متسلقون يقصون تجاربهم المروعة في "منطقة الموت" على سفح "إيفرست"
© AP Photo / Tashi Sherpaجبل "إيفرست"
© AP Photo / Tashi Sherpa
تابعنا عبر
يعمل الجسم البشري بشكل أفضل عند مستوى سطح البحر، حيث أن مستويات الأكسجين كافية لأدمغتنا ورئتينا، أما على الارتفاعات الشاهقة، فلا تستطيع أجسامنا العمل بشكل سليم.
ولكن إذا أراد المتسلقون الوصول إلى قمة جبل إيفرست، أعلى قمة في العالم على ارتفاع 8848 مترًا فوق مستوى سطح البحر، فعليهم مواجهة ما يُعرف باسم "منطقة الموت" وهي المنطقة التي يزيد ارتفاعها عن 8000 متر، حيث تفتقر للأكسجين بحيث يبدأ الجسم في الاحتضار خلية تلو الأخرى، حسبما ذكره موقع "ساينس أليرت" اليوم الأحد.
في منطقة الموت، تتعطش أدمغة ورئتي المتسلقين للأكسجين، ويزداد خطر تعرضهم للأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
وقالت شونا بيرك التي تسلقت قمة جبل إيفرست في عام 2005: "جسمك ينهار ويحتضر بشكل أساسي حيث يخوض سباقا مع الزمن".
وفي عام 2019 توفي ما لا يقل عن 11 شخصًا في إيفرست، قضى جميعهم تقريبًا في منطقة الموت، حيث حصلت الحادثة أحد أكثر الفصول دموية على جبل إيفرست في الذاكرة الحديثة.
وقال أحد متسلقي الجبال إن تسلق إيفرست يشبه "الجري على جهاز المشي والتنفس من خلال أنبوب".
عند مستوى سطح البحر يحتوي الهواء على حوالي 21 في% من الأكسجين، ولكن على ارتفاعات تزيد عن 3650 مترا تكون مستويات الأكسجين أقل بنسبة 40%.
وأخبر جيريمي وندسور الذي تسلق إيفرست في عام 2007 "ساينس أليرت" أن "عينات الدم المأخوذة من أربعة متسلقين في منطقة الموت كشفت أن المتسلقين كانوا يعيشون على ربع الأكسجين المطلوب عند مستوى سطح البحر".
كانت هذه قابلة للمقارنة مع الأرقام التي تم العثور عليها في المرضى المشارفين على الموت.
يحتاج المتسلقون إلى التأقلم مع نقص الأكسجين
يؤدي نقص الأكسجين إلى مخاطر صحية لا تعد ولا تحصى، عندما تنخفض كمية الأكسجين في دمك عن مستوى معين، يرتفع معدل ضربات قلبك إلى 140 نبضة في الدقيقة، مما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
يجب على المتسلقين منح أجسادهم الوقت للتأقلم مع ظروف تدهور الرئة في جبال الهيمالايا قبل محاولة تسلق قمة إيفرست.
انتفاخ الدماغ
قال خبير المرتفعات والطبيب بيتر هاكيت إن التأقلم مع ارتفاعات منطقة الموت ببساطة غير ممكن.
يعد نقص الأكسجة أحد أكبر عوامل الخطر عند ارتفاع 7920 مترا، وهو نقص الدورة الدموية الكافية للأكسجين إلى أعضاء مثل الدماغ.
وأضاف هاكيت: "إذا لم يحصل الدماغ على كمية كافية من الأكسجين فقد يبدأ في الانتفاخ، مما يتسبب في حالة تسمى الوذمة الدماغية المرتفعة".
يمكن أن يؤدي هذا التورم إلى الغثيان والقيء وصعوبة التفكير المنطقي.
كما يمكن للدماغ المتعطش للأكسجين أن يجعل المتسلقين ينسون مكان وجودهم ويدخلون في هذيان يعتبره بعض الخبراء شكلاً من أشكال الذهان المرتفع.
وعلى حد قول هاكيت "يصبح وعي المتسلقين الذين يعانون من نقص الأكسجين ضعيفًا ، ومن المعروف أنهم يقومون بأشياء غريبة مثل البدء في التخلص من ملابسهم أو التحدث إلى كيانات وهمية".
تشمل الأخطار المحتملة الأخرى الأرق والعمى الثلجي والقيء
قالت المتسلقة شونا بيرك إنها عانت أثناء التسلق من سعال مستمر لا هوادة فيه.
قالت: "في كل شهيق يلهث جسدك من أجل التنفس فتستيقظ".
وأضاف هاكيت: "النوم يصبح مشكلة يحدث هزال في العضلات كما يحدث فقدان الوزن".
الغثيان والقيء من الأمراض المرتبطة بالارتفاعات، ويتسببان أيضًا في انخفاض الشهية ويمكن أن يتسبب الوهج الناتج عن الثلج والجليد اللامتناهي في الإصابة بالعمى الثلجي وهو فقدان مؤقت للرؤية أو انفجار الأوعية الدموية في عينيك.
وأردفت بيرك: "درجات الحرارة في منطقة الموت لا ترتفع أبدًا فوق 17 درجة تحت الصفر، أي جلد مكشوف يتجمد على الفور".
ويمكن أن يتسبب فقدان الدورة الدموية في أصابع اليدين والقدمين بالإصابة بلدغة الصقيع، وفي الحالات الحرجة إذا مات الجلد والأنسجة الكامنة في ما يعرف "بالغرغرينا"، فغالبًا ما يحتاج النسيج الغنغريني إلى البتر.