https://sarabic.ae/20220407/الحصار-وغلاء-المعيشة-يغيبان-بعض-الطقوس-الرمضانية-في-اللاذقية-صور-1060928914.html
الحصار وغلاء المعيشة يغيبان بعض الطقوس الرمضانية في اللاذقية... فيديو وصور
الحصار وغلاء المعيشة يغيبان بعض الطقوس الرمضانية في اللاذقية... فيديو وصور
سبوتنيك عربي
في حي الصليبة العتيق في مدينة اللاذقية غربي سوريا، نفحات رمضان تعبق في المكان، وتفوح بعبق الألفة والمحبة بين أهالي الحي الذين يتجمعون أمام المحال وفي مداخل... 07.04.2022, سبوتنيك عربي
2022-04-07T09:12+0000
2022-04-07T09:12+0000
2022-04-07T10:39+0000
رمضان
تقارير سبوتنيك
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/04/07/1060927907_0:92:1773:1089_1920x0_80_0_0_e41860d81445b6a4abeb1bd03d126cb0.jpg
كل الطقوس الرمضانية حاضرة في حي الصليبة، من أضواء وفوانيس وأحبال زينة جمعت بين جدران الأزقة وشرفات المنازل التي لا يزال سكانها أوفياء لعاداتهم في تعليق الفوانيس ابتهاجاً بقدوم رمضان.كما في كل عام، المشهد الرمضاني العام مكتمل في الأسواق. الجميع حاضرون في أماكنهم المعتادة، من بائع المعروك، إلى بائع العصائر الرمضانية التقليدية كالتمر الهندي وعرقسوس والخرنوب وعصائر أخرى، إلى جانب باعة الكعك والفول والحمص والتمور والمعجنات.وفيما اكتمل المشهد الرمضاني في الأسواق الرئيسية باللاذقية، إلا أن صورا كثيرة غابت عن المشهد الآخر في الأزقة العتيقة وداخل المنازل، جراء تردي الأوضاع المعيشية التي ترزح تحت حصار أمريكي خانق على البلاد.تقول السيدة أم نادر لوكالة "سبوتنيك": "الوضع المعيشي الصعب، وغلاء الأسعار، أدى إلى غياب بعض الطقوس الرمضانية القديمة المرتبطة بذكرياتنا قبل ارتباطها بعاداتنا وتقاليدنا".دعمت أم نادر وجهة نظرها بـ"سكبة رمضان"، وهي عادة اجتماعية موروثة خلال شهر رمضان، حيث كانت النسوة في الحارات يتبادلن أطباق الطعام، من الوجبة الرئيسية التي قمن بإعدادها لوجبة الإفطار، حتى تصبح المائدة مليئة بأنواع مختلفة من الأطباق.وبغصة، أشارت السيدة اللاذقانية أيضاً إلى تراجع عزيمة الأهل والأقارب على الإفطار، وأضافت: "العزيمة اليوم أصبحت مكلفة جداً في ظل غلاء الأسعار، وليس باستطاعة أصحاب الدخل المحدود الدعوة للعزائم"، مستدركة: "قد نتدبر أمرنا بعزيمة واحدة أو اثنتين للأهل خلال شهر رمضان، بالرغم من أن ذلك سيفرض علينا تقشف بقية أيام رمضان".بدورها، تقول أم هاشم: "رغم صعوبة الظروف المعيشية بسبب الحصار والعقوبات، إلا أن أجواء المحبة والألفة بين الأقارب والجيران لا تزال تبهج القلب، مشيرة إلى جمالية السهرات التي تجمع الأقارب بعد الإفطار حتى آذان الفجر، والتي يقضوها بتبادل الأحاديث ورواية الحكايا وتقاسم النكات والضحكات".من جهتها، قالت سلمى (سورية تعيش في ألمانيا): "جئت من ألمانيا لأقضي شهر رمضان بين أهلي. ليس هناك أجمل من رمضان في سوريا حيث لكل طقس من طقوسه بهجته الخاصة وعبقه الأصيل في الأحياء الشعبية القديمة".رمضان كريمخلال النهار تنشط الحركة في سوق حي الصليبة، أقدم أحياء مدينة اللاذقية، فالجميع منهمك في أعماله وفي سعيه وراء لقمة عيشه وتدبّر حاجات منزله، فيما يزداد إيقاع الازدحام ويبلغ أشده قبل موعد الإفطار بساعة حيث يقبل أهالي الحي وقاصدوه من أحياء أخرى، على شراء التمور والمعروك والعصائر والحمص، والهرولة باتجاه منازلهم ليحجزوا أماكنهم حول مائدة الإفكار قبل أن يحين موعد آذان المغرب.أبو عمر (أحد أهالي الحي)، يقول ل"سبوتنيك" إن أجمل أوقات رمضان هو ازدحام الأسواق قبل الإفطار، لأنها تفيض بالحياة، ويضيف: "الأجواء الرمضانية جميعها حاضرة في رمضان"، مستدركاً على عجل: "صحيح أنها ليست حاضرة كما في الأعوام السابقة بسبب غلاء المعيشة، لكننا حريصون على أن يبقى حي الصليبة مختلف في رمضان، بشوارعه وأزقته التي تزينت احتفالاً بالشهر الكريم".بدوره، قال محمد مبيّض: "الوضع الاقتصادي الصعب حرمنا من تنوع المائدة، إذ باتت تقتصر على طبق رئيسي واحد إلى جانب الشوربة أو استبدالها بالسلطة أو التبولة"، ويضيف: "لم يعد رمضان كالسابق بل فقد الكثير من طقوسه وتنوعه، مستدركاً: لكنه يبقى كريم".فؤاد صوفي (بائع معروك) يقول: "يزداد الطلب كثيراً على المعروك في رمضان باعتباره واحداً من الطقوس المرتبطة برمضان، مشيراً إلى أن غلاء المعيشة يجعل الكثيرين يشترون معروكة واحدة أو اثنتين".حتى باعة التمر الهندي وعرقسوس والخرنوب، أكدوا أن عملية الشراء تختلف عن الأعوام السابقة بسبب ارتفاع الأسعار، ففي السابق كان الزبون يشتري تمر هندي وعرقسوس وعصائر أخرى، أما اليوم فهو يقبل على شراء النوع الأرخص، او الاكتفاء بنوع واحد فقط.خالد الفتاحي بائع تمر هندي وعصائر يعمل في المهنة منذ أربعين عاماً بعد أن ورثها عن أبيه وأجداده، يقول: "تعد هذه المهنة طقساً أساسياً في رمضان، وتلاقي رواجاً كبيراً في رمضان، فلا تكمل مائدة الإفطار بدون تمر الهندي والعرقسوس والخرنوب".وأضاف الفتاحي: "السر في رمضان هو الأصالة، إذ لا تدخل إليه عادات جديدة بفعل السنين وتعاقب الأجيال، وإنما تبقى عاداته القديمة المتوارثة تتجدد في كل عام".
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/04/07/1060927907_98:0:1673:1181_1920x0_80_0_0_6480e7fd6698b722d52314e3b06f271a.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
رمضان, تقارير سبوتنيك
الحصار وغلاء المعيشة يغيبان بعض الطقوس الرمضانية في اللاذقية... فيديو وصور
09:12 GMT 07.04.2022 (تم التحديث: 10:39 GMT 07.04.2022) في حي الصليبة العتيق في مدينة اللاذقية غربي سوريا، نفحات رمضان تعبق في المكان، وتفوح بعبق الألفة والمحبة بين أهالي الحي الذين يتجمعون أمام المحال وفي مداخل الأزقة، يتشاطرون الأحاديث ويتقاسمون الضحكات، حتى يتسلّل النهار، ويحين موعد الإفطار.
كل الطقوس الرمضانية حاضرة في حي الصليبة، من أضواء وفوانيس وأحبال زينة جمعت بين جدران الأزقة وشرفات المنازل التي لا يزال سكانها أوفياء لعاداتهم في تعليق الفوانيس ابتهاجاً بقدوم رمضان.
كما في كل عام، المشهد الرمضاني العام مكتمل في الأسواق. الجميع حاضرون في أماكنهم المعتادة، من بائع المعروك، إلى بائع العصائر الرمضانية التقليدية كالتمر الهندي وعرقسوس والخرنوب وعصائر أخرى، إلى جانب باعة الكعك والفول والحمص والتمور والمعجنات.
وفيما اكتمل المشهد الرمضاني في الأسواق الرئيسية باللاذقية، إلا أن صورا كثيرة غابت عن المشهد الآخر في الأزقة العتيقة وداخل المنازل، جراء تردي الأوضاع المعيشية التي ترزح تحت حصار أمريكي خانق على البلاد.
تقول السيدة أم نادر لوكالة "سبوتنيك": "الوضع المعيشي الصعب، وغلاء الأسعار، أدى إلى غياب بعض الطقوس الرمضانية القديمة المرتبطة بذكرياتنا قبل ارتباطها بعاداتنا وتقاليدنا".
دعمت أم نادر وجهة نظرها بـ"سكبة رمضان"، وهي عادة اجتماعية موروثة خلال شهر رمضان، حيث كانت النسوة في الحارات يتبادلن أطباق الطعام، من الوجبة الرئيسية التي قمن بإعدادها لوجبة الإفطار، حتى تصبح المائدة مليئة بأنواع مختلفة من الأطباق.
وبغصة، أشارت السيدة اللاذقانية أيضاً إلى تراجع عزيمة الأهل والأقارب على الإفطار، وأضافت: "العزيمة اليوم أصبحت مكلفة جداً في ظل غلاء الأسعار، وليس باستطاعة أصحاب الدخل المحدود الدعوة للعزائم"، مستدركة: "قد نتدبر أمرنا بعزيمة واحدة أو اثنتين للأهل خلال شهر رمضان، بالرغم من أن ذلك سيفرض علينا تقشف بقية أيام رمضان".
بدورها، تقول أم هاشم: "رغم صعوبة الظروف المعيشية بسبب الحصار والعقوبات، إلا أن أجواء المحبة والألفة بين الأقارب والجيران لا تزال تبهج القلب، مشيرة إلى جمالية السهرات التي تجمع الأقارب بعد الإفطار حتى آذان الفجر، والتي يقضوها بتبادل الأحاديث ورواية الحكايا وتقاسم النكات والضحكات".
من جهتها، قالت سلمى (سورية تعيش في ألمانيا): "جئت من ألمانيا لأقضي شهر رمضان بين أهلي. ليس هناك أجمل من رمضان في سوريا حيث لكل طقس من طقوسه بهجته الخاصة وعبقه الأصيل في الأحياء الشعبية القديمة".
خلال النهار تنشط الحركة في سوق حي الصليبة، أقدم أحياء مدينة اللاذقية، فالجميع منهمك في أعماله وفي سعيه وراء لقمة عيشه وتدبّر حاجات منزله، فيما يزداد إيقاع الازدحام ويبلغ أشده قبل موعد الإفطار بساعة حيث يقبل أهالي الحي وقاصدوه من أحياء أخرى، على شراء التمور والمعروك والعصائر والحمص، والهرولة باتجاه منازلهم ليحجزوا أماكنهم حول مائدة الإفكار قبل أن يحين موعد آذان المغرب.
أبو عمر (أحد أهالي الحي)، يقول ل"سبوتنيك" إن أجمل أوقات رمضان هو ازدحام الأسواق قبل الإفطار، لأنها تفيض بالحياة، ويضيف: "الأجواء الرمضانية جميعها حاضرة في رمضان"، مستدركاً على عجل: "صحيح أنها ليست حاضرة كما في الأعوام السابقة بسبب غلاء المعيشة، لكننا حريصون على أن يبقى حي الصليبة مختلف في رمضان، بشوارعه وأزقته التي تزينت احتفالاً بالشهر الكريم".
بدوره، قال محمد مبيّض: "الوضع الاقتصادي الصعب حرمنا من تنوع المائدة، إذ باتت تقتصر على طبق رئيسي واحد إلى جانب الشوربة أو استبدالها بالسلطة أو التبولة"، ويضيف: "لم يعد رمضان كالسابق بل فقد الكثير من طقوسه وتنوعه، مستدركاً: لكنه يبقى كريم".
فؤاد صوفي (بائع معروك) يقول: "يزداد الطلب كثيراً على المعروك في رمضان باعتباره واحداً من الطقوس المرتبطة برمضان، مشيراً إلى أن غلاء المعيشة يجعل الكثيرين يشترون معروكة واحدة أو اثنتين".
حتى باعة التمر الهندي وعرقسوس والخرنوب، أكدوا أن عملية الشراء تختلف عن الأعوام السابقة بسبب ارتفاع الأسعار، ففي السابق كان الزبون يشتري تمر هندي وعرقسوس وعصائر أخرى، أما اليوم فهو يقبل على شراء النوع الأرخص، او الاكتفاء بنوع واحد فقط.
خالد الفتاحي بائع تمر هندي وعصائر يعمل في المهنة منذ أربعين عاماً بعد أن ورثها عن أبيه وأجداده، يقول: "تعد هذه المهنة طقساً أساسياً في رمضان، وتلاقي رواجاً كبيراً في رمضان، فلا تكمل مائدة الإفطار بدون تمر الهندي والعرقسوس والخرنوب".
وأضاف الفتاحي: "السر في رمضان هو الأصالة، إذ لا تدخل إليه عادات جديدة بفعل السنين وتعاقب الأجيال، وإنما تبقى عاداته القديمة المتوارثة تتجدد في كل عام".