"قذائف الحرب" تتحول إلى "سنابل قمح" في درعا السورية... فيديو وصور
© Sputnik . Firas Al Ahmadقذائف الحرب تتحول إلى سنابل قمح في درعا
© Sputnik . Firas Al Ahmad
تابعنا عبر
تعكف انتصار، وهي إحدى المتطوعين، على ترتيب حبات القمح في سنبلة عملاقة تستند إلى جدران إحدى المدارس الثانوية في مدينة درعا جنوبي سوريا.
انتصار، ومعها مجموعة من المتطوعين ضمن مبادرة "لحن"، وإشراف من فنانيين تشكيليين سوريين، ينهمكون يوميا في تزيين جدران مدارس مدينة درعا، بلوحات وأعمال مصنوعة من بقاياها ومخلفاتها في سعي حثيث لترميم ما أصاب الصورة البصرية لمدينتهم التي قاست ما قاسته خلال سنوات الحرب الإرهابية التي اجتاحت البلاد.
© Sputnik . Firas Al Ahmadقذائف الحرب تتحول إلى سنابل قمح في درعا
قذائف الحرب تتحول إلى سنابل قمح في درعا
© Sputnik . Firas Al Ahmad
في هذا السياق، أوضح الفنان التشكيلي سعد شوقي في تصريح خاص لمراسل "سبوتنيك" في درعا أن الأعمال المعروضة في مشروع "لحن" التطوعي تجسد تراث وتاريخ محافظة درعا كالأماكن الأثرية والطبيعية والزي الفلكلوري والعادات والتقاليد الشعبية.
من أدوات للقتل إلى رموز الجمال
وأضاف شوقي: "خلال سنوات الحرب كنت ناشطاً في إقامة معارض فنية عدة باستخدام مخلفات الحرب التي قمت بتحويلها من أدوات للقتل والتدمير إلى أشكال فنية تعبر عن الخير والجمال".
المبادرة التي أطلقتها محافظة درعا بدعم مالي من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، بدأت تظهر مشهدا بصريا لافتا بأدوات بسيطة وخيال جامح.
يقول شوقي: "ما نراه في مشروع ’’لحن’’ عبارة عن أشكال فنية مصنوعة من بقايا القذائف المتفجرة على شكل سنابل قمح تعبر عن الخير والأمل والمستقبل، قمنا بتنفيذها على حائط ثانوية الشهيد أحمد الرفاعي بطول /45/ متراً وبعرض مترين ونصف المتر تقريباً، ويتضمن المشروع لوحات منوعة تمثل تراث محافظة درعا وصناعاتها اليدوية كالبسط وأطباق القش والمشغولات اليدوية القديمة".
قلعة بصرى... وسرير بنت الملك
وأشار شوقي إلى أن المشروع يتضمن أيضاً "لوحات تتميز بالتنوع في الرمزية التراثية والتاريخية لاسيما مدرج بصرى الأثري الذي يعتبر من أضخم وأفضل المدارج الرومانية في العالم بسبب اكتماله والقلعة التي بناها حوله القائد صلاح الدين الأيوبي، وكذلك سرير بنت الملك الذي تهدم خلال سنوات الحرب، ونأمل أن نساهم كفنانين ونحاتين في إعادة ترميمه في مدينة بصرى الشام الأثرية".
© Sputnik . Firas Al Ahmadقذائف الحرب تتحول إلى سنابل قمح في درعا
قذائف الحرب تتحول إلى سنابل قمح في درعا
© Sputnik . Firas Al Ahmad
وأردف: "لا يتضمن المشروع فقط اللوحات الفنية الجدارية بل يشمل أيضاً أشكالاً وأعمالاً فنية مصنوعة من مخلفات وبقايا الحرب كالحجارة والسيراميك والرخام والحديد والخشب والنحاس، تم وضعها بطريقة فنية على جدار المدرسة".
من ذكريات الحرب إلى فضاءات الخير
وحول مراحل العمل القادمة في المشروع قال الفنان التشكيلي السوري: "ساهم في هذا المشروع مجموعة من الشباب والشابات المتطوعين من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وبعد الانتهاء من جدار هذه المدرسة سننتقل جميعاً إلى جدار آخر لمدرسة الشهيد أحمد أبو نبوت في حي الكاشف بمدينة درعا والذي يقدر طوله بـ /100/ متر وستكون الأعمال المنفذة عبارة عن أعمال ولوحات تعبر عن الفن الحديث، باستخدام مخلفات الحرب، ومن المقرر الانتهاء من أعمال المشروع نهاية شهر آب الحالي قبيل بدء العام الدراسي الجديد، وذلك بإشراف ومتابعة لجنة مشكلة من قبل السيد محافظ درعا، ونأمل أن يكون المشروع دور في خروج ذهنية المجتمع من ذكريات وآلام الحرب والدمار إلى فضاءات الفن والجمال والخير".
المتطوعون: مشروع واحد يعبّر عن تاريخنا وتراثنا
وقالت المتطوعة انتصار البوريني وهي مدرسة متقاعدة: "يهدف المشروع إلى تحقيق تماسك المجتمع، وقد التقينا كفريق عمل في هذا المكان من مختلف البيئات والفئات العمرية، وشاركنا في إنجاز الأعمال الفنية المصنوعة من مخلفات الحرب والطبيعة، والتي عبرت عن تاريخ وآثارمحافظة درعا وكذلك الأعمال والأشغال اليدوية التراثية".
© Sputnik . Firas Al Ahmadقذائف الحرب تتحول إلى سنابل قمح في درعا
قذائف الحرب تتحول إلى سنابل قمح في درعا
© Sputnik . Firas Al Ahmad
بدورها، قالت المتطوعة سبال جبر (16سنة): "أقوم بصناعة أطباق القش التي تعتمد على مكونات من بيئة وطبيعة المحافظة، ولاحظنا خلال العمل مدى اهتمام الناس وإعجابهم بالأعمال المنفذة في المشروع".
كذلك قالت المتطوعة هبة النجار وهي طالبة في كلية الهندسة المدنية: "يساهم المشروع في تقديم صورة حضارية عن تراثنا ويتميز في مشاركة مجموعة من المتطوعين الشباب والمشرفين".
ويشارك في مشروع "لحن" مجموعة من الشباب والشابات المتطوعين الذين يعملون على فكرة تجميع وإعادة تدوير مخلفات وبقايا الحرب والطبيعة وعرضها على جدران المدارس بهدف تعزيز الروح الإيجابية لدى التلاميذ والطلاب ونشر ثقافة الفن والجمال في أوساط المجتمع.