"البندورة الحورانية".. شهرة إقليمية ينغصها منعكسات الحرب والحصار الاقتصادي... صور وفيديو
"البندورة الحورانية".. شهرة إقليمية ينغصها منعكسات الحرب والحصار الاقتصادي... صور وفيديو
سبوتنيك عربي
تسهم خصوبة أرض حوران جنوب سوريا، في توفير القسم الأكبر من احتياجات سوريا من الخضراوات الموسمية التي تتناوب زراعتها مع سهول المنطقة الوسطى والغربية في البلاد. 23.09.2023, سبوتنيك عربي
تبعا لطبيعتها الزراعية، فقد تمكنت العصابات الإرهابية من تحييد قسم كبير من سلة الخضار السورية عبر سيطرتها على مساحات واسعة من ريف محافظة درعا التي تستحوذ على معظم الأراضي الزراعية في سهل حوران.في الوقت الراهن، عادت الكثير من أراضي المحافظة إلى الإنتاج، إلا أن المزارعين لا يعانون الوصول الآمن إلى حقولهم، في ظل الوضع الأمني المقلق بسبب العصابات المسلحة التي لا زالت تمارس أعمالها الإجرامية، وخاصة في الريف الغربي لدرعا.400 ألف طن إنتاج درعاواكبت "سبوتنيك" موسم قطاف "البندورة الحورانية"، وهي المحصول الأشهر في درعا، ويسجل حضوره الكبير في أسواق الخضار محلياً وخارج سوريا، إضافة للقمح، البطاطا، الخيار والباذنجان وغيرها من الخضراوات.يقول مدير زراعة محافظة درعا، بسام الحشيش: "قاربت مساحة الزراعة لمحصول البندورة في المحافظة هذا العام الـ 3700 هكتار، فيما وصلت كمية الإنتاج إلى 400 ألف طن".وأوضح مدير زراعة درعا في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن إنتاج المحافظة في شهري الذروة، آب وأيلول (أغسطس وسبتمبر)، من كل عام، يفيض عن حاجة الأسواق المحلية، الأمر الذي يعظم حاجة الفلاح إلى فتح باب التصدير خارجياً".وأشار الحشيش إلى أن أغزر المناطق زراعة لمحصول البندورة في درعا تتركز في الريف الغربي، بالإضافة إلى مناطق الصنمين وإنخل وإزرع وخربة غزالة.لا تتوقف معاناة الفلاحين عند الجانب الأمني، إذ ثمة معوقات أخرى تحول دون عودة الإنتاج الزراعي في هذه المحافظة إلى ما كان عليه قبل الحرب، وذلك بسبب الواقع الخانق الذي كرسته العقوبات الاقتصادية الغربية على تدفق مستلزمات الإنتاج والتسويق، وعلى رأس تلك المستلزمات، يتربع شح المشتقات النفطية الذي ينهبها الجيش الأمريكي من حقول شرق سوريا، ويصدرها إلى خارج البلاد.حول توفير المشتقات النفطية، يقول الحشيش: "تقوم الحكومة بتقديمها بالسعر المدعوم، وحاليا يتم توزيعها عن طريق البطاقة الكرتونية أو الإلكترونية، بعد تقدير المساحة المزروعة على أرض الواقع".صعوبات التسويق الخارجيداخل البلاد، تصل الشحنات خلال ساعات إلى الأسواق الرئيسية في المحافظات، إلا ان الأمر يختلف كليا في حالة التصدير إلى دول الجوار ودول الخليح العربي، إذ أن المسافات الطويلة، والمعوقات التي تواجهها الشاحنات المبردة على الحدود، تستهلك ما يقرب 15 يوما، الأمر الذي يفرض بدوره، قطاف الشحنة المعدة للتصدير قبل نضوجها.يقول مدير زراعة درعا إن الحكومة السورية تسعى لتأمين مستلزمات العمل الزراعي للفلاحين ما أمكنها ذلك، كالبذار الهجينة التي يتم إنتاجها محليا، إلى جانب الأسمدة التي يتم توفيرها بالكميات المتاحة عبر المصرف الزراعي السوري."الحورانية" تنافس الأردن ومصر ولبنانقال رئيس جمعية الفلاحين، في بلدة صيدا، أحمد محمد الجهماني لـ "سبوتنيك" إن خصوصية البندورة الحورانية التي تزرع جنوبي البلاد تكمن بلونها، وطعمها المختلف بحموضته عن بقية أماكن الإنتاج. فهي مرغوبة لدى السوريين ومستهلكي الأسواق الخارجية على حد سوء، وهي تتميز عن مثيلاتها من الثمار في لبنان والأردن ومصر.وأضاف : "البندورة محصول استراتيجي، ولذلك نحن نطلب مزيدا من الدعم من الحكومة، وتحديداً في مسائل الأدوية الزراعية والسماد التي أصبحت أسعارها مرتفعة كثيرا بحكم تعلقها بانخفاض وارتفاع الدولار".من غوطة دمشق إلى درعايقوم حمزة راشد، مزارع من مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، باستئجار الأراضي الزراعية في درعا وزراعتها تمهيدا لتسويق محاصيلها في أسواق دمشق والمحافظات الأخرى.يقول راشد لـ "سبوتنيك": "نزرع على عروتين، صيفية وخريفية، وهذه الطريقة على مرحلتين نقوم بها لتفادي وجود فائض أو نقص في السوق، ما يؤدي لسعر غير متوازن بالنسبة للمزارع أو المشتري".لا يخفي راشد الذي نزح من مدينته (دوما) إبان سيطرة المجموعات الإرهابية على منطقة الغوطة الشرقية، فخره بنجاح تجربته وشرح تفاصيلها بعدما يرحب بزوار مشروعه الزراعي في ريف درعا، وعادة ما يهديهم قطاف طازجة في أيام الموسم.
تسهم خصوبة أرض حوران جنوب سوريا، في توفير القسم الأكبر من احتياجات سوريا من الخضراوات الموسمية التي تتناوب زراعتها مع سهول المنطقة الوسطى والغربية في البلاد.
تبعا لطبيعتها الزراعية، فقد تمكنت العصابات الإرهابية من تحييد قسم كبير من سلة الخضار السورية عبر سيطرتها على مساحات واسعة من ريف محافظة درعا التي تستحوذ على معظم الأراضي الزراعية في سهل حوران.
في الوقت الراهن، عادت الكثير من أراضي المحافظة إلى الإنتاج، إلا أن المزارعين لا يعانون الوصول الآمن إلى حقولهم، في ظل الوضع الأمني المقلق بسبب العصابات المسلحة التي لا زالت تمارس أعمالها الإجرامية، وخاصة في الريف الغربي لدرعا.
400 ألف طن إنتاج درعا
واكبت "سبوتنيك" موسم قطاف "البندورة الحورانية"، وهي المحصول الأشهر في درعا، ويسجل حضوره الكبير في أسواق الخضار محلياً وخارج سوريا، إضافة للقمح، البطاطا، الخيار والباذنجان وغيرها من الخضراوات.
يقول مدير زراعة محافظة درعا، بسام الحشيش: "قاربت مساحة الزراعة لمحصول البندورة في المحافظة هذا العام الـ 3700 هكتار، فيما وصلت كمية الإنتاج إلى 400 ألف طن".
وأوضح مدير زراعة درعا في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن إنتاج المحافظة في شهري الذروة، آب وأيلول (أغسطس وسبتمبر)، من كل عام، يفيض عن حاجة الأسواق المحلية، الأمر الذي يعظم حاجة الفلاح إلى فتح باب التصدير خارجياً".
وأشار الحشيش إلى أن أغزر المناطق زراعة لمحصول البندورة في درعا تتركز في الريف الغربي، بالإضافة إلى مناطق الصنمين وإنخل وإزرع وخربة غزالة.
لا تتوقف معاناة الفلاحين عند الجانب الأمني، إذ ثمة معوقات أخرى تحول دون عودة الإنتاج الزراعي في هذه المحافظة إلى ما كان عليه قبل الحرب، وذلك بسبب الواقع الخانق الذي كرسته العقوبات الاقتصادية الغربية على تدفق مستلزمات الإنتاج والتسويق، وعلى رأس تلك المستلزمات، يتربع شح المشتقات النفطية الذي ينهبها الجيش الأمريكي من حقول شرق سوريا، ويصدرها إلى خارج البلاد.
حول توفير المشتقات النفطية، يقول الحشيش: "تقوم الحكومة بتقديمها بالسعر المدعوم، وحاليا يتم توزيعها عن طريق البطاقة الكرتونية أو الإلكترونية، بعد تقدير المساحة المزروعة على أرض الواقع".
داخل البلاد، تصل الشحنات خلال ساعات إلى الأسواق الرئيسية في المحافظات، إلا ان الأمر يختلف كليا في حالة التصدير إلى دول الجوار ودول الخليح العربي، إذ أن المسافات الطويلة، والمعوقات التي تواجهها الشاحنات المبردة على الحدود، تستهلك ما يقرب 15 يوما، الأمر الذي يفرض بدوره، قطاف الشحنة المعدة للتصدير قبل نضوجها.
يقول مدير زراعة درعا إن الحكومة السورية تسعى لتأمين مستلزمات العمل الزراعي للفلاحين ما أمكنها ذلك، كالبذار الهجينة التي يتم إنتاجها محليا، إلى جانب الأسمدة التي يتم توفيرها بالكميات المتاحة عبر المصرف الزراعي السوري.
"الحورانية" تنافس الأردن ومصر ولبنان
قال رئيس جمعية الفلاحين، في بلدة صيدا، أحمد محمد الجهماني لـ "سبوتنيك" إن خصوصية البندورة الحورانية التي تزرع جنوبي البلاد تكمن بلونها، وطعمها المختلف بحموضته عن بقية أماكن الإنتاج. فهي مرغوبة لدى السوريين ومستهلكي الأسواق الخارجية على حد سوء، وهي تتميز عن مثيلاتها من الثمار في لبنان والأردن ومصر.
وأضاف : "البندورة محصول استراتيجي، ولذلك نحن نطلب مزيدا من الدعم من الحكومة، وتحديداً في مسائل الأدوية الزراعية والسماد التي أصبحت أسعارها مرتفعة كثيرا بحكم تعلقها بانخفاض وارتفاع الدولار".
من غوطة دمشق إلى درعا
يقوم حمزة راشد، مزارع من مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، باستئجار الأراضي الزراعية في درعا وزراعتها تمهيدا لتسويق محاصيلها في أسواق دمشق والمحافظات الأخرى.
"البندورة الحورانية".. شهرة إقليمية ينغصها منعكسات الحرب والحصار الاقتصادي
يقول راشد لـ "سبوتنيك": "نزرع على عروتين، صيفية وخريفية، وهذه الطريقة على مرحلتين نقوم بها لتفادي وجود فائض أو نقص في السوق، ما يؤدي لسعر غير متوازن بالنسبة للمزارع أو المشتري".
لا يخفي راشد الذي نزح من مدينته (دوما) إبان سيطرة المجموعات الإرهابية على منطقة الغوطة الشرقية، فخره بنجاح تجربته وشرح تفاصيلها بعدما يرحب بزوار مشروعه الزراعي في ريف درعا، وعادة ما يهديهم قطاف طازجة في أيام الموسم.
تم حظر دخولك إلى المحادثة لانتهاك"a href="https://sarabic.ae/docs/comments.html>القواعد.
ستتمكن من المشاركة مرة أخرى بعد:∞.
إذا كنت غير موافق على الحظر، استخدم<"a href="https://sarabic.ae/?modal=feedback>صيغة الاتصال
تم إغلاق المناقشة. يمكنك المشاركة في المناقشة في غضون 24 ساعة بعد نشر المقال.