لابيد يتحدث عن حل الدولتين وغانتس عن عدم إمكانية تسوية دائمة في المستقبل.. تناقض أم توزيع أدوار؟
لابيد يتحدث عن حل الدولتين وغانتس عن عدم إمكانية تسوية دائمة في المستقبل القريب: تناقض أم توزيع أدوار؟
تابعنا عبر
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إنه لا يمكن التوصل إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين في المستقبل القريب.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية تطرق خلالها لأوجه الاتفاق والاختلاف مع حليفه رئيس الوزراء يائير لابيد، الذي أعرب الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن دعمه إقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين.
وقال غانتس: "في كل ما يتعلق بعلاقتنا مع الفلسطينيين، نسعى للتوصل إلى تسوية معهم، لكننا نقول إنه يجب النظر إلى الواقع، يجب أن نسعى لتسوية سياسية، لكن يجب النظر للواقع السياسي - الأمني كما هو".
وأردف غانتس: "بالنظر إلى هذا الواقع وكما أفهمه، لا يمكن خلال المستقبل القريب التوصل إلى تسوية دائمة، لكن يجب أن نسعى إلى تقليص الصراع، والحفاظ على الأمن، ومنع خطر دولة ثنائية القومية، والحفاظ على علاقة مع الفلسطينيين".
وفي رده على سؤال ما إن كانت إقامة دولة فلسطينية هو الطريق الصحيح لإسرائيل، مثلما قال رئيس الوزراء يائير لابيد، قال غانتس: "لا، سأقول ذلك مرة أخرى.. نعم هذا هو حلم الجميع، لكن ما هو المتاح من الناحية العملية؟ أنا لا أنشغل بالأحلام، بل بما يمكن إنجازه".
وردا على سؤال حول إمكانية قيام دولة واحدة للإسرائيليين والفلسطينيين، قال غانتس: "لا سمح الله، نحن في الحقيقة ضد فكرة دولة واحدة، ضد فكرة دولة ثنائية القومية، بل مع كيانيين، لكن لا يمكن أن تكون دولة تعرض إسرائيل للخطر".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أكد في كلمته في الأمم المتحدة، يوم الخميس، أنه "رغم وجود عوائق إلا أن إبرام اتفاق مع الفلسطينيين يقوم على حل (إقامة) دولتين لشعبين هو الخيار الصائب لأمن إسرائيل واقتصادها ولمستقبل أولادنا"، على حد تعبيره.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وصف تصريح يائير لابيد بأن "حل الدولتين" هو الشيء الصحيح لأمن بلاده واقتصادها ومستقبل الأطفال الإسرائيليين، بأنه إعلان جريء.
من جانبه قال مأمون أبو عامر، المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إنه لا يمكن التوصل إلى تسوية دائمة لا في المستقبل القريب ولا المستقبل البعيد، وذلك في ضوء الممارسات الإسرائيلية على الأرض وعلى رأسها المستوطنات التي تمزق الأرض الفلسطينية وتخلق واقعا جديدا يحول دون أي نوع من التسوية.
وأضاف أبو عامر أن كلام غانتس موجه للداخل الإسرائيلي بشكل أساسي، وهو لا يريد أن يعترف بفشل حكومته في التوصل لاتفاق، لافتا إلى أنه لا يتناقض مع كلام الدوائر الإسرائيلية عن مفاوضات مع الفلسطينيين أو عما يسمى حل الدولتين لأن الكلام عن حلول وتسويات موجه للمجتمع الدولي.
فيما ذكر عضو الحراك الوطني الديمقراطي، عمر عساف، أن كلام غانتس يأتي في سياق السياسة الإسرائيلية العامة التي تتنكر في مجملها لكل حقوق الشعب الفلسطيني، ويأتي متسقًا مع موقف الإدارة الأمريكية التي وصفت حل الدولتين على لسان بايدن بأنه يحتاج لمعجزة، لافتا إلى أن كلام لابيد عن حل الدولتين هو نوع من ذر الرماد في العيون.
وأشار إلى أن المستوى السياسي الإسرائيلي منقسم إزاء صيغة التسوية، وقد رأينا كيف أن لابيد لوّح أمام الأمم المتحدة بحل الدولتين ليغازل الأصوات العربية في الانتخابات القادمة، مشيرا إلى أن موقف غانتس على العكس جاء ليغازل أصوات المتشددين ويقول لهم إنني أجهضت حل الدولتين الذي كان يعتزم السير فيه لابيد، مما يعكس نوعا من توزيع الأدوار.
من جانبه، أكد الخبير بوحدة الدراسات الإسرائيلية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، سعيد عكاشة، أن حديث غانتس موجه للداخل الإسرائيلي، أملا في حصد مزيد من أصوات اليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن ذلك تحقق له بالفعل حيث أشارت استطلاعات الرأي إلى أن غانتس من الممكن أن يفوز في الانتخابات المقبلة بأربعة مقاعد إضافية.
يمكنكم متابعة المزيد من خلال برنامج بوضوح
إعداد وتقديم: خالد عبد الجبار