفكر السعودية في بيع النفط إلى الصين باليوان؟
ماذا يعني أن تفكر السعودية في بيع النفط إلى الصين باليوان؟
سبوتنيك عربي
تحدثت تقارير إعلامية عن تفكير ونقاش سعودي داخلي في بيع النفط إلى الصين بعملتها "اليوان"، بدلا من الدولار. 26.03.2022, سبوتنيك عربي
2022-03-26T09:40+0000
2022-03-26T09:40+0000
2023-04-28T16:20+0000
أخبار السعودية اليوم
الصين
الولايات المتحدة الأمريكية
https://cdn.img.sarabic.ae/img/101713/17/1017131700_0:186:1300:917_1920x0_80_0_0_78776c3362128f397d24ee353b03b965.jpg
وحسب وول ستريت جورنال الأمريكية، فإن المملكة العربية السعودية تجري محادثات نشطة مع بكين لتسعير بعض مبيعاتها النفطية إلى الصين باليوان، وهي خطوة من شأنها أن تقلل من هيمنة الدولار الأمريكي على سوق البترول العالمية وتمثل تحولًا آخر لأكبر مصدر للبترول في العالم.وذكرت المصادر أن المحادثات مع الصين بشأن عقود النفط المسعرة باليوان توقفت منذ ست سنوات لكنها تسارعت هذا العام حيث أصبح السعوديون غير راضين بشكل متزايد عن الالتزامات الأمنية الأمريكية منذ عقود للدفاع عن المملكة.فماذا يعني هذا التحول من الدولار إلى اليوان على المستوى السعودي؟ ولماذا يتم تسريب مثل هذه الأخبار خلال تلك الفترة؟ وهل يمكن أن يسهم ذلك في تعزيز الانتقال إلى نظام عالمي جديد تنتهي فيه هيمنة الدولار الأمريكي؟.في الوقت الحالي، يتم تحديد عقود النفط الخام السعودي بالدولار، وهذا أمر منطقي، بالنظر إلى أن الريال السعودي مرتبط بالدولار وأن ما يقرب من 25% من أصول البنك المركزي السعودي البالغة 493 مليار دولار هي سندات خزانة أمريكية.وقد يؤدي إعادة تسعير الصادرات السعودية الرئيسية فجأة إلى زعزعة استقرار الاقتصاد وتقويض الصداقة السعودية مع الولايات المتحدة منذ عقود.هذه العلاقات موضع تساؤل، خاصة مع تناقل تقارير إعلامية أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان رفض مناشدات الولايات المتحدة لزيادة إمدادات النفط وسط الأزمة الروسية.في غضون ذلك، تشتري الصين من السعودية ثلاثة أضعاف ما تشتريه الولايات المتحدة من النفط، فجمهورية الصين الشعبية هي الشريك التجاري الأكبر للسعودية، حيث تشتري ما يقرب من 20% من سلع المملكة، مقارنة بـ 5% قبل عقدين من الزمن.أيضا تقوم شركة "هواوي تكنولوجيز" الصينية ومنتج الصلب "باوستيل" ببناء شبكات اتصالات ومصانع في المملكة العربية السعودية ، بينما تخطط أرامكو لبناء مشروع تكرير بقيمة 10 مليارات دولار في الصين.مستشار التحرير في منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحاجي يرى أن قيمة صادرات النفط العالمية خلال العام الحالي، تقارب 2.6 تريليون دولار، وهي قيمة ضخمة تتطلب وجود سيولة كبيرة من العملة التي تستخدم في تجارة هذه السلعة.ويؤكد أن الدولار هي العملة الأقدر على القيام بهذه المهمة لأسباب تتلخص بالحجم الضخم من السيولة المتوفرة من الدولار، واستقرار أسعار الصرف مقارنة بعملات أخرى، والقبول الواسع لهذه العملة حول العالم.لذلك وحسب رويترز فحتى لو قبلت السعودية بيع 25% من مبيعات نفطها باليوان، فإن الـ 75% الباقية ستظل بالدولار، وبالنظر إلى الحاجة إلى حماية الربط، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة تسعير السعودية لجزء من نفطها الخام فقط.لماذا إذن قد تتجه السعودية إلى هذا المنحى؟الإجابة تقتضي التعريج تاريخيا على بداية التعامل بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية.ففي عام 1974، وبعد فترة قصيرة من أزمة النفط العالمية، توصلت الحكومة السعودية لاتفاق مع إدارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، لتسعير كافة صادرات السعودية النفطية بالدولار، فشملت الصفقة في حينها شراء السعودية سندات خزينة أمريكية.هذه العلاقة التي نشأت مترابطة منذ هذا التاريخ، من الصعب أن تنفصم عراها بهكذا طريقة، ولذلك يقول كبير المحررين في قضايا النفط، في شركة إينرجي إنتليجانس، المتخصصة في النشر في قطاع الطاقة، رفيق لاتا: "اقتصاد البترودولار يعد أمرا أساسيا في صناعة القوة الأمريكية، وأن أي تغيير في هذه المعادلة سيعني أمورا أعمق تتعلق بالشق الجيوسياسي وتتعدى الجانب الاقتصادي".أيضا ربما يتعلق الأمر ببعض التغيرات الهيكلية التي تشهدها سوق النفط العالمية منذ فترة، والبيئة الجيوسياسية التي خلقتها العمليات العسكرية الروسية في إقليم دونباس، وأخيرا العلاقة المهمة مع الصين.ويجمع العديد من الخبراء على أن مثل هذه الخطوة، إن حدثت، فإنها تهدف لتكون بمثابة بوليصة تأمين للسعودية والصين معا، لتقليل آثار أي عقوبات مستقبلية قد تعيق استخدام الدولار الأمريكي لإتمام عمليات بيع النفط بينهما.
https://sarabic.ae/20210217/ما-هو-مستقبل-العلاقات-بين-أمريكا-والسعودية-في-ظل-إدارة-بايدن؟-1048139624.html
https://sarabic.ae/20220323/الصين-تعلن-استعدادها-إقامة-تعاون-شامل-ورفيع-المستوى-مع-السعودية-1060340450.html
https://sarabic.ae/20220304/غليان-خلف-الكواليس-ولي-العهد-السعودي-ألغى-رحلته-إلى-الصين-بسبب-مكالمة-بايدن-1059439886.html
الصين
الولايات المتحدة الأمريكية
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/101713/17/1017131700_0:64:1300:1039_1920x0_80_0_0_be0001443f920fb3f72b7c1e2349e21c.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
أخبار السعودية اليوم, الصين, الولايات المتحدة الأمريكية
أخبار السعودية اليوم, الصين, الولايات المتحدة الأمريكية
ماذا يعني أن تفكر السعودية في بيع النفط إلى الصين باليوان؟
09:40 GMT 26.03.2022 (تم التحديث: 16:20 GMT 28.04.2023) تحدثت تقارير إعلامية عن تفكير ونقاش سعودي داخلي في بيع النفط إلى الصين بعملتها "اليوان"، بدلا من الدولار.
وحسب
وول ستريت جورنال الأمريكية، فإن المملكة العربية السعودية تجري محادثات نشطة مع بكين لتسعير بعض مبيعاتها النفطية إلى الصين باليوان، وهي خطوة من شأنها أن تقلل من هيمنة الدولار الأمريكي على سوق البترول العالمية وتمثل تحولًا آخر لأكبر مصدر للبترول في العالم.

17 فبراير 2021, 23:00 GMT
وذكرت المصادر أن المحادثات مع الصين بشأن عقود النفط
المسعرة باليوان توقفت منذ ست سنوات لكنها تسارعت هذا العام حيث أصبح السعوديون غير راضين بشكل متزايد عن الالتزامات الأمنية الأمريكية منذ عقود للدفاع عن المملكة.
فماذا يعني هذا التحول من الدولار إلى اليوان على المستوى السعودي؟ ولماذا يتم تسريب مثل هذه الأخبار خلال تلك الفترة؟ وهل يمكن أن يسهم ذلك في تعزيز الانتقال إلى نظام عالمي جديد تنتهي فيه هيمنة الدولار الأمريكي؟.
بداية فإن الصين تشتري أكثر من 25% من النفط الذي تصدره السعودية، ولذلك فإذا تم تسعيرها باليوان، فإن هذه المبيعات ستعزز مكانة العملة الصينية، وبالتالي ستتقلص مكانة الدولار، خاصة مع تواتر أخبار عن أن السعوديين يفكرون كذلك في إدراج العقود الآجلة باليوان، والمعروفة باسم بترويوان، في نموذج التسعير لشركة البترول السعودية، المعروفة باسم أرامكو.
في الوقت الحالي، يتم تحديد عقود النفط الخام السعودي بالدولار، وهذا أمر منطقي، بالنظر إلى أن الريال السعودي مرتبط بالدولار وأن ما يقرب من 25% من أصول البنك المركزي السعودي البالغة 493 مليار دولار هي سندات خزانة أمريكية.
وقد يؤدي إعادة
تسعير الصادرات السعودية الرئيسية فجأة إلى زعزعة استقرار الاقتصاد وتقويض الصداقة السعودية مع الولايات المتحدة منذ عقود.
هذه العلاقات موضع تساؤل، خاصة مع تناقل تقارير إعلامية أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان رفض مناشدات الولايات المتحدة لزيادة إمدادات النفط وسط الأزمة الروسية.
في غضون ذلك، تشتري الصين من السعودية ثلاثة أضعاف ما تشتريه الولايات المتحدة
من النفط، فجمهورية الصين الشعبية هي الشريك التجاري الأكبر للسعودية، حيث تشتري ما يقرب من 20% من سلع المملكة، مقارنة بـ 5% قبل عقدين من الزمن.
أيضا تقوم شركة "هواوي تكنولوجيز" الصينية ومنتج الصلب "باوستيل" ببناء شبكات اتصالات ومصانع في المملكة العربية السعودية ، بينما تخطط أرامكو لبناء مشروع تكرير بقيمة 10 مليارات دولار في الصين.
وهنا يُطرح سؤال أكبر: هل يمكن فعلا أن تحل عملة أخرى محل الدولار؟ ومالذي يتطلبه ذلك على المستوى الاقتصادي؟
مستشار التحرير في منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحاجي يرى أن قيمة صادرات النفط العالمية خلال العام الحالي، تقارب 2.6 تريليون دولار، وهي قيمة ضخمة تتطلب وجود سيولة كبيرة من العملة التي تستخدم في تجارة هذه السلعة.
ويؤكد أن الدولار هي العملة الأقدر على القيام بهذه المهمة لأسباب تتلخص بالحجم الضخم من السيولة المتوفرة من الدولار، واستقرار أسعار الصرف مقارنة بعملات أخرى، والقبول الواسع لهذه العملة حول العالم.
لذلك وحسب
رويترز فحتى لو قبلت السعودية بيع 25% من مبيعات نفطها باليوان، فإن الـ 75% الباقية ستظل بالدولار، وبالنظر إلى الحاجة إلى حماية الربط، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة تسعير السعودية لجزء من نفطها الخام فقط.
لماذا إذن قد تتجه السعودية إلى هذا المنحى؟
الإجابة تقتضي التعريج تاريخيا على بداية التعامل بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية.
ففي عام 1974، وبعد فترة قصيرة من أزمة النفط العالمية، توصلت الحكومة السعودية لاتفاق مع إدارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، لتسعير كافة صادرات السعودية النفطية بالدولار،
فشملت الصفقة في حينها شراء السعودية سندات خزينة أمريكية.
هذه العلاقة التي نشأت مترابطة منذ هذا التاريخ، من الصعب أن تنفصم عراها بهكذا طريقة، ولذلك يقول كبير المحررين في قضايا النفط، في شركة إينرجي إنتليجانس، المتخصصة في النشر في قطاع الطاقة، رفيق لاتا: "اقتصاد البترودولار يعد أمرا أساسيا في صناعة القوة الأمريكية، وأن أي تغيير في هذه المعادلة سيعني أمورا أعمق تتعلق بالشق الجيوسياسي وتتعدى الجانب الاقتصادي".
ويرى أن تسريب مثل تلك الأخبار الآن له علاقة بطبيعة التوتر الحاصل بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
أيضا ربما يتعلق الأمر ببعض التغيرات الهيكلية التي تشهدها
سوق النفط العالمية منذ فترة، والبيئة الجيوسياسية التي خلقتها العمليات العسكرية الروسية في إقليم دونباس، وأخيرا العلاقة المهمة مع الصين.
ويجمع العديد من الخبراء على أن مثل هذه الخطوة، إن حدثت، فإنها تهدف لتكون بمثابة بوليصة تأمين للسعودية والصين معا، لتقليل آثار أي عقوبات مستقبلية قد تعيق استخدام الدولار الأمريكي لإتمام عمليات بيع النفط بينهما.