هل يطوي المغرب صفحة الخلافات مع الجزائر
11:52 GMT 31.07.2023 (تم التحديث: 12:12 GMT 31.07.2023)
هل يطوي المغرب صفحة الخلافات مع الجزائر
تابعنا عبر
في خطاب للشعب، وجّه ملك المغرب، محمد السادس، مطلع الأسبوع الجاري، كلمة إلى الجزائر اعتبر فيها أن العلاقات المغربية الجزائرية "مستقرة"، وأعرب عن أمله في "عودة الأمور إلى طبيعتها" بين البلدين، وأن يتم فتح الحدود بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأكد العاهل المغربي حرصه على "إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار"، مشيرًا إلى أن "المغرب لن يكون أبدا مصدرا لأي شر أو سوء للجزائر".
وأوضح الملك محمد أن المغرب يولي أهمية بالغة "لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين الشعبين المغربي والجزائري".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة ابن طفيل، د. راشد لزرق:
دعوة الملك محمد تأتي تأكيدا لما سبق أن طالب به العاهل المغربي في خطابات سابقة بضرورة فتح الحدود بين البلدين، ودعوته للرئيس تبون لمناقشة جميع الخلافات استجابة لتطلعات الشعبين، ولنداء المستقبل، وللقيم التاريخية والروح الوطنية، وكذلك لما تقتضيه الظروف الراهنة من ضرورة التكتل والوحدة لمواجهة التحديات المعقدة، التي تواجهها المنطقة حاليا، ولتطلعات الشعبين في التنمية ورؤية المستقبل والغد الأفضل لكلا الشعبين.
وأكد لزرق أن "اتهامات الجزائر للمغرب متعددة ولا دليل عليها، والكرة الآن في ملعب النخبة العسكرية في الجزائر، وستتحمل عنها المسؤولية أمام التاريخ وأمام الشعبين".
واعتبر المحلل السياسي، حكيم بوغرارة، أن "دعوة ملك المغرب مجرد تصريحات لا يتعدى تأثيرها وسائل الإعلام، في ظل الممارسات الميدانية التي تؤثر على الأمن القومي الجزائري، ولهذا قال الرئيس تبون إن العلاقات في مرحلة اللاعودة".
وأكد بوغرارة أن "على المغرب أن يصحح كل ما ارتكبه أولًا، لأن ما يسود في الجزائر الآن هو التجاهل التام لهذه الخطابات، التي أصبحت عادة لتوجيه رسائل للداخل المغربي".
وأكّد نائب رئيس المركز العربي للدراسات، د. مختار غباشي، أن
دعوة الملك محمد لعودة العلاقات مع الجزائر مهمة لأن الخلافات بين البلدين، والتي تتركز حول قضية الصحراء، يمكن احتواؤها، ويمكن أن تفتح هذه الدعوة الأبواب لحديث متبادل بين الجانبين من أجل ترطيب الأجواء، والتجهيز لعودة العلاقات، على الرغم من أننا لم نر بعد أي رد فعل حقيقي وصريح من الجزائر حيال هذه الدعوة.
وأوضح غباشي أن "عودة العلاقات بين المغرب والجزائر يمكن أن تمثل إرهاصات لعودة الاتحاد المغاربي، وفي وجود تونس وليبيا في هذا الكيان يمكن أن يخلق إطارا مهما يمثل شكلا من أشكال التوافق داخل المنظومة العربية، على غرار إطار مجلس التعاون الخليجي أو تكتل الشام الجديد، لذا يمكن أن يكون الاتحاد المغاربي إطارًا آخر في سياق الجامعة العربية بما يعزز من منظومة الأمن القومي العربي وقدراته".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي