"لا لنظام الكفالة الاستعبادي"... تظاهرة لعاملات المنازل المهاجرات في لبنان بمناسبة عيد العمال(صور)
© Sputnik . Abed.K Bay
تابعنا عبر
نظمت عشرات عاملات المنازل المهاجرات وقفة أمام المتحف الوطني، في العاصمة اللبنانية بيروت، ضد العنف الذي تواجهه العاملات في لبنان، وذلك بدعوة من منظمة كفى تحت عنوان "كفى عنف واستغلال" وبمناسبة عيد العمال العالمي.
وتجمهرت المشاركات، اللواتي جئنا للمشاركة من مختلف المناطق اللبنانية، وبجنسيات مختلفة منها :إثيوبيا وكينيا ونيجيريا ومدغشقر وسيراليون وكاميرون وسيريلانكا وبنغلادش والفليبين، أمام المتحف رافعين لافتات كتب عليها " من حقي الحصول على أوقات راحة أثناء النهار"، و"ليس لديك الحق بمنعي من تناول الطعام أو إجباري على الأكل من الطعام الخاص بك"، "من حقي توقيع عقد عمل بلغتي الأمّ، "من حقي أن أتقاضى راتبي آخر الشهر".
في العيد العمال تظاهرة لعاملات المنازل المهاجرات في لبنان "لا لنظام الكفالة الاستعبادي"
© Sputnik . Abed.K Bay
واستذكرت المشاركات زميلاتهن الضحايا برفع صورهن، وهتفن ضد الجرائم التي راح ضحيتها العشرات إما انتحارا أو قتلا.
وقالت جولي خوري منسقة البرامج في وحدة مناهضة الاتجار بالنساء في منظمة " كفى"، لـ"سبوتنيك"، إن "هذه الوقفة الاحتجاجية نظمت بمناسبة عيد العمال لهدفين الأول هو المطالبة بالاعتراف بعاملات المنازل كفئة عمالية تحت سقف قانون العمل كونه تم استثنائها من القانون، وثانيا الاحتجاج على كل ممارسات العنف والانتهاكات التي تتعرض لها العاملات المهاجرات في المنازل بشكل أساسي".
وتابعت "ازدياد أعمال العنف ترتفع خلال الأزمات، ولكن العنف كان يمارس دائما على العاملات، ما قبل الأزمة وما بعدها وستستمر الممارسات وتتكرر لأن نظام الكفالة الموجود، والنظام ليس بقانون بل مجموعة قرارات وممارسات بنيت مع الوقت وهو بديل عن قانون العمل، ويسهل النظام الانتهاكات والممارسات العنفية من أصحاب العمل تجاه عاملات المنازل المهاجرات".
وأضافت "بداية الأزمة الاقتصادية في لبنان وأزمة الكورونا، شهدنا موجة عنف تجاه العاملات، وبعض العاملات تم طردهن من قبل أصحاب العمل وتركوا في الشوارع، شهدنا أيضا عنفا جسديا وجنسيا، ومحاولات بيع عاملات على وسائل التواصل الاجتماعي".
وختمت "أحيانا لا نستطيع أن نقول إن حالات العنف ترتفع لأنه يوجد صعوبة في التبليغ عن العنف، وبسبب الأزمة الاقتصادية ارتفعت نسبة الانتهاكات المتعلقة بدفع الأجور للعاملات، هذا الانتهاك كان موجود من قبل الأزمة وارتفع خلالها، يوجد سنوات طويلة من العمل غير مدفوعة الأجر وهذا يعتبر عبودية، لأنه عمل بالمجان لشهور وسنوات".
وتلت المشاركات بيان الوقفة الاحتجاجية، قالوا فيه إننا "ندرك جيدا أن لبنان قد شهد أزمات عصيبة خلال الثلاث سنوات الماضية، وأن هذه الأزمات طالت الجميع، لكن لا بد أن نشير إلى أننا كعاملات منازل خاضعات لنظام الكفالة الاستعبادي كنا نعاني جميع أشكال الانتهاكات قبل أي أزمة وأن الأزمات التي تضرر منها الجميع طالتنا نحن أيضا لا بل طالتنا بقساوة أكثر".
في العيد العمال تظاهرة لعاملات المنازل المهاجرات في لبنان "لا لنظام الكفالة الاستعبادي"
© Sputnik . Abed.K Bay
وتابع "نعلم أيضا أنه في خضم الانهيار الذي يواجهه لبنان قد لا يروق لكثر، سماع ما نريد أن نقول. لكن التوقيت ليس المشكلة، لأنه لم يكن هناك وقت للنظر إلى مشاكلنا أو العمل على حلها في أي وقت سبق. في الواقع رسالتنا اليوم بسيطة وهي، رغم كل ما يحدث في لبنان وما يعانيه اللبنانيون، ليس هناك مبرر للعنف".
وأشار البيان إلى عدة ممارسات لا مبرر لها وهي "تشريد العاملات ورميهن في الشارع وأمام أبواب سفاراتهن، ضرب وشتم وإهانة عاملات المنازل، تشغيل العاملات على مدار الساعة، استعباد العاملات واجبارهن على العمل دون أجر لسنوات، "بيع" العاملات وجني الأرباح من استغلاهن، التحرش والاغتصاب، قتل العاملات ودفعهن للانتحار".
وتابع "كل هذه الممارسات العنيفة ليست وليدة الأزمات وليست حديثة، كلها ممارسات كانت ولا زالت ترتكب بحقنا ولا مبرر لها. السبب الوحيد لتعرضنا لكل هذا العنف والاستغلال هو المعنفين والمستغلين، ومن الطبيعي أن يكون المعنف والمستغل مرتاحًا لارتكاب أفعاله لأنه يعلم مسيقا بأن يمتلك حصانة يمنحها له نظام الكفالة وتبريرات تمنحه إياها الأعراف والعقليات السائدة".
في العيد العمال تظاهرة لعاملات المنازل المهاجرات في لبنان "لا لنظام الكفالة الاستعبادي"
© Sputnik . Abed.K Bay
واستفسرت المشاركات "أليس من الغريب أن نكون أول المشتبه بهن عند وقوع جريمة، وأن يتم احقاق العدالة في ساعتها عندما نكون نحن المذنبات؟ في حين لم نرى، ولو لمرة واحدة أصحاب عمل أو أصحاب مكاتب ينفّذ بحقهم عقوبة سجن على جرائمهم ضدنا، ومن الأغرب أن تكون جميع أخواتنا قد متن انتحارًا أو بحادث دون أن تصل أي تحقيقات إلى نتائج مختلفة عبر كل هذه السنوات، يقولون عننا مجنونات، لكن كيف لا يصاب بالجنون من يبقى محجوزا وممنوعًا من الكلام مع أسرته أو أي فرد لسنوات؟ وكيف لا يجن من يجبر بالعنف على تأدية عمل فوق طاقته وبالمجان؟".
وأضاف البيان "ينعت أصحاب عملنا المصارف بالسارقين لحجزهم ودائعهم، لكنهم لا يعترفون بسرقتهم عندما يسطون على أجورنا لشهور وسنوات، يقول أصحاب المكاتب أن الدولة فاسدة لكنهم لا يرون فسادهم عندما يحرضون أصحاب العمل على انتهاك حقوقنا ويتاجرون بنا كأننا سلع".
في العيد العمال تظاهرة لعاملات المنازل المهاجرات في لبنان "لا لنظام الكفالة الاستعبادي"
© Sputnik . Abed.K Bay
وختم "في النهاية نكرر، لا مبرر للعنف سوى المعنف. وعلى عكس الأكاذيب التي تقال عن لساننا، الصراع ليس بين لبنانيين وعمال مهاجرين، بل بين معنفين وضحايا وبين سالبي الحقوق وأصحاب الحق وبين النظام وكراماتنا. يبقى نضالنا مستمرًا ضد العنف والاستغلال ضد العنصرية والذكورية وضد التعتيم والترحيل حتى تتحقق العدالة لضحايا نظام الكفالة وحتى يأتي اليوم التي تضم فيه عاملات المنازل إلى قانون العمل، ويكون العمل المنزلي فعلا عملا تحترم فيه حقوق العاملين أكانوا مهاجرين أم مقيمين".
