https://sarabic.ae/20230810/لماذا-من-الصعب-تطبيع-العلاقات-بين-إسرائيل-والسعودية-وما-علاقة-المفاعل-النووي؟-1079961653.html
لماذا من الصعب تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وما علاقة المفاعل النووي؟
لماذا من الصعب تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وما علاقة المفاعل النووي؟
سبوتنيك عربي
عاد الحديث بقوة، خاصة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية، عن تطبيع العلاقات ما بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ومحاولة الضغط على الرياض للقبول بذلك... 10.08.2023, سبوتنيك عربي
2023-08-10T15:46+0000
2023-08-10T15:46+0000
2023-08-10T15:46+0000
تقارير سبوتنيك
حصري
إسرائيل
أخبار إسرائيل اليوم
السعودية
أخبار السعودية اليوم
ولي العهد محمد بن سلمان
الأخبار
العالم العربي
أخبار فلسطين اليوم
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e7/01/1c/1072824080_0:470:2803:2047_1920x0_80_0_0_4c6daf4200ce2b142f03c881370a128a.jpg
وقال تقرير لقناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، إن المعضلة الرئيسية في التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية هي المطلب السعودي ببناء محطة نووية، مشيرة إلى أن "كبار المسؤولين في إسرائيل منقسمون حول هذه القضية"، وأن تل أبيب تتخوف من أن "تؤدي هذه الخطوة إلى سباق تسلح نووي إقليمي في الدول العربية".ولم تخرج أي تصريحات رسمية من جانب المملكة يتعلق بهذه التصريحات، بيد أن الرياض أعلنت أكثر من مرة عن وضع شروط تتعلق بتنفيذ مبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطينية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.واستبعد مراقبان سعوديان إمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب في الوقت الراهن، على الرغم من الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، مؤكدين على وجود الكثير من العراقيل لتحقيق شروط المملكة التي وضعتها للموافقة على صفقة من هذا القبيل.شروط سعوديةاستبعد فواز كاسب العنزي، الباحث السعودي في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، تكون المعضلة الأساسية في التوصل لاتفاق تطبيع علاقات ما بين إسرائيل والسعودية ترتبط ببناء محطة نووية بالمملكة، مؤكدًا أنها حق مشروع لبلاده، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وإمكانية استخدام جميع الدول الطاقة النووية في الأغراض السلمية.وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، المملكة ماضية في تحقيق مجموعة من المفاعلات النووية السلمية في أرضها بشركاء متعددين، سواء من كوريا أو روسيا أو فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، معتبرًا أن بناء واستخدام هذه الطاقة ليست مقصورة حصرا على واشنطن، فيما ترفض السعودية بشكل قاطع أي استخدام هذه التكنولوجيا لأغراض عسكرية سواء بالداخل أو بالخارج.وفيما يتعلق بتأخر هذه الخطوة، قال إن المملكة تبحث عن تقنية التخصيب على أرضها، وهو ما أدى إلى تأخير بناء المفاعلات النووية حتى الآن، حيث تعد هذه التقنية هي التقدم الأكبر في المسألة النووية، ما يضمن الأمن والأمان في المنطقة.وعن التطبيع مع إسرائيل، شدد على أن السعودية لا تنظر إلى مصلحتها منفردة، وليست بمنأى عن الدول العربية والإسلامية والدولية؛ والقضية الفلسطينية المحك الحقيقي أمامها، وقد تقدمت المملكة في عام 2002 بمبادرة في بيروت وتبنتها جامعة الدول العربية، تطالب بأن يكون هناك التزامات من قبل إسرائيل، في مقدمتها عودة اللاجئين الفلسطينيين، وأن تصبح القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ووقف عمليات التوسع الاستيطاني على حساب أراضي الضفة الغربية، وهذه الشروط في ملعب إسرائيل.ويرى العنزي أن مسألة تطبيع العلاقات هذه تحتاج إلى وقت أطول، في ظل التداعيات والمتغيرات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، معتبرًا أن الإدارة الأمريكية تبحث في هذا الملف عن تحقيق أهداف خارجية سياسية، لغرض إنجاح الانتخابات، وأن يكون هناك للديمقراطيين فرصة أخرى لمدة 4 سنوات، حيث تعد واحدة من ضمن الأهداف الخارجية المستدامة للولايات المتحدة الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الأمن القومي الإسرائيلي.تنازلات سعوديةوبشأن الحديث عن تنازلات سعودية في هذا الصدد، استبعد أن يكون هناك أي نوع من التنازلات تقدمها المملكة، حيث تعد إسرائيل المستفيد من التطبيع مع المملكة، وهي التي تهرول خلفه، حيث تعد السعودية قائدة العالم الإسلامي والعربي، ومركزه الاستراتيجي، وفي حال وافقت على التطبيع سوف تدفع شوطًا كبيرًا جدا في استقرار إسرائيل واندماجه مع المجتمع العربي.وأوضح أن التطبيع بين إسرائيل والكثير من الدول العربية والخليجية لم يحقق الجوانب العاطفية والاجتماعية لإسرائيل، وفي حال التطبيع مع المملكة يمكنها ردم هذه الفجوة، بيد أن هذه الخطوة تحتاج إلى وقت أكبر؛ شريطة أن تنفذ إسرائيل الشروط السعودية التي تبنتها جامعة الدول العربية.صعوبة التطبيعبدوره، قال سعد عبد الله الحامد، المحلل السياسي السعودي، إن المملكة كدولة عربية إسلامية لديها المقومات والمكانة العالمية التي تخولها للعب دور مهم في حل القضايا والأزمات العربية، وانطلاقا من ذلك فإن محل اهتمامها الآن كدولة راعية للسلام، تنصب حول القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني، وطالما أشار المسؤولون السعوديون إلى أهمية إيجاد حل عادل لها، انطلاقا من مبادرة السلام العربية والتي تنص على حل الدولتين وعودة اللاجئين على حدود عام 1967م.وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك تقارير دولية تشير إلى رغب واشنطن في عقد اتفاق تطبيع علاقات ما بين السعودية وإسرائيل، رغبة من الرئيس جو بايدن في زيادة شعبيته قبيل الانتخابات، وإظهاره على أنه داعم للسلام، فيما تهدف واشنطن بشكل عام إلى تقليل العلاقات السعودية الصينية.وأكد أن الشراكات الاستراتيجية بين الدولتين (يقصد الرياض وبكين) تمثل هاجسا لواشنطن، ويحاول المسؤولون هناك من خلال التقارب وإعادة العلاقات ووضع مبادرة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل التقليل منها، وتحجيم من فكرة إقامة قواعد عسكرية صينية في المملكة، باعتباره مهددًا للمصالح الأمريكية في المنطقة.ويرى أن في حال وافقت السعودية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لن يكون مشابهًا لما قامت به الإمارات والبحرين، حيث سيضع في الحسبان الشعب الفلسطيني كعنصر أساسي ومهم، إضافة إلى رغبة الرياض دخول النادي النووي وأن يكون لها مفاعلات نووية، وإبرام اتفاقيات عسكرية بين أمريكا والمملكة لصالح الحصول على أنظمة الدفاع الجوي لحماية الرياض من تهديدات إيران.وقال إن إسرائيل لديها مخاوف من موضوع وجود مفاعل نووي داخل المملكة، وهو ما يؤثر على إمكانية إقامة مثل هذا التطبيع، والرياض ترغب في أن يكون هناك اتفاق مع أمريكا دفاعي يؤمن للمملكة الحماية الدفاعية للمملكة، فيما يرغب الإسرائيليون في التقارب وأن يكون هنالك سلام نظرا للدور الذي تلعبه السعودية في المنطقة.وأوضح أن هذه الشروط لها عوائق قد لا يجعل تنفيذها بالشكل المطلوب سهلا، لا سيما عدم إجازة الكونغرس الأمريكي لأي اتفاقية عسكرية بين الرياض وواشنطن بسبب الضغوط في الداخل، وكذلك معارضة الحكومة الإسرائيلية على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم والسماح بإقامة دولتهم المستقلة.مجرد تصريحاتووفقا لهذه المعطيات والمعوقات، بحسب الحامد، إمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب ضعيفة في الوقت الراهن، حيث لم يتم وضع أي مبادئ لهذا الاتفاق، ولم يتم مناقشته مع المسؤولين، ما يحدث مجرد تصريحات لم توضع في الاعتبار، ولم يحدد لها أي سقف زمني، ما يؤدي إلى استبعاد الفكرة على الأقل في الوقت الراهن.وأفادت تقارير صحفية نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن إسرائيل ستقدم تنازلات للفلسطينيين من أجل تسهيل الاتفاق، مشيرين إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق تطبيع بين تل أبيب والرياض في غضون 9 إلى 12 شهرا، على الرغم من أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ليس في عجلة من أمره للتوصل إلى اتفاق.وأشارت إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان التقى مع ولي العهد السعودي الأمير بن سلمان في جدة قبل أسبوعين من أجل تسريع المحادثات بين الإسرائيليين والسعوديين.إقامة دولة فلسطينيةولفتت إلى أن ابن سلمان أظهر التزاما إيجابيا بالتطبيع مع إسرائيل لكنه أبلغ مستشاريه بأنه غير مستعد لعلاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل - على غرار الاتفاق مع الإمارات، بسبب معارضة تل أبيب إقامة دولة فلسطينية.لكن البيت الأبيض، نفى بعد ذلك بساعات، أن يكون هناك إطار عمل تم التوصل إليه لاتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: "بصراحة تامة، فقط لأكون صريحا هنا، لا يزال هناك الكثير من المحادثات التي ستُجرى (..) ليس هناك اتفاق على مجموعة من المفاوضات ولا يوجد إطار متفق عليه بخصوص التطبيع أو أي من الاعتبارات الأمنية الأخرى التي لدينا وأصدقائنا في المنطقة، ولكن هناك التزام من قبل الإدارة الأمريكية لمواصلة الحديث ومواصلة محاولة دفع الأمور إلى الأمام".وتحدث مسؤولون إسرائيليون، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أكثر من مناسبة، عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية برعاية أمريكية، لكن الرياض أكدت مرارا أن تطبيع العلاقات مع تل أبيب مرهون بتطبيق مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز عام 2002.وتنص مبادرة السلام العربية على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
https://sarabic.ae/20230809/قناة-إسرائيلية-لهذا-السبب-ترفض-تل-أبيب-البرنامج-النووي-السعودي-1079923803.html
https://sarabic.ae/20230809/البيت-الأبيض-لا-يوجد-إطار-عمل-لاتفاق-تطبيع-بين-إسرائيل-والسعودية-1079920879.html
https://sarabic.ae/20230809/لماذا-يخشى-جهاز-الأمن-الإسرائيلي-اتفاق-التطبيع--مع-السعودية-1079901091.html
https://sarabic.ae/20230809/وزير-خارجية-إسرائيل-التطبيع-المحتمل-مع-الرياض-يقود-لـ-تناغم-إقليمي-حقيقي-1079899788.html
https://sarabic.ae/20230712/عزف-النشيد-الوطني-الإسرائيلي-في-السعودية-للمرة-الأولى-فيديو-1078972979.html
https://sarabic.ae/20230801/صحيفة-إسرائيل-تدعو-السعودية-للتطبيع-قبل-الانتخابات-الأمريكية-1079671973.html
إسرائيل
السعودية
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2023
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e7/01/1c/1072824080_0:0:2729:2047_1920x0_80_0_0_9be966a707de9085262015937e639eb2.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
تقارير سبوتنيك, حصري, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم, السعودية, أخبار السعودية اليوم, ولي العهد محمد بن سلمان, الأخبار, العالم العربي, أخبار فلسطين اليوم
تقارير سبوتنيك, حصري, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم, السعودية, أخبار السعودية اليوم, ولي العهد محمد بن سلمان, الأخبار, العالم العربي, أخبار فلسطين اليوم
لماذا من الصعب تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وما علاقة المفاعل النووي؟
حصري
عاد الحديث بقوة، خاصة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية، عن تطبيع العلاقات ما بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ومحاولة الضغط على الرياض للقبول بذلك قبل موعد الانتخابات الأمريكية.
وقال تقرير لقناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، إن المعضلة الرئيسية في التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية هي المطلب السعودي ببناء محطة نووية، مشيرة إلى أن "كبار المسؤولين في إسرائيل منقسمون حول هذه القضية"، وأن تل أبيب تتخوف من أن "تؤدي هذه الخطوة إلى سباق تسلح نووي إقليمي في الدول العربية".
ولم تخرج أي تصريحات رسمية من جانب المملكة يتعلق بهذه التصريحات، بيد أن الرياض أعلنت أكثر من مرة عن وضع شروط تتعلق بتنفيذ مبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطينية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
واستبعد مراقبان سعوديان إمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب في الوقت الراهن، على الرغم من الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، مؤكدين على وجود الكثير من العراقيل لتحقيق شروط المملكة التي وضعتها للموافقة على صفقة من هذا القبيل.
استبعد فواز كاسب العنزي، الباحث السعودي في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، تكون المعضلة الأساسية في التوصل لاتفاق تطبيع علاقات ما بين إسرائيل والسعودية ترتبط ببناء محطة نووية بالمملكة، مؤكدًا أنها حق مشروع لبلاده، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وإمكانية استخدام جميع الدول الطاقة النووية في الأغراض السلمية.
وبحسب حديثه لـ "
سبوتنيك"، المملكة ماضية في تحقيق مجموعة من المفاعلات النووية السلمية في أرضها بشركاء متعددين، سواء من كوريا أو روسيا أو فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، معتبرًا أن بناء واستخدام هذه الطاقة ليست مقصورة حصرا على واشنطن، فيما ترفض السعودية بشكل قاطع أي استخدام هذه التكنولوجيا لأغراض عسكرية سواء بالداخل أو بالخارج.
وفيما يتعلق بتأخر هذه الخطوة، قال إن المملكة تبحث عن تقنية التخصيب على أرضها، وهو ما أدى إلى تأخير
بناء المفاعلات النووية حتى الآن، حيث تعد هذه التقنية هي التقدم الأكبر في المسألة النووية، ما يضمن الأمن والأمان في المنطقة.
وعن التطبيع مع إسرائيل، شدد على أن السعودية لا تنظر إلى مصلحتها منفردة، وليست بمنأى عن الدول العربية والإسلامية والدولية؛ والقضية الفلسطينية المحك الحقيقي أمامها، وقد تقدمت المملكة في عام 2002 بمبادرة في بيروت وتبنتها
جامعة الدول العربية، تطالب بأن يكون هناك التزامات من قبل إسرائيل، في مقدمتها عودة اللاجئين الفلسطينيين، وأن تصبح القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ووقف عمليات التوسع الاستيطاني على حساب أراضي الضفة الغربية، وهذه الشروط في ملعب إسرائيل.
ويرى العنزي أن مسألة تطبيع العلاقات هذه تحتاج إلى وقت أطول، في ظل التداعيات والمتغيرات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، معتبرًا أن الإدارة الأمريكية تبحث في هذا الملف عن تحقيق أهداف خارجية سياسية، لغرض إنجاح الانتخابات، وأن يكون هناك للديمقراطيين فرصة أخرى لمدة 4 سنوات، حيث تعد واحدة من ضمن الأهداف الخارجية المستدامة للولايات المتحدة الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الأمن القومي الإسرائيلي.
وبشأن الحديث عن تنازلات سعودية في هذا الصدد، استبعد أن يكون هناك أي نوع من التنازلات تقدمها المملكة، حيث تعد إسرائيل المستفيد من التطبيع مع المملكة، وهي التي تهرول خلفه، حيث تعد السعودية قائدة العالم الإسلامي والعربي، ومركزه الاستراتيجي، وفي حال وافقت على التطبيع سوف تدفع شوطًا كبيرًا جدا في استقرار إسرائيل واندماجه مع المجتمع العربي.
وأوضح أن التطبيع بين إسرائيل والكثير من
الدول العربية والخليجية لم يحقق الجوانب العاطفية والاجتماعية لإسرائيل، وفي حال التطبيع مع المملكة يمكنها ردم هذه الفجوة، بيد أن هذه الخطوة تحتاج إلى وقت أكبر؛ شريطة أن تنفذ إسرائيل الشروط السعودية التي تبنتها جامعة الدول العربية.
بدوره، قال سعد عبد الله الحامد، المحلل السياسي السعودي، إن المملكة كدولة عربية إسلامية لديها المقومات والمكانة العالمية التي تخولها للعب دور مهم في حل القضايا والأزمات العربية، وانطلاقا من ذلك فإن محل اهتمامها الآن كدولة راعية للسلام، تنصب حول القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني، وطالما أشار المسؤولون السعوديون إلى أهمية إيجاد حل عادل لها، انطلاقا من مبادرة السلام العربية والتي تنص على حل الدولتين وعودة اللاجئين على حدود عام 1967م.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك تقارير دولية تشير إلى رغب واشنطن في عقد اتفاق تطبيع علاقات ما بين السعودية وإسرائيل، رغبة من
الرئيس جو بايدن في زيادة شعبيته قبيل الانتخابات، وإظهاره على أنه داعم للسلام، فيما تهدف واشنطن بشكل عام إلى تقليل العلاقات السعودية الصينية.
وأكد أن الشراكات الاستراتيجية بين الدولتين (يقصد الرياض وبكين) تمثل هاجسا لواشنطن، ويحاول المسؤولون هناك من خلال التقارب وإعادة العلاقات ووضع مبادرة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل التقليل منها، وتحجيم من فكرة إقامة قواعد عسكرية صينية في المملكة، باعتباره مهددًا للمصالح الأمريكية في المنطقة.
ويرى أن في حال وافقت السعودية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لن يكون مشابهًا لما قامت به الإمارات والبحرين، حيث سيضع في الحسبان الشعب الفلسطيني كعنصر أساسي ومهم، إضافة إلى رغبة الرياض دخول النادي النووي وأن يكون لها مفاعلات نووية، وإبرام اتفاقيات عسكرية بين أمريكا والمملكة لصالح الحصول على أنظمة الدفاع الجوي لحماية الرياض من تهديدات إيران.
وقال إن إسرائيل لديها مخاوف من موضوع وجود
مفاعل نووي داخل المملكة، وهو ما يؤثر على إمكانية إقامة مثل هذا التطبيع، والرياض ترغب في أن يكون هناك اتفاق مع أمريكا دفاعي يؤمن للمملكة الحماية الدفاعية للمملكة، فيما يرغب الإسرائيليون في التقارب وأن يكون هنالك سلام نظرا للدور الذي تلعبه السعودية في المنطقة.
وأوضح أن هذه الشروط لها عوائق قد لا يجعل تنفيذها بالشكل المطلوب سهلا، لا سيما عدم إجازة الكونغرس الأمريكي لأي اتفاقية عسكرية بين الرياض وواشنطن بسبب الضغوط في الداخل، وكذلك معارضة الحكومة الإسرائيلية على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم والسماح بإقامة دولتهم المستقلة.
ووفقا لهذه المعطيات والمعوقات، بحسب الحامد، إمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب ضعيفة في الوقت الراهن، حيث لم يتم وضع أي مبادئ لهذا الاتفاق، ولم يتم مناقشته مع المسؤولين، ما يحدث مجرد تصريحات لم توضع في الاعتبار، ولم يحدد لها أي سقف زمني، ما يؤدي إلى استبعاد الفكرة على الأقل في الوقت الراهن.
وأفادت تقارير صحفية نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن إسرائيل ستقدم تنازلات للفلسطينيين من أجل تسهيل الاتفاق، مشيرين إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق تطبيع بين تل أبيب والرياض في غضون 9 إلى 12 شهرا، على الرغم من أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ليس في عجلة من أمره للتوصل إلى اتفاق.
وأشارت إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان التقى مع ولي العهد السعودي الأمير بن سلمان في جدة قبل أسبوعين من أجل تسريع المحادثات بين
الإسرائيليين والسعوديين.
ولفتت إلى أن ابن سلمان أظهر التزاما إيجابيا بالتطبيع مع إسرائيل لكنه أبلغ مستشاريه بأنه غير مستعد لعلاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل - على غرار الاتفاق مع الإمارات، بسبب معارضة تل أبيب إقامة دولة فلسطينية.
لكن البيت الأبيض، نفى بعد ذلك بساعات، أن يكون هناك إطار عمل تم التوصل إليه لاتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: "بصراحة تامة، فقط لأكون صريحا هنا، لا يزال هناك الكثير من المحادثات التي ستُجرى (..) ليس هناك اتفاق على مجموعة من المفاوضات ولا يوجد إطار متفق عليه بخصوص التطبيع أو أي من الاعتبارات الأمنية الأخرى التي لدينا وأصدقائنا في المنطقة، ولكن هناك التزام من قبل الإدارة الأمريكية لمواصلة الحديث ومواصلة محاولة دفع الأمور إلى الأمام".
وتحدث مسؤولون إسرائيليون، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أكثر من مناسبة، عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية برعاية أمريكية، لكن الرياض أكدت مرارا أن تطبيع العلاقات مع تل أبيب مرهون بتطبيق مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز عام 2002.
وتنص مبادرة السلام العربية على
إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.