علماء يكشفون عن المدة اللازمة لتعافي الجسم من تعاطي الكحول
© unsplash/ Adam Jaimeالتعافي من اضطراب شرب الكحول
© unsplash/ Adam Jaime
تابعنا عبر
توصلت مجموعة من الباحثين من جامعة ستانفورد الأمريكية، إلى نتائج مشجعة لمدمني الكحول من أجل التوقف عن شربه.
وبينت الدراسة سرعة الدماغ في إصلاح بنيته بمجرد التوقف عن شرب الكحول، إذ يحاول الدماغ إصلاح ما تم تهديمه خلال فترة الشرب.
يميل الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي الكحول "أ يو دي" إلى الإصابة بترقق في مناطق القشرة الدماغية، حيث أن الطبقة الخارجية المتجعدة للدماغ مهمة للعديد من الوظائف المعرفية.
ووجدت الدراسة التي نشرت في موقع "ساينس أليرت" أن أولئك الذين أقلعوا عن الشرب يكتسبون سُمكًا قشريًا بمرور الوقت، بشكل أسرع في الشهر الأول بعد الإقلاع ويستمرون لأكثر من 7.3 شهر، وعند هذه النقطة تكون السُمك مماثلة لأولئك الذين لا يعانون من "أ يو دي".
وكانت الأبحاث السابقة قد أظهرت أن بعض المناطق في الدماغ قد تتعافى عندما يتوقف شخص ما عن شرب الكحول، ولكن لم يتم تحديد فترة وسرعة التعافي.
وكتب الفريق الذي يقوده الطبيب النفسي والعالم السلوكي تيموثي دورازو من جامعة ستانفورد: إن "الدراسات القليلة التي تبحث في تغيرات سمك القشرة القشرية في أثناء التوقف عن شرب الكحول اقتصرت على الشهر الأول من الإقلاع".
وحسب الدراسة، فإن ما يقدر بنحو 16 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من "اضطراب تعاطي الكحول"، وهي مشكلة صحية عامة ومهمة، وفهم هذا الاضطراب المعقد مهم للعلاج والوقاية والحد من تعاطي الكحول.
التغيرات في بنية الدماغ ووظيفته في أثناء تعاطي الكحول المزمن يمكن أن تجعل من الصعب على الناس التوقف عن الشرب، على الرغم من حسن نواياهم، على سبيل المثال، قد تصبح قشرة الفص الجبهي (وهي منطقة تشارك في التخطيط وصنع القرار) أقل نشاطًا، مما يجعل من الصعب على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي الكحول اتخاذ قرارات صحية.
إجمالاً، شارك 88 شخصًا مصابا باضطراب تعاطي الكحول في الدراسة، وخضعوا لفحص الدماغ بعد أسبوع واحد تقريبًا وشهر واحد و7.3 شهر من الإقلاع عن شرب الكحول.
كما قام الباحثون بدراسة 45 شخصًا لم يسبق لهم الإصابة باضطراب تعاطي الكحول، وقاموا بقياس سمك القشرية عند زمن التعافي ومرة أخرى بعد حوالي 9 أشهر للتأكد من أن المناطق التي تم قياسها ظلت كما هي.
تم استخدام نوع من التصوير بالرنين المغناطيسي "إم آر آي" وهو مفيد بشكل خاص للحصول على صور واضحة للبنية الداخلية للجسم لمراقبة أدمغة المشاركين، وسجل الباحثون سمك القشرية لـ 34 منطقة، بمتوسط القياس عبر نصفي الكرة الأيمن والأيسر من الدماغ.
كانت استعادة سماكة القشرة الدماغية لدى المصابين بعد 7.3 أشهر دون تناول الكحول أمرًا واسع الانتشار، وكان كافيًا أن تكون ذات دلالة إحصائية في 25 منطقة من أصل 34 منطقة.
كانت استعادة السماكة القشرية لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تناول الكحول والذين يعانون أيضًا من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول أبطأ في بعض أجزاء أدمغة، وينطبق الشيء نفسه على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تناول الكحول والذين كانوا مدخنين.
توفر هذه النتائج فهمًا جديدًا لتعافي الدماغ بعد الإقلاع عن الكحول، وعلى الرغم من صغر حجم العينة ونقص التنوع، فقد تكون قابلة للتعميم. ومن المهم أيضًا ملاحظة أن هذه النتائج لا تشير إلى ما إذا كان للتغييرات أي تأثير على وظائف المخ.
ويشير المؤلفون أيضًا إلى أن بعض المتغيرات التي لم يأخذوها في الاعتبار، مثل الوراثة، والنشاط البدني، وصحة الكبد والرئة لدى الأشخاص، يمكن أن تؤثر على النتائج التي توصلوا إليها.